تشيلي يا مصر ضيوفك فوق الراس وأعداءك ماسكين لك 100 فاس.. بعون الله ولادك ورئيسك عليكي حراس
افتتاحية بروباجندا
لا أحد يدري على وجه التحديد سر التركيز بهذه الصورة المقيتة مع حالة مصر الاقتصادية والصعوبات التي تواجهها وارتفاع الأسعار ونقص العملات الأجنبية إلى هذه الدرجة من “دس الأنف” في الشأن المصري والتي دفعت بعض المواقع للتفرغ والتخصص في الافتاء حول الويلات والأهوال التي تنتظر أرض الكنانة مصر.
ولو أن هذه المواقع صهيونية أو منغولية لهان الأمر، لكن وبكل أسف وأسى تصدر عن بعض وسائل الإعلام المملوكة لدول صديقة، وهذا سر الحيرة الخطيرة فلا تدري على وقع التحديد هل هي تحذيرات أخوية أم شماتة خصوصاً وأنها تهويل مبالغ فيه ويهدد بنتائج خطيرة لتصدير مثل هذه الصورة السلبية حول مناخ الاقتصاد والاستثمار في مصر.
مؤامرة محبوكة
وفي واقع الحال.. فإنه مما يثير الدهشة و”الانبهار” أن يصل التركيز في شئون مصر والبحث والفحص والتدقيق إلى هذه الدرجة التي تتناول أدق تفاصيل الحياة اليومية للشعب المصري.. ولا أحد يدري على وجه الدقة إذا كان هذا الانشغال هدفه خير، أم أريد به شر.
ولا يخفى على أحد الأهمية الاستراتيجية القصوى التي تمثلها مصر كدولة محورية في قلب المنطقة والعالم وهذا ربما يستدعي الاهتمام بأحوالها.. لكن من المؤكد أيضًا أن مصرنا الغالية لا تمارس هذه العادة الغريبة بتتبع واقتفاء أثر الكبسة أو المنسف أو حتى التبولة.
كما لا يستطيع أحد انكار الظروف الاقتصادية الحاسمة التي يمر بها بلدنا الحبيب، لكن شتان ما بين من يتابع بقصد الدعم والمساعدة وإيجاد الحلول، ومن “يضع أنفه” في كل صغيرة وكبيرة من أجل التشهير وتوصيل صورة مهزوزة.
ولنا أن نتصور عدد المؤسسات الدولية التي ليس لها عمل ليل نهار إلا نشر متابعات، تخدم أهدافًا بعينها، عن أرض الكنانة بداية من فوربس وموديز وستاندارد وفيتش وفاينانشيال تايمز و إس آند بي جلوبال وجي بي جي مورجان والعشرات غيرها.
9 ملايين ضيف مرحب بهم
منذ أيام وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً مهماً على هامش احتفالات مصر بعيد العمال وأوضح كثيراً من الأمور الغائبة عمن يكيلون الاتهامات ويتعمدون تشويه الحقائق حول طبيعة المرحلة الحاسمة التي تمر بها مصر مثلها كمثل غيرها من بلاد العالم التي تأثرت بشكل مباشر بالظروف الاستثنائية طوال السنوات الثلاثة الماضية والتي تعاقبت خلالها الجوائح الصحية والسياسية.
فما بين الانتشار الرهيب لوباء كورونا وما فرضه من حالة ركود وانكماش وإغلاق فرض ظلاله القاتمة على أعتى الاقتصادات مثل أمريكا وأوروبا.. وكان من الطبيعي أن تمتد آثارها لمصر التي وجه خلالها الرئيس السيسي بتحمل مؤسسات الدولة كل أعباء الأزمة الاقتصادية نيابة عن المواطنين.
ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية والتي امتدت إلى دخول أطراف مستترة لتغذية وقود المعارك وتقديم الدعم اللوجستي لكلا المتحاربين، وبطبيعة الحال تسببت هذه البروفة المصغرة للحرب العالمية في توجيه رؤوس الأموال للانفاق عليها.. فكان من نصيب مصر أيضاً أن تتأثر شئونها الاستثمارية والاقتصادية ببعض المتطلبات الحاسمة التي استوجبت تأجيل بعض الإجراءات الاقتصادية والاستثمارية وتوجيه كافة موارد الدولة لتدبير السلع الغذائية التي ارتفعن أسعارها إلى عنان السماء.
إلى أن اندلعت المعارك في الجارة الجنوبية السودان والتي استتبعها حالة نزوح بعشرات الآلاف على قلب العالم العربي الحضن الدافئ مصر، وكعادتها فتحت مصر الباب على مصراعيه أمام الأشقاء الوافدين والمواطنين العائدين، إلى أن وصل عدد ضيوف مصر (ولا نسميهم لاجئين) إلى 9 ملايين يحتاجون المأكل والمشرب والمسكن والملبس دون أن تشتكي مصر مظلوميتها.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: لماذا هذا التربص للحالة المصرية وعرض المعلومات بعين واحدة فقط، فكما يقولون أسوأ كذبة هي نصف الحقيقة.
كلمة أخيرة
قدرك يا مصر.. تشيلي ضيوفك فوق الراس وأعداءك ماسكين لك 100 فاس، لكن بعون الله.. ولادك ورئيسك عليكي حراس.