حذر باحثون فى جامعة أكسفورد فى المملكة المتحدة من أن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة فى كوكب الارض سيؤدى الى نقص فى المحصولات الزراعية وهو أمر سيؤثر بالتالى على حصول ملايين الاشخاص على الغذاء ، كما يزيد من معدلات الاصابة بالامراض.
وفيما يتعلق بأسبانيا توقع هؤلاء الباحثون أن تغير المناخ يمكن أن يؤدى الى زيادة حالات الوفاة فى أسبانيا بمقدار 24 حالة بين كل مليون شخص.
وذكرت وكالة الانباء الاسبانية أن دراسة تنشرها مجلة “ذا لانسيت” لهؤلاء الباحثين أفادت أن انعكاسات تغير المناخ على الزراعة والغذاء يمكن أن تؤدى الى وفاة أكثر من نصف مليون شخص فى عام 2050.
وقال ماركو سبرنجمان المؤلف الرئيسى للدراسة : ان النتائج التى توصلنا اليها تدل على أن هذه التغييرات فى المناخ سيكون لها تأثيرات خطيرة على الصحة.
وأوضح سبرنجمان أن التغير الشامل للمناخ سيؤثر على انتاج واستهلاك الفواكه والخضروات واللحوم الحمراء وقد يؤدى ذلك الى زيادة معدلات الاصابة بالامراض غير المعدية مثل أمراض القلب.
وطالب الباحث باتخاذ اجراءات فعالة للحد من انبعاث الغازات الملوثة مثل ثانى أكسيد الكربون حتى لا يؤدى تغير المناخ الى نقص فى المواد الغذائية.
ولكن اذا أمكن الحد من انبعاث الغازات الملوثة وتلافى الانعكاسات الضارة لتغير المناخ فان النموذح الذى عمل الباحثون على أساسه يشير الى امكان زيادة الكميات المتوفرة من الاغذية بصورة مطردة وهو أمر يتيح تفادى وفاة حوالى 1.9 مليون شخص فى عام 2050.
وأما الدول التى سوف تتضرر أكثر من سواها بسبب نقص الانتاج من المحصولات الغذائية فهى الدول التى يحصل سكانها على دخول منخفضة أو متوسطة. وهذه الدول تقع بصفة خاصة فى مناطق شرق المحيط الهادى وجنوب شرق آسيا.
ويرى الباحثون أنه اذا لم تتخذ اجراءات فعالة فان تغير المناخ سيؤدى الى انخفاض الغذاء المتوفر لكل شخص بنسبة 3.2 %.
ومن المتوقع أن تحدث ثلاثة أرباع حالات الوفاة بسبب التغيرات فى المناخ ونقص الغذاء فى الصين ( 248 ألف حالة ) وفى الهند ( 136 ألف حالة).
كما أن اليونان ستكون من أكثر دول العالم تضررا حيث من المتوقع حدوث 124 حالة وفاة من كل مليون شخص، بينما سيصل عدد حالات الوفاة المتوقعة فى ايطاليا الى 89 حالة من كل مليون شخص.
وأما أسبانيا فانه من المتوقع أن يصل عدد حالات الوفاة فيها بسبب تغير المناخ ونقص الغذاء الى 24 حالة بين كل مليون شخص وهو رقم مماثل لما هو متوقع فى دول مثل فرنسا (32 حالة من كل مليون شخص) وبريطانيا ( 25 حالة من كل مليون).
وأما فى أمريكا اللاتينية فان كولومبيا ستعانى من نسبة 0.33 حالة وفاة اضافية فقط لكل مليون والمكسيك ( 0.37 حالة) والبرازيل ( 24.25 حالة).
