تفاصيل مباحثات السيسي و رئيس الوزراء الأثيوبي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية رئيس الوزراء الأثيوبي أبيى أحمد الذي يقوم بزيارة القاهرة لمدة ثلاثة أيام.
و قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ورئيس الوزراء الأثيوبي عقدا جلسة مباحثات ضمت وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بـ أبيى أحمد في أول زيارة له لمصر بعد توليه مهام منصبه، مشيراً إلى ما تمثله الزيارة من رسالة قوية وواضحة بشأن حرص الجانبين على تطوير العلاقات الثنائية.
كما أكد الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للعلاقة مع إثيوبيا، وحرصها على تعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مفاهيم العمل المشترك من أجل تحقيق مصالح البلدين، في إطار إعمال مبدأ المنفعة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، وبما يُحقق التنمية والرخاء والازدهار لشعبينا الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء الأثيوبي أعرب عن سعادته بزيارة القاهرة، مؤكداً على الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والأثيوبي، وتطلعه للعمل مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة خلال الفترة القادمة، وتعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما أشار رئيس الوزراء الاثيوبي إلى ما تتميز به العلاقات بين مصر وإثيوبيا من طابع استراتيجي، منوهاً إلى حرص بلاده على عدم الإضرار بمصالح مصر وشعبها، وتطلع اثيوبيا نحو دعم وتعزيز التعاون بين البلدين على كل المستويات، استغلالاً لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة، وتعظيماً للمكاسب المشتركة، وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين.
وذكر السفير بسام راضي أن الجانبين اتفقا خلال المباحثات على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وتقديم كافة التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض تحقيق ذلك ودعم الاستثمارات المشتركة، بما في ذلك إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلاً عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب أفريقياً.
كما جدد الجانبان عزمهما على التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل، ويسهم في ذات الوقت في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق. وتم أيضاً التوافق حول تفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت كذلك مناقشة الأوضاع الإقليمية، وبالأخص ملفات جنوب السودان، والوضع في الصومال، والعلاقات الإثيوبية الإريترية، حيث تطابقت وجهات النظر إزاء أهمية العمل المشترك لإحلال السلام الإقليمي ومساعدة دول الإقليم على تجاوز التحديات الراهنة.
وفي نهاية المباحثات، أقام الرئيس مأدبة إفطار تكريماً لرئيس الوزراء الإثيوبي والوفد المرافق له.
و أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي زيادة استثمارات مصر في أثيوبيا، مشيرا الى أنه تم تقديم جميع التسهيلات الممكنة بين البلدين.
وقال السيسي – في كلمته اليوم خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد في قصر الاتحادية – ” لطالما أكدت على أن العلاقات المصرية الأثيوبية الممتدة عبر آلاف السنين تقوم على وشائج أزلية من الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة ويربطهما نهر النيل العظيم”.
وأضاف ” قطعنا شوطا مهما علي صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي، وسنواصل جهودنا المخلصة والصادقة من أجل تجاوز أي تحديات مشتركة وفي مقدماتها التوصل الي اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال فيه لأنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري”.
وتابع ” وفي ذات الوقت يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الأثيوبي الشقيق، ولهذا فإن هذه الزيارة المهمة لأخي دولة رئيس الوزراء الأثيوبي تمثل فرصة طيبة للتباحث في هذا المسعي النبيل الذي نصبو إليه جميعا”.
وأضاف الرئيس السيسي ” لقد تباحثنا اليوم حول فرصة زيادة التعاون الإقتصادي بين البلدين خاصة في ضوء ما نلاحظه من إهتمام من قبل القطاع الخاص المصري بزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي، وقد إتفاقنا علي أهمية تقديم جميع التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض دعم تلك الاستثمارات بما في ذلك التعاون لاقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا وتشجيع المزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لإستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلا عن التعاون في مجالات الإستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والمزارع السمكية والصحة، وبما يفضي الى تعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر
وإثيوبيا وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب أفريقيا”.
وتابع ” لقد أكدت اليوم كذلك لأخي رئيس الوزراء ما نوليه من أولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لانشاء الصندوق، وذلك بناء علي الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو 2018 علي مستوي كبار المسئولين لهذا الغرض”.
السيدات والسادة،
فيما يلي نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي:
“أخي العزيز دولة رئيس الوزراء د. أبي أحمد علي رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أرحب بأخي العزيز رئيس الوزراء “أبي أحمد علي”، في بلده الثاني مصر، وأن أعيد تهنئته بمناسبة توليه منصبه، وعلى ما يقوم به من خطوات لتعزيز الازدهار والاستقرار في إثيوبيا الشقيقة.
السيدات والسادة،
لطالما أكدت أن العلاقات المصرية الإثيوبية الممتدة عبر آلاف السنين، إنما تقوم على وشائج أزلية من الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة، ويربطهما نهر النيل العظيم الذي كان ويجب أن يظل، رابطاً للتكامل والتعاون ومصدراً رئيسياً للحياة. هذا ما اتفقنا على العمل على تحقيقه، وما يجب أن يستقر في وجدان كل مصري وكل إثيوبي، من واقع العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من امتداد وعلاقات تعاون متصـلة، على نحو يستحق منا العمل على جعل الشعوب المصرية والسودانية والإثيوبية أشبه بشعب واحد في وطن واحد.
من هذا المنطلق، فقد أوليت اهتماماً خاصاً على مدار السنوات الأربع الماضية للعلاقة مع إثيوبيا، وتعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مفاهيم العمل المشترك من أجل تحقيق المصالح الكبرى في إطار إعمال مبدأ المنفعة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، وبما يحقق التنمية والرخاء والازدهار لشعبينا الشقيقين. وقد قطعنا شوطاً مهماً على صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي، وسنواصل جهودنا المخلصة والصادقة من أجل تجاوز أية تحديات مشتركة، وفى مقدمتها التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال في أنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري، وفى ذات الوقت يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق، ولهذا فإن هذه الزيارة الهامة لأخي دولة رئيس الوزراء الإثيوبي تمثل فرصة طيبة للتباحث في هذا المسعى النبيل الذي نصبو إليه جميعاً.
السيدات والسادة،
لقد تباحثنا اليوم حول فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء ما نلحظه من اهتمام من قبل القطاع الخاص المصري بزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي، وقد اتفقنا على أهمية تقديم كافة التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض دعم تلك الاستثمارات، بما في ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلاً عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب أفريقياً.
لقد أكدت اليوم كذلك لأخي رئيس الوزراء ما نوليه من أولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاثة، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق وذلك بناء على الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو 2018 على مستوى كبار المسئولين لهذا الغرض.
كما ناقشنا الأوضاع الإقليمية، وبالأخص ملفات جنوب السودان، والوضع في الصومال، والعلاقات الإثيوبية الإريترية، وهناك تطابق في وجهات النظر ورغبة صادقة في العمل المشترك لإحلال السلام الإقليمي ومساعدة دول الإقليم على تجاوز التحديات الراهنة.
السيدات والسادة،
ختاماً، أود أن أؤكد مجدداً على أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا هي علاقة شراكة استراتيجية، وأن توجه مصر الاستراتيجي هو ترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في كافة المجالات، وأننا لن نألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك، وأن مصر، حكومة وشعباً، إنما تظل سياستها نحو إثيوبيا دائماً تتسم بالحرص الكامل على مصالحها واستقرارها وأمنها، والسعي نحو تقدم ورخاء شعبها الشقيق، والرغبة فى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين على كل المستويات، استغلالاً لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة، من أجل وضع أسس التعاون والشراكة والتكامل فى كافة المجالات، تعظيماً للمكاسب المشتركة، وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين، وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة الضاربة فى عمق التاريخ.
شكراً، وأعطي الكلمة لأخي رئيس الوزراء “أبي أحمد علي”، فليتفضل.”