تكريم وطني بفرنسا لضحايا الإرهاب
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاثنين إصلاح نظام تعويض ضحايا الإرهاب خلال احتفال تكريمي أقيم على شرفهم وسط باريس، مؤكدا أن “الدولة يجب أن تكون قدوة في استجابتها وإجراءاتها وردود فعلها”. ويأتي هذا التكريم الوطني الذي تنظمه فرنسا منذ 18 عاما في أجواء خاصة إثر الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة وقتل فيها عشرات الأشخاص.
كرمت فرنسا الإثنين ذكرى 230 شخصا قتلوا في اعتداءات جهادية منذ أيلول/سبتمبر 2015 في البلاد وفي الخارج وقرأ الرئيس فرانسوا هولاندأسماء الضحايا على الحضور وسط صمت مطبق.
وقال هولاند أن الدولة ستكون ضامنة لصندوق تعويضات الضحايا الذي أنشئ قبل ثلاثين عاما لكن ستتم مراجعة موارده في ضوء الاعتداءات. وأضاف أن “الدولة يجب أن تكون قدوة في استجابتها وإجراءاتها وردود فعلها”.
تنظم فعالية تكريم الضحايا الفرنسيين سنويا كل 19 أيلول/سبتمبر الذي يصادف تاريخ الاعتداء الذي استهدف في 1989 طائرة دي-سي 10 فرنسية أسقطت فوق النيجر.
ومن بين المشاركين في الفعالية قالت ياسمين مرزوق (21 عاما) التي قتل ثلاثة من أفراد عائلتها في اعتداء نيس في 14 تموز/يوليو “هؤلاء المتوحشون لا دين ولا إيمان ولا ناموس لديهم”، داعية إلى “عدم الخلط” بين الإسلام والإرهاب.
وقالت في شهادتها أن يوم 14 تموز/يوليو الذي قتل فيه جهادي 86 شخصا أنقض عليهم بشاحنته، “قلب حياتنا رأسا على عقب”.
وأضاف بصوت مخنوق “هؤلاء المجرمون هاجموا (…) بالتحديد أطفالا يمثلون مستقبل فرنسا”.
وقال جورج سالين رئيس جمعية عائلات ضحايا اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي أوقعت 130 قتيلا في باريس متوجها إلى “الضحايا الأبرياء في كل أعمال العنف الإرهابية، أنتم خوتي وإخواتي وأريد من بلدي أن يؤكد موقفه الأخوي حيالكم”.
تمثل مكافحة الإرهاب أحد مواضيع حملة الانتخابات الرئاسية في 2017 ولا يسع السياسيون تجاهل تطلعات الضحايا.
وقال الأمين العام للاتحاد الوطني لضحايا الاعتداءات والحوادث الجماعية ستيفان جيكيل أن فرنسا دخلت منذ العام الماضي حقبة جديدة مسجلة “عددا لا مثيل له من ضحايا الإرهاب”.
وتقول السلطات أن التهديد لا يزال “في أوجه” مسترشدة بسلسلة توقيفات جرت خلال الأيام الماضية على صلة بمخططات اعتداءات.
كما حذر رئيس الاستخبارات الفرنسية باتريك كالفار في أيار/مايو من أن الأجهزة المختصة تخشى “شكلا جديدا من الهجمات” في أماكن تجمع حشود كبيرة، بعد عمليات إطلاق النار والطعن أو السترات الناسفة.