تحقيقات و تقاريرعاجل

ترامب يتوعد بضرب سوريا .. و روسيا تحذر

حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، روسيا من أن “صواريخ جديدة وذكية” قادمة لتضرب سوريا، ما يدفع باتجاه تصعيد خطير بين القوتين على خلفية التقارير حول هجوم كيميائي قرب دمشق.

و اعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الاربعاء “استعداده” لعرض خيارات عسكرية على ترامب، مشيراً إلى ان بلاده “لا تزال تجري تقييماً” للمعلومات حول الهجوم المفترض.

وقال ترامب في تغريدة على موقع تويتر “تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة و+ذكية+! عليكم ألا تكونوا شركاء لحيوان يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ بذلك”.

وسارعت موسكو إلى الرد على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا، التي قالت “على الصواريخ الذكية ان تصوب باتجاه الارهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تواجه منذ سنوات عدة الارهاب الدولي على اراضيها”.

ووصفت دمشق التهديدات الأميركية بـ”التصعيد الأرعن” بعد الاتهامات التي كانت وصفتها بـ”الفبركات”، وفق الاعلام الرسمي.

واتهمت كل من دمشق وموسكو وطهران الولايات المتحدة بالبحث عن “ذريعة” لضرب سوريا.

ومنذ ورود أول التقارير حول الهجوم الكيميائي، توعدت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا بـ”رد قوي” موجهة أصابع الاتهام للنظام السوري.

وأخلى الجيش السوري مطارات وقواعد عسكرية عدة على خلفية التهديدات، وفق ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، موضحاً “لم يبق فيها الا بضعة عناصر للحراسة، كما أن الطائرات الحربية غادرت ونقل بعضها الى قاعدة حميميم الروسية في غرب البلاد”.

وقال السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين مساء الثلاثاء لقناة “المنار” التابعة لحزب الله اللبناني “اذا كانت هناك ضربة أميركية  سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ”.

وحذر الكرملين في وقت سابق من “اتخاذ خطوات غير مبررة بإمكانها أن تزعزع الوضع الهش أصلا في المنطقة”.

وقال ترامب الأربعاء “علاقاتنا مع روسيا هي اليوم اسوأ مما كانت عليه في اي وقت مضى، وحتى خلال الحرب الباردة”.

وبعد سلسلة تغريدات ترامب، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “نحن لا نشارك في دبلوماسية التغريدات. نحن مع المقاربات الجادة”. وتابع “ونحن مقتنعون بان استخدام الاسلحة الكيميائية في دوما امر تم اختلاقه ولا يمكن ان يستخدم ذريعة للجوء الى القوة”.

ودعت أنقرة كل من موسكو وواشنطن الى الكف عن “شجارات الشوارع” حول سوريا.

ومنذ يومين، تنسق الولايات المتحدة مع فرنسا بشكل أساسي، بعدما هددت الدولتان خلال الفترة الأخيرة بتوجيه ضربات في حال توفر “أدلة دامغة” على هجمات كيميائية في سوريا.

وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر الثلاثاء إن بلاده “ستبذل كل ما بوسعها للتصدي للإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية”، بعدما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعلن “خلال الأيام المقبلة قرارها” بشأن الرد الذي قد يستهدف “القدرات الكيميائية” للنظام السوري.

كما لوح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء بإمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة، وقال “إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين”.

وأبحرت المدمرة الأميركية القاذفة للصواريخ “يو اس اس دونالد كوك” الاثنين من مرفأ لارنكا في قبرص حيث كانت متوقفة، وهي حاليا في منطقة يمكن منها استهداف سوريا بسهولة.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الى “الاحجام عن اي عمل يؤدي الى مزيد من زعزعة الاستقرار” بعد الضربات الاسرائيلية التي استهدفت قاعدة سورية الاثنين.

وشهد مجلس الامن الثلاثاء تصويتاً على ثلاثة مشاريع قرارات حول التحقيق في الهجوم المفترض.

واستخدمت موسكو حق الفيتو ضد مشروع قرار اميركي حول تشكيل “آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة”، ليكون الفيتو الـ12 الذي تلجأ اليه لصالح حليفتها دمشق منذ 2011.

كما فشلت موسكو الثلاثاء في جمع الأصوات الضرورية لإقرار مشروعي قرارين طرحتهما، الأول يقضي بتشكيل آلية للتحقيق، والثاني يكتفي بدعم عمل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

ودعت دمشق الثلاثاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لزيارة دوما للتقصي حول الأمر. وأعلنت المنظمة انها سترسل “خلال فترة قصيرة” فريق تحقيق.

وكانت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، أول من تحدث عن هجوم بـ”الغازات السامة” على مدينة دوما، موجهة أصابع الاتهام لقوات النظام. وأفات المنظمة وأطباء عن أكثر من 40 قتيلاً ومئات الاصابات.

واتهم الجيش الروسي المنظمة بـ”فبركة” الهجوم.

ولطالما نفت دمشق استخدام الأسلحة الكيميائية منذ بدء النزاع في 2011، كما تؤكد أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار اميركي روسي جنبها ضربة أميركية اثر اتهامها بهجوم اودى بحياة المئات قرب دمشق.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام وأيام قليلة على ضربة أميركية استهدفت قاعدة عسكرية سورية رداً على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات في شمال غرب البلاد.

وطالبت منظمة الصحة العالمية “بالوصول الفوري ودون أي عراقيل إلى المنطقة (دوما) لتقديم الرعاية للمصابين وتقييم التداعيات الصحية”.

وتشهد مدينة دوما منذ الأحد عملية إجلاء لمقاتلي جيش الاسلام ومدنيين منها بموجب اتفاق اعلنت عنه دمشق. وينص وفق مفاوضين على نشر شرطة عسكرية روسية.

وأعلنت موسكو أن شرطتها ستنتشر في المدينة الخميس.

وفي دمشق، بدا السكان غير آبهين بالتطورات في ظل الحرب الدامية التي تعيشها بلادهم.

وقال علي يوسف (35 عاماً)، أنه “صراع روسي أميركي على الأرض السورية، وقد تحدث ضربة جزئية تحمل معها رسائل ترامب إلى بوتين”، مضيفاً “الحرب هي واحدة، والضربة الأميركية قد تكون جزءاً من أجزائها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى