ترامب “طوق النجاة” للبورصة.. والسوق المصري “الملاذ الآمن” للمستثمرين الأجانب

كتب: أحمد عبد المنعم
بمجرد الإعلان عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الأمريكية، سارع الأمريكان بالهروب من البلاد وتقديم طلب هجرة إلي كندا حتى ان الموقع الإلكتروني سقط من كثرة الطلبات خوفا من السياسات غير الواضحه للرئيس الجديد، واستهلت جميع أسواق العالم تداولاتها على تراجعات حادة خاصة الأسواق الخليجية، بالإضافة للهبوط الجماعي لمؤشرات أسواق الأسهم فى الولايات المتحدة وأوروبا بأكثر من 2.5% قبل أن تستقر من جديد عقب خطابه المتوازن بعد الإعلان عن نجاحة. حتى ان البورصة المصرية استهلت تعاملاتها على هبوط حاد وصل إلي حوالي 2.5% ولكنها سرعان ما استعادة عافيتها من جديد وانهت تعاملاتها على ارتفاع بنحو 1%.
ويرى خبراء سوق المال ان البورصة المصرية هي الرابح الأكبر بفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية خاصة مع عودة التقارب المصري الأمريكي من جديد في ظل العلاقات الجيدة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس أمريكا الجديد وهو أول من هنأ الرئيس الأمريكي بفوزه بالأنتخابات.
وأوضحوا ان البورصة المصرية تستطيع ان تجذب الاستثمارات الأجنبية، في ظل حالة التذبذب التي تمر سواء بالأسواق الأوروبية أو الأمريكية خوفا من الرئيس الجديد، ومع الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة خاصة تعويم الجنيه تستطيع البورصة ان تستحوذ على نسبة كبيرة من المستثمرين سواء الأجانب أو العرب في ظل تراجع الأسواق الخليجية أيضا فور الأعلان عن فوز ترامب.
من جانبه قال إسلام عمر خبير أسواق المال، إن الاتجاه البيعى للمستثمرين بالأسواق العالمية يعطي انطباع بعدم التوافق بين المستثمرين فى الأسهم والسندات والرئيس الأمريكى الجديد “ترامب”، وهو ما وضح من خلال هبوط الأسواق بمجرد الأعلان عن اسم الرئيس الجديد.
وأوضح عمر، ان المستثمرين سيفضلون الأبتعاد عن السوق في الوقت الحالي، حتى وضوح الرؤية كاملة واتجاهات الرئيس الجديد، وقد تكون البورصة المصرية فرصة جيدة لجذب تلك الاستثمارات إلي السوق في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومة العديد من الإجراءات الاقتصادية التي تساعد على جذب المزيد من الاستثمارات خاصة الأجنبية.
ولفت إلي ان المستثمر دائما ما يبجث عن فرصة لالتقاطها والحصول على مكاسب كبيرة، وهو ما يعني انهم سيلجأون إلي أسواق بديلة، فالبورصة المصرية مازالت أسهمها عند أدني مستوياتها حتي بعد الصعود خلال الفترة الماضية، فتعويم الجنيه أدى إلي تراجع قيم جميع اللأسهم في البورصة بحوالي 50% وهو ما يعني ان أسعار الأسهم جاذبة للشراء.
وقال محمد جاد خبير أسواق المال، ان المؤشرات التى يتابعها المستثمرون الأجانب سجلت رؤية جيدة للإقتصاد المصرى خلال الأيام الماضية، حيث تراجعت شهادات التأمين على الديون السيادية المصرية CDS بنحو 20 نقطة، منذ قرار التعويم، فيما استقر سعر الجنيه فى العمليات الآجلة على مؤشر NDFS حول مستوى للدولار يعادل 18.5 جنيه بزيادة 8% فقط عن السعر الرسمى فى مصر ولمدة عام، كما تراجع العائد على السندات الدولية المصرية أجل 4 سنوات إلى 4.8% خلال الأيام الأربعة الماضية هبوطاً من 5.13%.
وتوقع جاد، استكمال السوق صعوده خلال الفترة المقبلة مستهدفًا مستوى 10500 نقطة على المدى القصير، مع استمرار المشتريات القوية وأحجام التداولات المرتفعة بعد تعويم سعر الصرف لحين الوصول لمستهدفات القيمة العادلة للأسهم.
وأشار إلي ان المؤشر يستهدف اختراق المستوى القياسي الذي حققه من قبل وهو 12 الف نقطة بدعم من مشتريات الأجانب والمؤسسات وهو ما أدي إلي ارتفاع التداولات اليومية بالقرب من 2 مليار جنيه.
كانت مؤشرات البورصة المصرية قد استجابت للمخاوف العالمية فى بداية تعاملات يوم الأربعاء الماضي، والتى كانت مرشحة إليها مسبقاً كجنى أرباح للارتفاعات الكبيرة للسوق بنحو 2000 نقطة خلال 10 جلسات متتالية من الصعود، ما لبث أن عادت لتواصل صعودها للجلسة الحادية عشرة على التوالي، حيث صعد EGX30 بنسبة 1.28% فى ختام التداولات، ليغلق عند مستوى 10225.5 نقطة.