ترامب يلقي مسئولية تدهور العلاقات مع روسيا على الكونجرس
أكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن العلاقات بين واشنطن وموسكو اسوأ من اي وقت مضى، ملقيًا بالمسؤولية على الكونجرس الذي شدد للتو العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وكتب ترامب على تويتر الخميس ان “علاقاتنا مع روسيا بلغت مستوى منخفضا خطيرا جدا لم تصله من قبل”.
وبدأت الأزمة الأخيرة ذروتها، بعد رد الروس الاسبوع الماضي، على تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد روسيا، عبر الاعلان عن خفض كبير في الطاقم الدبلوماسي الاميركي على أراضيهم.
وإزداد الوضع سوءًا بعد توقيع الرئيس ترامب العقوبات الجديدة التي اقرتها الاغلبية الساحقة في الكونغرس لمعاقبة روسيا على تدخلها المحتمل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة او دورها في اوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ان العقوبات “اعلان حرب اقتصادية شاملة ضد روسيا” تشكل “نهاية الآمال الروسية في تحسين العلاقات”. وسخر مدفيديف من “ضعف” البيت الابيض امام الكونغرس.
واخذ البيت الابيض علما بهذا التدهور الجديد في العلاقات المتوترة اصلا منذ وصول ادارة اميركية اعتبرت في البداية مؤيدة للكرملين في يناير.
فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس لمحطة “سي ان ان” “أعتقد أنه صحيح القول أن علاقة الحلف مع روسيا أصعب مما كانت عليه في أي وقت منذ نهاية الحرب الباردة”.
وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون يقول حتى الآن ان العلاقات في “أدنى مستوى” منذ الحرب الباردة، لكنه أجرى اتصالاً هاتفيًا اليوم بنظيره الروسي سيرغي لافروف واتفقا على مناقشة العلاقات الثنائية بحسب الخارجية الروسية، على هامش مؤتمر دول جنوب شرق اسيا (آسيان) في مانيلا، من 6 إلى 8 أغسطس في مانيلا.
لم يشر ترامب الى الملفات الخلافية العديدة مع موسكو (سوريا واوكرانيا وضم القرم…) ولا الاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية ولا الاشتباه بتواطؤ بين فريق حملته والسلطات الروسية الذي هو مدار تحقيق.
لكنه اتهم اعضاء الكونغرس بالتسبب في هذا الفتور الاميركي الروسي. وقال ترامب “يمكنكم ان تشكروا على ذلك أعضاء الكونغرس، وهم الأشخاص ذاتهم الذين لا يستطيعون منحنا برنامجا للرعاية الصحية”، في اشارة الى عدم موافقة مجلس الشيوخ على برنامجه للرعاية الصحية.
وقع ترامب قانون العقوبات الجديدة الاربعاء مذعنا لضغوط الكونغرس بعد فشل البيت الابيض في منع القانون أو تخفيفه، بعيدا عن الاعلام. وبدا تحفظه واضحا في بيان غاضب عقب التوقيع قال فيه إن النص “تشوبه عيوب”.
ورأى ترامب أن “الكونغرس وفي عجلته لتمرير هذا القانون، ضمنه عددا من الاحكام غير الدستورية” بما في ذلك تقييد قدرة الرئيس على “التفاوض” مع روسيا.
وقال ترامب “قمت ببناء شركة عظيمة فعلا تساوي مليارات الدولارات. كان هذا سببا كبيرا لانتخابي. كرئيس يمكنني ابرام صفقات مع دول أجنبية أفضل بكثير من الكونغرس”.
وعلق السناتور الجمهوري جون ماكين على تويتر بقوله ان “علاقاتنا مع روسيا في أدنى مستوى خطير. يمكنكم أن تشكروا بوتين على مهاجمة ديموقراطيتنا واجتياح جيرانها وتهديد حلفائنا”.
واستغلت الصحف الروسية هذه المادة لانتقاد ترامب. فكتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الواسعة الانتشار “الامر لا يتعلق بالعقوبات، وانما بمعرفة من هو السيد الحقيقي للبيت الأبيض”.
وأضافت “إن تحسين العلاقات مع روسيا باتت اليوم مسألة حياة أو موت للرئيس الأميركي الخامس والأربعين. أذا لم يكن بوسعه أن يقول “لا للمعارضة اليوم”، فقد يكون مشروع القانون المقبل مذكرة بحجب الثقة عنه”.
يستهدف القانون — الذي يتضمن أيضا إجراءات ضد كوريا الشمالية وإيران — قطاع الطاقة الروسي ويعطي واشنطن القدرة على فرض عقوبات على شركات تنشط في تطوير الانابيب الروسية ويفرض قيودا على بعض مصدري الاسلحة الروس.
وردت إيران بغضب قائلة إن العقوبات الجديدة “تنتهك” الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع الدول الكبرى محذرة من أنها سترد “بالشكل المناسب”.
وفيما يتعلق بروسيا فإن القانون يقيد خصوصا صلاحية الرئيس لجهة إلغاء عقوبات سارية على موسكو، في آلية غير مسبوقة تعكس عدم ثقة الجمهوريين الذين يهيمنون على الكونغرس والقلقين من تصريحات ترامب الودية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.