ترامب يتجه بقوة نحو الفوز بمعركة تثبيت كافانو في المحكمة العليا
ينتظر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفارغ الصبر تثبيت الكونغرس شبه المحسوم السبت لمرشحه الى المحكمة العليا القاضي بريت كافانو، على أمل أن يستفيد من هذا الإنتصار لتعزيز موقع الجمهوريين قبل شهر من إنتخابات منتصف الولاية.
ويتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ، الذي يصادق على تعيين قضاة المحكمة العليا المكلفة الفصل في دستورية القوانين في مجالات عدة، بعد الساعة 15,30 (19,30 ت غ) لصالح تثبيت القاضي البالغ من العمر 53 سنة، ما لم يحصل أمر غير متوقع، نظراً للأغلبية الضئيلة للجمهوريين في المجلس.
واستبق الرئيس الاميركي دونالد ترامب نتيجة التصويت السبت، فغرد على تويتر مشيدا ب”يوم عظيم لأميركا”.
وتجمع نحو 200 شخص أمام مقر الكونغرس تعبيرا عن احتجاجهم على التصديق المتوقع لتعيين كافانو عضوا في المحكمة العليا.
وفرضت الشرطة اجراءات أمنية مشددة في المكان، ووضعت عوائق معدنية حول مبنى الكابيتول.
ومن المتوقع أن يؤيد جميع الجمهوريين التثبيت، وأن يعارضه جميع الديموقراطيين، باستثناء سناتور واحد مخالف لقرار حزبه في كل من المعسكرين.
وبذلك تنتهي أسابيع من السجالات والمواجهات السياسية الشرسة التي تخللتها اتهامات بالاعتداء الجنسي وجهت إلى القاضي واستحوذت على اهتمام المجتمع الأميركي وقسمته.
وبعد التثبيت، يقسم القاضي اليمين في الأيام التالية وينضم إلى أعلى محكمة في الولايات المتحدة والتي تتحقق من دستورية القوانين وتفصل في أكثر النزاعات الشائكة في المجتمع الأميركي مثل الحق في الإجهاض وعقوبة الإعدام وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وزواج المثليين وحماية البيئة.
وبوصول هذا المدافع المتحمّس عن القيم المحافظة إلى المحكمة العليا، سيصبح القضاة التقدميون – أربعة من أصل تسعة – أقلية على امتداد عقود في المحكمة العليا.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عبر شبكة فوكس نيوز “إنه يوم عظيم لأميركا”، مهنئاً زملائه لأنهم “رفضوا الرضوخ لذاك الضغط الهائل”.
ويشكل هذا الامر انتكاسة للديموقراطيين والناشطين في مجال الحقوق المدنية الذين تحركوا منذ ترشيح كافانو في تموز/يوليو لمنع تثبيته، فنظموا الحملات الإعلامية والتظاهرات وتواصلوا مع أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين.
وعلى الرغم من جهودهم، كان القاضي بريت كافانو ضامناً تثبيته عندما خرجت امرأة من الظل في منتصف أيلول/سبتمبر واتهمته بمحاولة اغتصابها خلال أمسية لطلاب المدرسة الثانوية في عام 1982.
كان لهذه الاتهامات وقع هائل في بلد حساس إزاء مسألة العنف الجنسي منذ فضح ممارسات المنتج هارفي واينستين وعشرات من أصحاب النفوذ في أعقاب انطلاق حركة “#مي تو” (أنا أيضا).
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ تابعها 20 مليون أميركي، قالت كريستين بلازي فورد، وهي أكاديمية في الحادية والخمسين من العمر، إنها “متأكدة بنسبة 100%” بأن كافانو هو الذي حاول اغتصابها في حين كانت في ال15 وكان هو في ال17.
لكن كافانو أكد براءته وقال إنه ضحية مكيدة يدبرها اليسار المتطرف.
هنا طلب مجلس الشيوخ تحت ضغط أعضاء لم يحسموا موقفهم تكليف مكتب التحقيقات الفدرالي إجراء تحقيق إضافي، وقدم الإف بي آي الأربعاء تقريرا أيد موقف الجمهوريين الذين لم يجدوا فيه “شيئاً” يدين القاضي وباشروا على الفور المرحلة النهائية من عملية التثبيت.
من جانبهم اعتبر محامو فورد أن التحقيق الإضافي غير مرضٍ وقالوا في بيان إن “تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي الذي لم يتضمن مقابلة الدكتورة فورد والقاضي كافانو ليس تحقيقا ذا مغزى”.
– “ليس الرجل المناسب” –
وقرر أعضاء مجلس الشيوخ الجمعة خلال تصويت إجرائي إغلاق مناقشاتهم وكشفوا في نفس الوقت عن قرارهم. ومن بين أربعة كانوا مترددين حتى الآن قال ثلاثة إنهم سيصوتون لصالح تثبيت كافانو، هم الجمهوريان جيف فليك وسوزان كولينز والديموقراطي جو مانتشين.
وظلت الجمهورية ليزا موركاوسكي على موقفها المعارض. وقالت للصحافيين إن “بريت كافانو ليس الرجل المناسب للمحكمة الآن”.
وقالت ليل الجمعة أمام مجلس الشيوخ، “آمل أن يكون (القاضي كافانو) حكَما محايدا (…) وقوة استقرار”.
كذلك بررت سوزان كولينز موقفها في خطاب طويل أمام زملائها قائلة إن القاضي كافانو يستحق “قرينة البراءة” في غياب عناصر تدعم التهم الموجهة إليه.
وفي حين أقرت كولينز بأن شهادة فورد كانت صادقة ومؤلمة وقوية، قالت “لا أعتقد أن هذه الاتهامات يمكن أن تكون منصفة في منع كافانو من العمل في المحكمة”.
يبقى معرفة مدى تأثير هذا التصويت على الانتخابات البرلمانية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، فهل سيدفع النساء للتصويت لصالح الديموقراطيين؟ وهل سيبدي المحافظون امتنانهم للجمهوريين أم تتراجع حماستهم بعدما نالوا ما كانوا يريدونه؟ ستأتي الإجابة بعد شهر.