آراءشويّة دردشة

تسامحوا | بقلم د. روان عصام يوسف

التسامح دعوة للسلام النفسي الهادف إلي تقوية الروابط والترقي بالبناء الإنساني إلي أعلي المثل التي تحمل في مضمونها معاني العفو والصفح وكرم الأخلاق وبيان مظاهرها في سائر المعاملات بين أبناء المجتمع الواحد‏.‏

وهذه المعاني تعبر عن الدعامات التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي المؤسس علي الترابط الأخوي‏،‏ كما أن التسامح دعوة صادقة لكيفية إشاعة المحبة وروح الألفة والنهي عن الكراهية والبغضاء التي تتسلل إلي ما بين الأحبة.

فدائما الشخص المسامح لا يظهر دورة الا فى المواقف التى تحتاج الى تعامل راقي فمثلا يتسامح في المواقف الصعبة والمواقف وأشد الأزمات التي كانت تعترضه وليس ذلك التسامح استهانة بالنفس الإنسانية وإنما هو لرفعة قدرها بالعفو عند المقدرة فهو تسامح فى نفسة ليس لاجل ارضاء الاخرين وانما هى امتثال للقيم والمنهج العقلي الذى يجب ان يصدقة الجميع فلا يوجد دين سماوى إلا ووضع ضوابط دقيقة في كل المعاملات الحيوية في التحول دون الخلاف‏، ودون الاستغلال لمنع المنازعات‏،‏ والمشاحنات حرصا علي سلامة العلاقات الطيبة في مسالك الوحدة الاجتماعية،‏ والترابط والتراحم الذي ألزم به كل مسلم ليحافظ الناس علي صلات الود فيما بينهم‏، سواء كانت بين الأقارب أو الأصدقاء والجيران والأخوة.

كما أن التسامح دعوة صادقة لكيفية إشاعة المحبة وروح الألفة والنهي عن الكراهية والبغضاء التي تتسلل إلي ما بين الأحبة وتنتشر كل فترة من الأيام لإشعال نار الفتنة ووغْر النفوس بغير أسباب حقيقية إلا بهدف هدم كيان المجتمع وتقويض بنيانه‏.

‏ومن أجل ذلك اعتني الإسلام أشد العناية بتوجيه الإنسان المؤمن وحثه علي تحمل المكاره بالصبر والحكمة وجعل لذلك قاعدة من أهم القواعد الإسلامية‏، ومنهجا مُحدَّدا يقوم علي حُسن الأسوة برسول الله صلي الله عليه وسلم، حيث يقول المولي عز وجل ‏:‏ ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” .وكان الرسول صاحب الخلق العظيم يتسامح في أقصي المواقف وأشّد الأزمات التي كانت تعترضه وليس ذلك التسامح استهانة بالنفس الإنسانية وإنما هو لرفعة قدرها بالعفو عند المقدرة والمفهوم أيضا عن المحبة المكنونة المثمثلة عن التسامح التى هي إرادة الخير والمنفعة استنادا ايضا إلي المحبة الدينية ليست البشرية فقط.

فتجد مثلا من يدعو لأخيه ويتمني له ما يحب لنفسه بدعاء البر والإحسان وكلاهما فضيلتان من فضائل حسن التعامل في الإسلام التي أوصي بها الإنسان المؤمن‏،‏ وأن يرتفع عن هفوات آحاد الناس ويبقي صدره متسعا بالرحمة والمشاعر الفياضة بالحلم وكرم الأخلاق والذي دائما يستميح الأعذار للقريب والبعيد ويتقبلها بالقول اللين والرفق بهم فالتعامل بين الناس يتطلب دائما قدرا ميسورا من التسامح وإرخاء حبل الترابط دون تركه أو تمزيقه لأن التشدد في الأمور يقطع كل وسائل الاتصال.‏

كما أنه يجهد جوارح الإنسان، ويثقل فكره بالهموم‏، ومهما قدر للإنسان في حياته، ومهما طالت فهي قصيرة، فلا يوجد مساحة تتمثل فى أن نكرس لبعضنا بعض الكراهية فدائما اظهر الجمال ما الذى بداخلك الى غيرك واجعل دنياك تشهد عليك بالخير فى أخرتك وعودو انفسكم أن تكون ايامكم كلها احسان وتسامح فالبصمة الجميلة هى التى تبقي وإن غاب صاحبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى