تنديد فلسطيني باعتراض إسرائيل رحلة بحرية ثانية من قطاع غزة للعالم الخارجي
نددت هيئة فلسطينية باعتراض إسرائيل اليوم الثلاثاء، ثاني رحلة بحرية من قطاع غزة إلى العالم الخارجي، في وقت بدأت فيه السلطات الإسرائيلية تقليص إدخال البضائع إلى القطاع.
وقالت هيئة “الحراك الوطني لكسر حصار غزة” خلال مؤتمر صحفي عقدته في مرفأ غزة البحري، إن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت قارب “سفينة الحرية 2” على مسافة 10 أميال بحرية من شاطئ بحر غزة.
وذكر الناطق باسم الهيئة بسام المناصرة أن قوات البحرية الإسرائيلية اعتقلت طاقم القارب المكون من قبضان ومساعده وثمانية طلبة وجرحى في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وإسرائيل.
واعتبر مناصرة أن ما جرى ما القارب يمثل “قرصنة إسرائيلية”، مؤكدا على استمرار “الحراك السلمي على كافة المستويات حتى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة” منذ منتصف العام 2007.
ونددت مؤسسات حقوقية في بيان مشترك جرى تلاوته خلال المؤتمر، بالاعتراض الإسرائيلي لقارب الحرية 2، مطالبة بتدخل دولي لرفع الحصار “غير القانوني وغير الإنساني” عن قطاع غزة لما يشكله من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي إن قوات سلاح البحرية التابع له اعترضت القارب الفلسطيني لخرقه الطوق البحري حول قطاع غزة من دون أحداث استثنائية.
وذكر الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي أنه بعد فحص القارب والركاب وتمشيطهم على يد القوات، سيتم اقتياد القارب لقاعدة ذراع البحرية في أسدود، مشيرا إلى أن الجيش “خصص قوات طبية لمعالجة المرضى والمعاقين الذين كانوا على القارب”.
واعتبر ادرعي أن “الطوق البحري على غزة يعتبر طوقًا أمنيًا ضروريا وقانونيًا، يتم الاعتراف به بشكل متكرر عالميًا ومن قبل الأمم المتحدة، للحفاظ على أمن إسرائيل وحدودها البحرية، عن طريق كونه درعًا في وجه الإرهاب وتهريب الوسائل القتالية”.
وكانت أطلقت هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة صباح اليوم رحلة بحرية هي الثانية من نوعها من القطاع إلى العالم الخارجي في مسعى لتحدي الحصار الإسرائيلي.
وأنطلق قارب “الحرية 2” من مرفأ غزة البحري إلى عرض بحر القطاع الذي تمنع إسرائيل الإبحار فيه لأكثر من ستة أميال بموجب حصارها المتواصل منذ منتصف العام 2007.
وقال عضو الهية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار هاني الثوابتة، إن رسالة الشعب الفلسطيني في إطلاق الرحلة البحرية الثانية من غزة هي أن معادلة استمرار الحصار الإسرائيلي لا يمكن القبول.
وأكد الثوابتة أن النضال الفلسطيني بكافة الوسائل المتاحة سيستمر حتى يتم رفع الحصار الإسرائيلي ورفع قيود أمام حركة الأفراد أو السلع من وإلى القطاع بوصفها مخالفة صريحة للقانون الدولي.
وكتب على القارب داخل علم فلسطيني كبير “سفينة الحرية 2 لكسر الحصار”.
واستقل القارب جرحى من الفلسطينيين بحاجة لمتابعة طبية رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء حصار غزة.
وأعرب الشاب محمد مقداد (35 عاما) وهو أحد جرحى المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في إطار مسيرات العودة، عن تأييده لإطلاق الرحلة البحرية من قطاع غزة.
وذكر مقداد أن “رسالة الجرحى في سفن كسر الحصار بضرورة التدخل الدولي لرفع الحصار وتمكين الجرحى من السفر للعلاج في الخارج وإنهاء قيود إسرائيل على معابر قطاع غزة “.
وتجمعت قوارب صغيرة تحمل الأعلام الفلسطينية لمرافقة القارب الرئيسي في رحلته. كما حضر مئات الفلسطينيين إلى مرفأ غزة لحضور الفعالية.
وكانت اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية في 29 مايو الماضي قاربا فلسطينيا كان يشكل أول رحلة بحرية من نوعها من قطاع غزة إلى العالم الخارجي.
وفي حينه، قال مسئولون في هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، إن عددا من الزوارق الإسرائيلية حاصرت قارب “سفينة الحرية لكسر الحصار” على بٌعد نحو تسعة أميال من شاطئ بحر غزة واعتقلت جميع المشاركين في القارب ثم أفرجت عنهم بعد ساعات من ذلك باستثناء قبضان القارب.
وتطالب “مسيرة العودة الكبرى” بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف العام 2007.
يأتي ذلك فيما قلصت السلطات الإسرائيلية اليوم إدخال البضائع ومواد الخام عبر معبر (كيرم شالوم/كرم أبو سالم) إلى قطاع غزة بموجب قرار أصدرته الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية.
وكانت قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “مصادقة إسرائيل على إجراءات إضافية لتشديد الحصار ومنع دخول المواد والبضائع إلى غزة جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود بحق الشعب الفلسطيني والقطاع”.
واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي أن “الصمت الإقليمي والدولي على جريمة الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة شجع العدو الإسرائيلي على التمادي في إجراءاته الإجرامية المخالفة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية”.
ودعا برهوم المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري لمنع هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة، ومغادرة الموقف السلبي الصامت والعمل على إنهاء حصار غزة ووقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق غزة وسكانها”.
وأكد الناطق باسم حركة حماس أن “الذي يتحمل كل النتائج المترتبة على هذه السياسات الإسرائيلية العنصرية المتطرفة هي حكومة الاحتلال”.
ويفرض على قطاع غزة حصارا إسرائيليا مشددا يتضمن قيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية منذ منتصف العام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع بالقوة.
ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم كما سبق أن أعلن البنك الدولي