ترامب يقيل تيلرسون ويعين بومبيو خلفا له
أقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء وزير الخارجية ريكس تيلرسون وعين المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايك بومبيو مكانه، لينهي بذلك مساراً صعباً خاضه قطب النفط الذي اختلف مرارا مع الرئيس المتقلب.
وصرح مسؤول بارز في البيت الابيض ان الرئيس اراد تغيير فريقه استعدادا لبدء محادثات مع كوريا الشمالية بعد الاعلان المفاجئ الاسبوع الماضي عن لقاء مرتقب بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون.
وشكر ترامب تيلرسون، ولكنه لم يغدق الكثير من المديح على وزيره السابق الذي تم تهميشه فعلياً على الساحة الدولية، وانتشرت شائعات منذ زمن عن قرب اقالته.
وقال ترامب “لقد تم انجاز الكثير في الاشهر ال14 الماضية وانا اتمنى له ولعائلته التوفيق”.
ولم يتحدث وزير الخارجية المقال الذي عاد فجر الثلاثاء من جولة في أفريقيا، الى الرئيس قبل إعلان اقالته، ولم يتم ابلاغه بسبب اقالته المفاجئة، بحسب مساعده ستيف غولدشتاين.
ولم ينتظر ترامب طويلا عقب هذه التصريحات ليصدر قراره بطرد غولدشتاين ايضا من منصبه. ولم يتم الكشف عن السبب، ولكن مسؤولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية قالوا ان ترامب هو الذي اتخذ القرار.
وقال غولدشتاين في رد فعل على ذلك “لقد كان (عملي في الوزارة) اعظم شرف في حياتي، وانا ممتن للرئيس ولوزير الخارجية على هذه الفرصة، واتطلع للحصول على فترة راحة”.
وفي تصريحات للصحافيين قبل توجهه الى كاليفورنيا، تحدث ترامب صراحة عن خلافاته مع تيلرسون، الرئيس السابق لشركة اكسون النفطية، بما فيها خلافات حول الاتفاق النووي مع ايران.
وفي شرح لقراره اقالة تيلرسون، قال ترامب “كنا متفقين بشكل جيد لكن اختلفنا حول بعض الامور”، مضيفا “بالنسبة الى الاتفاق (النووي) الايراني اعتقد انه رهيب بينما اعتبره (تيلرسون) مقبولا واردت إما الغاءه او القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا”.
واضاف “اتمنى لريكس اوقاتا سعيدة .. واعتقد أنه سيكون سعيداً جدا. أعتقد أن ريكس اكثر سعادة بكثير الان”.
وفي اعلانه اقالة تيلرسون في وقت سابق من الثلاثاء، اغدق ترامب المديح على بومبيو العسكري السابق وعضو الكونغرس الذي قاد السي اي ايه لنحو 14 شهرا، وقال انه يقوم ب”عمل رائع”.
واضاف ان بومبيو “سيواصل برنامجنا باعادة مكانة اميركا في العالم وتقوية تحالفاتنا، ومواجهة خصومنا، والسعي الى نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية” واصفا الوزير الجديد بأنه “الشخص المناسب لهذه الوظيفة في هذا المنعطف الحاسم”.
ودعا ترامب الى الاسراع في تأكيد تعيين بومبيو استعدادا لمرحلة من المحادثات الحساسة.
واعربت مبعوثة الولايات المتحدة الى الامم المتحدة نيكي هايلي عن حماستها لتعيين بومبيو، وقدمت في تغريدة تهانيها إلى هذا “الصديق”.
وسارع الديموقراطيون الى التعليق على هذه الانباء.
وقالت السناتور ديان فاينشتاين “ثمة نمط سائد وممارسة لطرد اي شخص يختلف معه هذا الرئيس في سياسته، ويبدو ان هذا ما حدث مع الوزير تيلرسون”.
وعين ترامب جينا هاسبل، مسؤولة الاستخبارات المثيرة للجدل، على رأس وكالة الاستخبارات المركزية لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب.
وتردد ان هاسبل اشرفت على “الموقع الاسود” التابع للسي اي ايه في تايلاند حيث تم تعذيب ابو زبيدة، المشتبه بأنه من تنظيم القاعدة، بالايهام بالغرق عقب هجمات 11 سبتمبر.
ويتعين على بومبيو وهاسبل الحصول على تأكيد تعيينهما من مجلس الشيوخ لتولي منصبيهما الجديدين. ويتوقع ان يعقد المجلس جلسة استماع بشأن بومبيو في ابريل، بحسب قادة المجلس.
واتسمت فترة عمل تيلرسون في وزارة الخارجية بالاضطراب.
واجبر مرارا على نفي خلافه مع ترامب، وتعهد بالبقاء في منصبه رغم المعلومات التي تسربت عن وصفه مرة ترامب ب”الغبي”.
وتيلرسون (65 عاما) هو شخصية مرموقة في عالم النفط. وخلال توليه مهامه على رأس الخارجية الاميركية واجه انتقادات من معارضي ترامب ودبلوماسيين سابقين ومن نخبة واشنطن السياسية.
وخلال عمله واجه مجموعة استثنائية من تحديات السياسة الخارجية من تهديدات كوريا الشمالية النووية الى الملف الروسي والهجوم على دبلوماسيين اميركيين في كوبا، والازمة السورية.
الا انه في اغلب الاحيان كان يعمل على التخفيف من وطأة اسلوب ترامب غير الدبلوماسي ومجموعة التغريدات التي يطلقها وتتسبب في توترات عالمية.
وكان تيلرسون بعيدا الاف الاميال ويقوم بجولة في افريقيا عندما اتخذ ترامب قراره المفاجئ بلقاء كيم، فعلق جولته بحجة انه “يشعر بتوعك”.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية ستيف غولدشتاين في سلسلة تغريدات ان تيلرسون “كان يعتزم البقاء بسبب التقدم الملموس الذي تم احرازه في قضايا الامن القومي الحساسة. وقد أقام علاقات مع نظرائه”.
وتابع أن الوزير “سيفتقد زملاءه في وزارة الخارجية، واستمتع بالعمل مع وزارة الدفاع التي أقام معها علاقة قوية استثنائية”، في اشارة الى العلاقات الوثيقة بين تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس.
واضاف غولدشتاين، “نتمنى للوزير المعين (مايك) بومبيو كل التوفيق”.
وأقيل غولدشتاين بعد وقت قليل من تصريحاته.