تحقيقات و تقاريرعاجل

تفاصيل الجلسة الإفتتاحية لوزراء الخارجية العرب

أكد محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتي ورئيس الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية تأتي في صدارة التحديات الآنية التي تتطلب حلولا عاجلة ومعالجات عاجلة ، مبينا أن هذه التداخلات باتت تزيد بصورة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.

وأوضح يوسف – خلال الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب لبحث التدخل الإيراني في الدول العربية -أن، ما تعرضت له الرياض من عمل عدواني من قبل مليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية وما تعرضت له البحرين من عمل إرهابي بتفجير أنابيب النفط ، يشكل تطورا خطيرا يهدد أمن المنطقة والعالم بأسره، كما يقود المساعي الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي اليمنية.

وشدد يوسف ،على أن جمهورية جيبوتي ترفض بشدة أي مساس بأمن المملكة العربية السعودية وأي تهديد لاستقرارها واستقرار الدول العربية، داعيا إيران إلى الكف عن دورها السلبي في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف وزير خارجية جيبوتي، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب ينعقد في ظل مرحلة حرجة للغاية تمر بها المنطقة العربية، لافتا إلى أن التحديات والأخطار المتفاقمة أصبحت تهدد مستقبل الأمة العربية ووجود شعوبها.

وأردف قائلا، “على مجلسنا أن يطلع بمسؤولياته إزاء التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية و يجب اتخاذ موقف عربي جماعي للتصدي بكل حزم لتلك الانتهاكات في ضوء ميثاق جامعة الدول العربية وأهدافها الرامية إلى حماية الأمة العربية والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب العربية”.

ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  إن “استهداف عاصمة عربية بصواريخ باليسيتة من قبل مليشيا خارجة عن الشرعية ومدعومة إقليميا هو تهديد خطير لا ينبغي أبدا أن نتعامل معه كأمر عادي، إن الصاروخ الذي أطلقته مليشيات الحوثي على منطقة مطار العاصمة بالمملكة العربية السعودية يوم 4 نوفمبر الجاري والذي نجحت قوات الدفاع الجوي السعودي في التصدي له هو مجرد الحلقة الأخطر في سلسلة طالت من التجاوزات والتدخلات في الشؤون الداخلية وممارسة التخريب ونشر الفتنة”.

وأضاف أبو الغيط “ليس أمامنا في مواجهة حدث خطير كهذا سوى أن نسمي الأشياء بأسمائها، فالصاروخ الذي استهدف الرياض، إيراني الصنع، وهو رسالة إيرانية واضحة في عدائيتها، لم يفلح المسؤولون الإيرانيون حتى في تجميلها، بأن العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ طهران الباليستية، إنها رسالة غير مقبولة شكلا أو مضمونا، إن الدول العربية تعتز بسيادتها وهي قادرة على الدفاع عن أمنها واستقرارها ولن تقبل أبدا أن تعيش رهينة الخوف أو تحت ظل الترهيب، ولم تقف التدخلات الإيرانية عند هذا الحد، وهناك وقائع مثبتة لأعمال تخريبية وإرهابية آخرها تفجير أنابيب النفط في البحرين ليلة 10 نوفمبر الجاري، وثمة وقائع مثبتة لشبكات تجسس وتخريب تم الكشف عن نشاطها الهدام مثل شبكة العبدلي في الكويت، وشبكات مختلفة في العديد من الدول العربية منها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والأردن والمغرب والسودان، وثمة وقائع مثبتة لدعم وتمويل المليشيات المسلحة في أكثر من مكان بالعالم العربي”.

وتابع قائلا “لقد استمعنا جميعا إلى تصريحات الرئيس الإيراني المرفوضة والمستهجنة من أنه لا يمكن القيام بأي خطوة مصيرية في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا والخليج من دون إيران، ومثل هذا الحديث الصادر عن أعلى جهة تنفيذية في إيران ليس استثنائيا ولا يخالف ما دأبت عليه القيادات الإيرانية بل هو يعكس نهج التفكير وحقيقة السياسة التي تتبعها طهران، نهج هيمنة وسيطرة”.

وأكد أبو الغيط “إننا نستنكر هذه التصريحات الاستعلائية والتحريضية والعدائية ونطلب من إيران أن تراجع مواقفها إزاء الدول العربية، لقد قاست المنطقة كلها من جراء تبعات ونتائج هذه السياسة الإيرانية الخطيرة خلال السنوات المنصرمة.. إن التدخلات الإيرانية لم تراع المبدأ الأهم في العلاقات الدولية وهو الامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والالتزام بعلاقات تقوم على حسن الجوار”.

وشدد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ،على أن الدول العربية تعتبر التدخلات الإيرانية سببا أصيلا في حالة انعدام الاستقرار السائدة في اليمن وذلك من خلال ما تقوم به من تسليح مليشيا الحوثي وتحريضها لاستهداف منطقة الخليج بالصواريخ الباليسيتة، مشيرا إلى وجود وقائع عديدة لسفن أوقفتها قوات التحالف العربي، وكانت تحمل أسلحة وصواريخ متجهة إلى اليمن.

وقال أبو الغيط “إن طهران تسعى لأن يكون اليمن شوكة في خاصرة المملكة العربية السعودية والخليج، مستغلة حالة الضعف السياسي والاحتراب الداخلي التي يعيشها هذا البلد العربي العزيز، والحقيقة أيضا أن هذه السياسة الإيرانية الممنهجة هي السبب الأول لإطالة أمد النزاع اليمني”.

وتابع “مما يدعو للأسف أن المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه تغض الطرف عن هذه الحالة الصارخة والمستمرة من تهديد الأمن والسلم في الإقليم، لقد بات واضحا أن الطرف الإيراني لا تصله رسالة صريحة وحاسمة من جانب المجتمع الدولي بخطورة ما يقوم به وبعواقبه الوخيمة، بل أنه وكما يبدو لنا التقط للأسف رسالة عكسية مؤداها أن الاتفاق السداسي بشأن برنامجه النووي يعطيه حصانة ويطلق يده في المنطقة… إننا نرفع صوتنا للمجتمع الدولي بمنظماته وقواه المؤثرة وبالتحديد مجلس الأمن الدولي، نقول في عبارة واضحة إن التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد وهي تدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة، إن البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية يمثل تهديدا خطيرا على الاستقرار في المنطقة”.

وأشار أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن مليشيات الحوثيين قد أطلقت 232 صاروخا باليستيا منذ بدء النزاع اليمني منها 76 صاروخا على المملكة العربية السعودية، وتلك الصواريخ تأتي من مصدر واحد هو إيران، وهذا السلوك العدائي يمثل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن.

وأكد أبو الغيط “أن استقرار العالم العربي وأمن دوله بنيان مترابط، وقد آن الأوان أن يتحمل كل طرف مسؤولية أفعاله وأن تنعم هذه المنطقة باستقرار حقيقي.. وذلك يعتمد على تغيير النهج الإيراني تجاه الإقليم العربي من الخليج إلى المحيط”.

وفي ختام كلمته قال أمين عام جامعة الدول العربية “إننا نتطلع جميعا ليوم ينشغل فيه جيراننا بما ينفع الناس من التنمية والعمران والتعاون بدلا من نشر العداء والفتنة والكراهية”

ومن جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن استجابة جامعة الدول العربية لهذا الإجتماع الطارئ يعكس استشعار الدول العربية للمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها أمن المنطقة كنتيجة حتمية للانتهاكات الصارخة للنظام الإيراني وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية في محاولة منها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، فضلا عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية لبث الفرقة بين الشعوب العربية.

وأوضح الجبير أن، الصاروخ الباليستي الذي أطلقته مليشيات الحوثي على الرياض يعكس الإعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن المملكة شهدت نحو 80 صاروخا باليستيا إيرانيا من خلال عمليات مليشيات الحوثي في اليمن.

ودعا وزير الخارجية السعودي، إيران إلى تغيير نهجها تجاه دول الجوار، مؤكدا أن السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عمليات عملائها في المنطقة يهدد أمن واستقرار كل الدول العربية، داعيا الدول العربية إلى التصدي بكل حزم وقوة للاعتداءات الإيرانية العدوانية السافرة.

واستطرد الجبير قائلا، إن “المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان السافر ولن تتوانى عن الدفاع عن أمنها الوطني للحفاظ على أمن وسلامة شعبها”.

وأضاف وزير الخارجية السعودي، أن بلاده حاولت منذ انطلاق الثورة الإيرانية أن تتعامل مع إيران وفق مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، مبينا أن إيران ضربت بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف والمبادئ والأخلاق الدولية واستمرت في نهج الثورة القائم على عدم احترام الحدود القومية للدول وإثارة الاضطرابات في العالم العربي.

أضاف الجبير، إن الممارسات الإيرانية العدوانية جعلت المجتمع الدولي يصنفها بـ”الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم”، إلى جانب وضعها تحت طائلة العقوبات بسبب انتهاكاتها المستمرة للقوانين الدولية وسيادة الدول بالإضافة إلى، زرع الخلايا الإرهابية وتهريب الأسلحة والإعتداء على البعثات الدبلوماسية وانتهاج سياسة اغتيال الدبلوماسيين، فضلا عن خلق عملاء لها في المنطقة العربية مثل الحوثيين وحزب الله اللبناني، واحتضانها للمنظمات الإرهابية داخل وخارج إيران مثل تنظيم (القاعدة) الإرهابي.

وطالب وزير الخارجية السعودي، الدول العربية بالوقوف وقفة جادة وصادقة مع الشعوب العربية للالتزام بمبدأ وميثاق جامعة الدول العربية والقوانين الدولية في التصدي لهذه السياسات الغاشمة حفاظا على الأمن القومي العربي وسلامة الشعوب العربية وازدهارها، مشددا على أن عدم التعامل مع سياسات إيران العدوانية يشجعها على التمادي في سياستها العدائية.

بدوره، قال وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة  إن المنطقة تشهد تصعيدا خطيرا للممارسات الإيرانية بها، ما يضع الدول العربية أمام مسؤولية كبيرة وهي الحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال آلية وحيدة هي العمل العربي المشترك.

وأوضح آل خليفة أن إيران لها عدد من الأذرع في المنطقة، وأكبر ذراع لها في المنطقة هو حزب الله الموجود في عدد من الدول العربية، مضيفا “نود أن نحمل المسئولية للدول التي يشارك (حزب الله) في حكوماتها، وأخص الجمهورية اللبنانية، فعلى الرغم من علاقتنا معها كبلد عربي شقيق إلا أنها تتعرض للسيطرة التامة من هذا الحزب الإرهابي الذي تعبر أعماله إلى حدود دولنا جميعا”.

وأكد آل خليفة مجددا في ختام كلمته على أهمية العمل العربي المشترك للتصدي للممارسات الإيراينة واستهدافها الدول في المنطقة.

وبهذا اختتمت الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب المنعقد بمقر جامعة الدول العربية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى