تفاصيل جلسة “أثر الحروب والنزاعات” بمنتدى شباب العالم
انطلقت عصر اليوم الثلاثاء جلسة بعنوان ” أثر الحروب والنزاعات على اختفاء هوية الشباب” في إطار منتدى شباب العالم.
وذلك بحضور وزير الشاب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر وعدد من كبار رجال الدولة
وفى بداية الجلسة تم عرض فيديو أعده شباب البرنامج الرئاسي يتناول الصراعات والنزعات في العالم.
وأكدت مدير معهد جنوب آسيا للاستقرار الاستراتيجي في باكستان ماريا سلطان أن للشباب دورا كبيرا في تحقيق التقدم للدول والحفاظ على الحضارات والثقافات.
وقالت سلطان إن السلام لم يعد حكرا على الدولة، مؤكدة أن الشباب يلعب دورا أساسيا في تحقيق السلام.
وأضافت أن الحضارات تعتمد – الآن – على دور الشباب وقدرتهم على تحمل المسؤولية من أجل توفير الأمن وتنمية الأمم ، في حين يلعب الأفراد دورا هاما فاعلا مع الدولة.
وأشارت إلى أن للإعلام دورا فعالا في عملية الحرب والسلام، وقالت: ما نسعى للحصول عليه هو استخدام القوة مع العمليات في مناطق النزاعات.
وتابعت: إن ما نشهده اليوم من عمليات إرهابية ونزاعات تتمثل في العمليات الأكثر قهرا على الشعوب، التي بدأت تؤثر بالسلب في السكان، وتتم من أجل التلاعب مع السلطة والتي تؤثر حتما على الافكار .
وساقت أمثلة لما يحدث في العراق وباقي الأماكن المقدسة والأقليات التي تعيش لسنوات عديدة، لافتا إلى أن هذا ليس حدثا عارضا ولكنه من أجل تدمير الثقافة والتراث والعلم .
وعقب ذلك قالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس بدرة قعلول، إن هناك عنفا ممنهجا داخل المجتمع بعد الثورات، وأصبح ظاهرة متداولة في كل البلدان، مشيرة إلى أن العنف الأيديولوجي هو الأخطر على المجتمع والهوية المجتمعية.
وأشارت إلى أن العنف والصراع المسلح آخر مرحلة في التأثير على الهوية، ويجب أن نتعامل بشكل جاد مع تأثير العنف الايديولوجي على الشخصية الفردية والمجتمع، مؤكدة أنه يجب طرح ذلك تبعات هذا التأثير على المجتمع؛ لنتمكن من مواجهة التيارات التي خرجت علينا بعد أن كانت تعمل في سرية، وتريد أن تفرض عليك نوعية جديدة من المعيشة.
وأوضحت أن التيارات التكفيرية لم تأت من عدم، حيث إنها عملت لفترة زمنية كبيرة في سرية، واستطاعت أن تتوغل داخل المجتمع بشكل سلس للتموقع ثم بعد تموقعها ظهرت إلى السطح لكي تفرض نمطها الجديد بالقوة.
وأكدت أن أخطر تيار على المجتمعات العربية هو التيار الإخواني لأن لديها أجنحة إرهاب تعطيها أوامر لكي تعمل بيننا، مضيفة “عام 2011 في تونس قمنا بتهنئة الإخوان بعد نجاهم في الإنتخابات وقبلنا بالأمر الواقع بعد نجاحهم وقلنا نذهب ونقبل بالديمقراطية، ونعمل سويا ولكن الإخوان تغلغلوا داخل مفاصل الدولة بسرعة كبيرة وبدأوا يعملون على تغيير النمط المجتمعي”.
وشددت على ضرورة تعرية جوانب العنف والكشف عن أصوله التكفيرية، لافتة إلى أن موضوع الهوية أهم عنصر يجب العمل عليه من خلال التوعية والتنشئة الاجتماعية بجميع مراحلها سواء مع الأسرة والمدارس والجماعات.
وأكد أن هذه الجماعات التكفيرية تستهداف أبناءنا حتى تفصلهم عنا وتجندهم لكي يتبنوا أفكارا ضد هويتنا المجتمعية، مشددة على وجود مؤامرات ضد الدول العربية ويجب أن نكون على استعداد دائم لمواجهتها.
ن جانبه، قال الخبير الاقتصادي المصري شريف ديلاور،” إن معظم الحروب والنزاعات بالقارة الإفريقية مرتبطة بالثروات التي تعتمد على الفقر والبطالة لتجنيد الشباب”.
وأضاف ديلاور أن عواقب الحروب والنزاعات على الشرق الأوسط كارثية، لافتا إلى أن 87 مليون مواطن (ثُلث سكان الشرق الأوسط في العراق وليبيا وسوريا واليمن) في حاجة إنسانية بدلًا من مساعدات التنمية وبناء التنمية الوطنية، مشيرا إلى أن الحروب أدت إلى انخفاض الناتج الإجمالي المحلي في هذه الدول البترولية بنسبة 14 إلى 16% سنويا.
وتابع ديلاور قائلا:- إن الدول المجاورة تأثرت اقتصاديا أيضا بالحروب، من بينها الأردن؛ بها 630 ألف لاجئ سوري، بتكلفة 2.5 مليار، أي 6% من الناتج الإجمالي الأردني .
وأضاف إن مصر هويتها إنسانية وطنية، ومن الصعب ضرب الهوية الإنسانية مهما كانت النزاعات، مؤكدا أن الهوية الإنسانية تظهر قوتها في الأزمات والحروب.
وأوضح أن الوقاية من حروب الجيل الرابع تأتي عن طريق المواطنة الاقتصادية بتكثيف المشروعات والأنشطة الاقتصادية بين الدول وبعضها التي كانت بها خلافات حول الموارد، إلى جانب تأهيل العقل النقدي للشباب من خلال أنشطة تحفيزهم “اقتصاديا واجتماعيا”.
وأوصى الخبير الاقتصادي بوضع استراتيجية محددة يخرج بها مؤتمر شباب العالم، منها توصية الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قال إن “محاربة الإرهاب يجب أن يكون حق من حقوق الإنسان”، إلى جانب التصدي من الآن وقبل فوات الأوان لحروب الجيل الخامس.
بدورها، قالت وزيرة الشباب والرياضة في رواندا روزماري موبايزي ، إن الحروب الأهلية التي شهدتها رواندا كانت مأساة حقيقية، حيث لقي نحو مليون شخص مصرعهم ، أكثرهم من الشباب، مضيفة: “لقد خسرنا هويتنا لأكثر من عقدين، حيث كان هناك الكثير من اللاجئين من رواندا في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها”.
وأضافت موبايزي أن الهوية والعادات والتقاليد والثقافة واللغة كلها عناصر متكاملة تجمع أبناء الشعب سويا بطريقة متسقة، لافتة إلى أن تقسيم البلاد يؤدي إلى الفوضى.
وتابعت أن كثيرا من سكان رواندا من الشباب، ولتحقيق الإنجازات والنمو الاقتصادي لا بد من تمكين هؤلاء الشباب، من خلال وزارة الشباب والبرامج المختلفة التي تستهدف الشباب ومنصات الحوار الوطني التي يشارك بها الشباب.
وأشارت موبايزي إلى أن النساء يشكلون نحو 64% من البرلمان في رواندا، فيما يشكل النساء أكثر من 50% في الوزارات، كما يعمل النساء كذلك في المحليات والقطاع الخاص والمجال الأكاديمي والمجتمع المدني، مؤكدة أن تمكين النساء والشباب أمر مهم لكل أمة، وعدم تمكينهم يعد إساءة لأي بلد.
من جهتها، أكدت الدكتورة لينا المتخصصة في مجال الثقافة والآداب ، أن الهوية الشخصية للإنسان عنصر مهم لا يمكن إغفاله، مشيرة إلى أن “مفهوم الهوية أصبح مختلفًا بسبب عصر العولمة الذي نعيشه”.
وأشارت الدكتور لينا ، إلى أن الفئة التي تهاجر من الشباب من بلادها بسبب الحروب والنزاعات تتعرض لفقد الهوية التي تشمل الهوية الوطنية والشخصية والثقافية، وبالتالي يصبحون عرضة للاستقطاب من قبل أيديولوجيات مختلقة على رأسها التطرف والإرهاب.
وقالت: “من خلال تجربتنا في الأردن بالتعامل مع الشباب السوري اللاجئ، وجدنا أن مساعدتنا لهم من الناحية الثقافية والفنية تساعد بشكل كبير في عودة هويتهم التي فقدوها، وبالتالي تساهم بشكل كبير في ابتعادهم عن الاستقطاب من قبل التنظيمات المتطرفة”.
بدوره، قال الفنان الجزائري الشاب خالد إن “العالم كله شباب، وبحاجة إلى فرح ونور وسلام، ويريدون ثقافة أخرى “.
وأضاف خالد أن الفن أصبح اليوم أقوى من السياسة، والعلم كله يستمع إليه، مشيرا إلى أنه شارك وحضر المنتدى لأن مصر أم الدنيا، متابعا: “وأنا من مصر، حلمي أن يكون صوتي عاليا يسمعه العالم أجمع، ومن مصر ننطلق للعالمية”.