تحقيقاتتحقيقات و تقاريرعاجل

تعرف على اصل شجرة عيد الميلاد

تحل علينا أعياد “الكريسماس”،في هذا الشهر من كل عام وتحديدا مع نهاية شهر ديسمبر، وتتزين معها شجرة “عيد الميلاد”، تعبيراً عن فرحة وبهجة باستقبال السنة الجديدة، حيث تزين تلك الشجرة الخضراء ذات الاوراق الطبيعية، أو المصنعة داخل البيوت، والشوارع والإمكان العامة، لتعبر عن رمز الحياة والنور، ويتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس.

في الوقت الذي تستعد فيه البيوت والأماكن لاستقبال رأس السنة بتزيين شجرة الكريسماس، يعتقد البعض الآخر أنها أحد الطقوس الدينية والتي يجب على المسيحيين فقط اقتناءها، لكن الحقيقة مختلفة تماما عما هو شائع.

إن أصل قصة ” شجرة الكريسماس” أن القبائل الجرمانية قبل وصول المسيحية لأوروبا كانو يقومون بقطع الشجر ووضعه في البيوت وتزيينه للاحتفال يوم ٢٥ ديسمبر وهو وقت اعتماد الشمس ودخول الشتاء.

وهذه المقولة تؤكد أنه قبل ظهور المسيحية بوقت طويل ‏استخدم الناس في نصف الكرة الشمالي نباتات دائمة الخضرة لتزيين بيوتهم، وخصوصا وضع أكاليل زهور على الأبواب للاحتفال بالانقلاب الشتوي ويكون تاريخه 21 أو 22 ديسمبر، لأن ميزة هذا اليوم أنه أقصر نهار وأطول ليل خلال السنة.

بعد فترة طويلة ‏ وصولاً إلى القرن التاسع عشر ، لم تكن فكرة وجود شجرة عيد الميلاد في المنزل أوتبادل الهدايا مرحبًا بها في أمريكا خصوصًا وأنها ثقافة أوروبية دخيلة عليهم ،لذا استغرق الأمر وقتً طويلاً لتصبح هذه الشجرة جزء لا يتجزأ من طقوس العيد في أمريكا.

حيث أنه على يد الرئيس “فرانكلين بيرس”، صدر أمر بوضع أول شجرة عيد ميلاد في البيت الأبيض، وتبعه بعد ذلك الرئيس “كالفين كوليدج” الذى أمر بإضاءة شجرة الميلاد والاحتفال في حديقة البيت الأبيض 1923م.

هذا وتوجد روايات عديدة تتحدث عن شجرة عيد الميلاد، والأصل الدقيق لشجرة عيد الميلاد غير معروف تماماً.

لكن في الكثير من الثقافات كان ثمة معنى خاص للأشجار الخضراء، مثل التنوب والهداب، فهذه الأشجار بحسب تلك الروايات، كانت تقي الناس من الأرواح الشريرة ومن قوى الطبيعة عند الانتقال من سنة إلى سنة جديدة.

وثمة معنى آخر يكمن في الاعتقاد بأن الشموع المشتعلة تضيء الدرب للأموات وترشدهم إلى الطريق لكي يعودوا إلى عائلاتهم.

في حين أن الكنيسة ترى في الشموع المشتعلة رمزا لوصول السيد المسيح، ولذلك فإنه يتم ربط الشموع بولادة المسيح.

وأقدم مؤشر على وجود شجرة عيد الميلاد هي صفيحة نحاسية تعود إلى عام 1509، حيث كان مرسوماً عليها شجرة من نوع التنوب عليها أضواء ونجوم، وفق ما ينقل موقع راديو بريمن الإلكتروني الألماني.

وفي الأعوام التالية لذلك العام انتشرت هذه العادة في النوادي وفي منظمات العمال في ذلك الوقت في العصور الوسطى. وفي القرن السابع عشر بدأ الناس يستخدمون أشجار عيد الميلاد أيضاً في منازلهم، كما يبين ذلك أحد الرسومات العائدة لعام 1605.

واعتبرت أشجار الميلاد بمثابة حوامل للأمل في حياة جديدة، وفي الماضي كان يُعلَّق عليها الفستق والتفاح والحلويات، وذلك في منطقة “إلزاس”، وهي منطقة ثقافية ولغوية وإدارية في شرق فرنسا وعاصمتها ستراسبورغ وكانت تاريخياً محل نزاع مع ألمانيا، بحسب موسوعات عامة.

ومن منطقة الـ “إلزاس” انتشر هذا التقليد في عموم ألمانيا في القرن الثامن عشر، وفي القرن التاسع عشر حظيت شجرة عيد الميلاد بشعبية متزايدة.

ومع علمنة الطبقة الأوروبية الوسطى شهدت احتفالات عيد الميلاد وأشجارها المزينة طفرة وازدهاراً كبيرين، كما تذكر صحيفة دي فيلت في نسختها الإلكترونية.

وأصبح عيد الميلاد بالنسبة للكثير من العائلات المسيحية واليهودية بديلاً عن المضامين الدينية، وكانت الكنيسة الكاثوليكية رفضت شجرة عيد الميلاد لفترة طويلة، واعتبرتها عادة وثنية.

وفي عام 1982، تم وضع أول شجرة عيد ميلاد في ساحة القديس بطرس الواقعة أمام كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان في روما.

ومقولة اخرى تقول ان عادة تزيين شجرة عيد الميلاد خرجت من المانيا في العصور الوسطي، وكانت مرتبطة بعبادة الشجر”، الإله “ثور” إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.

في عام 727 أرسل البابا القديس بونيفاس بعثة تبشيرية لألمانيا، ومع اعتناق ألمانيا المسيحية، استمروا في تزيين الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة.

مع حلول القرن الخامس عشر انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور – ولذلك تمت إضاءتها بالشموع – وبالتالي رمزًا للمسيح.

نسبت إضاءة الشجرة إلى الاصلاحي الالماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.

كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد طبيعية، غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا قليل لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبل عيد الميلاد.

توضع اضواء ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحتوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.

ومع تحديد عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، أصبحت جزء من زينتة وتم اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المراق، حتى أن تقليدا تطور حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.

وفي 2018 كانت أكبر شجرة كريسماس من نصيب سوريا، لتُتوج لحظات الفرح باستقبال أعياد الميلاد والسنة الجديدة .

بينما يرى علماء المصريات إنها بدأت مع مهد الحضارة المصرية القديمة والتى جعلت من الشجرة رمزا للبعث والخلود والميلاد فى هذه الحياة والحياة الأخرى.

ففى الحضارة المصرية القديمة، رسم المصرى القديم الشجرة وهى تنمو فى مدينة هيليوبوليس، وأطلق عليها اسم «أيشد» وكتب على أوراقها أسماء الملوك المخلدين، كما كتب اسم الإله جحوتى «رب الحكمة والمعرفة» الذى اختار بنفسه أسماء المخلدين.

ويقول الباحث الأثرى فرنسيس أمين، إن شروق الشمس يعتبر فى الحضارة المصرية القديمة رمزاً للولادة، وفى معبد إدفو ظهر جبلا الأفق حيث تشرق الشمس محاطين بشجرة الإيشت- أى شجرة الخلود والميلاد.

وبعث أوزوريس- إله البعث والخلود- ذاته إلى الحياة مرة أخرى بعد أن نمت شجرة الخلود على جثته فى مدينة جبيل اللبنانية.

ويفسر «أمين» هذه الأسطورة بأنها كانت سبباً فى شهرة شجرة الأرز اللبنانية مخروطية الشكل، والتى صارت فيما بعد الشكل المميز لشجرة عيد الميلاد.

وتعتبر شجرة «الجميز» من أحب الأشجار للمصرى القديم، فهى ترمز للميلاد، وقد مثلت فى مقابر الأفراد وبداخلها الإلهة الأم «نوت» وهى ترضع صاحب المقبرة، ما يعنى ولادته مرة أخرى فى العالم الآخر.

ويؤكد «أمين» أن المصرى القديم لاحظ عند قطف ثمارها أنها تفرز سائلاً أبيض اللون اعتبره اللبن الواهب للحياة «فى سنة 275 ميلادية، غيّر الإمبراطور الرومانى هادريان شجرة أوزوريس مطلقا عليها اسم «شجرة هادريان» تخليداً له، كما فعل الأمر ذاته الإمبراطور دقلديانوس بكتابة اسمه على «شجرة الحياة».

أنه رغم تنوع الروايات فى أوروبا حول أصل شجرة الميلاد إلا أن الجميع اتفق على أنها رمز للحياة، فالجميع كان ينظر إلى أن الخالق وهب العالم أجمل هدية وهى شجرة الحياة.

ويشير إلى أن ربط أسطورة شجرة الميلاد بالحياة لها العديد من الدلالات، خاصة أن اللون الأخضر يشير إلى البعث، فهو مقترن بأسطورة منتصف الشتاء،ويتوافد المواطنون على شراء شجرة عيد الميلاد، التى أمست جزءا لا يتجزأ من احتفالات المسيحيين التى أصبح المسلمون يشاركونهم بها أيضًا سواء بوضعها فى منازلهم أو منحها كهدية للمسيحيين، مستخدمين إياها جميعًا كوسيلة للابتهاج بتزيين الشجرة والتقاط الصور بجوارها، ساعين إلى استقبال عام جديد مميز، وتظل التفاصيل المتعلقة بالسبب الحقيقى خلف الاتجاه نحو المتاجر وشراء الأشجار البلاستيكية مسألة محيرة.

في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارا طبيعية، غير أنه حاليا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية،

وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد؛ تزيّن الشجرة حاليًا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً، توضع أضوية ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى