تراجع الشواكيش والحموبيكيين و”أوفر دوس” أدعية ومواعظ
افتتاحية بروباجندا
مع تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا الخطير بأكثر بلدان العالم، وفي ظل تسابق جميع الحكومات والمؤسسات لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات للسيطرة على انتقال العدوى ومحاصرة الفيروس، تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بصورة ملحوظة جداً مع هذه الحالة غير المسبوقة من اجتماع العالم على الخوف من شيء واحد وفي نفس التوقيت.
فمع سواد شعور عام بالقلق مما قد تحمله الأيام القادمة من وقوع ضحايا جدد للفيروس الخطير ومع تزايد التحذيرات من تحوره زيادة تلاحظ للقاصي والداني مضاعفة الجرعة الإيمانية بشكل غير مسبوق على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
فمن خلال المتابعة الدقيقة، فقد اكتست أغلب، إن لم يكن جميع، صفحات رواد مواقع فيس بوك وتويتر باقتباس آيات من القرآن الكريم ونصوص الإنجيل المقدس، وجميعها ينصب على طلب الرحمة من الله والاعتراف بالذنوب والتعهد بعدم العودة إلى “أيام الضلال“، الله لا يرجعها على حد تعبير الكثير من المتابعين.
في المقابل اختفت تماماً من على أغلب الصفحات الأخبار والمتابعات التي كانت على أشدها قبل عدة أسابيع والتي وصلت في بعض الأحيان إلى معارك فنية وفكرية وحديث الصباح والمساء من عينة أنباء حسن شاكوش وحمو بيكا ومجدي شطة ومحمد رمضان.
حيث سادت مشاعر واضحة بأن العالم يمر بمرحلة حاسمة لا وقت فيها لمثل هذه الاهتراءات أو الهلاوس، وكان الحث على الجوانب الإيجابية حاضراً بصورة ملحوظة على أغلب مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها حملات التوعية من أخطار فيروس كورونا والنصائح والإرشادات الكفيلة بالوقاية من الإصابة أو نقل العدوى، وكذلك الحث على كفالة المساكين والغلابة ومكافحة الكثير من السلوكيات السلبية وفي مقدمتها إقدام الكثيرين على التكالب لاختزان السلع الغذائية والمطهرات الطبية والأدوية ومهاجمة التجار الجشعين الذين يقومون برفع الأسعار وتعطيش الأسواق، بالإضافة إلى تقديم النصائح والإرشادات بضرورة منع التجمعات البشرية وضرورة البقاء في المنزل لضمان محاصرة الفيروس ومنع انتشاره وانتقاله بين ضحايا جدد.
كما استثمر رواد الشبكة العنكبوتية أوقات دخولهم على تلك المواقع لدعم والإشادة بمجهودات الدولة الجبارة في اتخاذ كل ما يلزم من قرارات وإجراءات بغرض حماية الوطن والمواطنين ولعل في مقدمتها قرار القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قرر وقف الدراسة بالجامعات والمعاهد والمدارس بهدف حماية أبنائنا من أي خطر وكذلك منح الأمهات أجازة استثنائية مدفوعة لمدة أسبوعين لتوفير الرعاية ولم شمل الأسرة المصرية، بالإضافة إلى تخصيص جميع الإتاحات المالية لتدبير احتياجات وزارة الصحة وتخصيص مبلغ 100 مليار جنيه في إطار الاستراتيجية الشاملة لمواجهة الخطر الداهم.
وكل هذا يصب في صالح المواطنين الذين شعروا، ربما للمرة الأولى منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أمانة حكم مصر، أن مصالحهم وأمنهم وبحق هو الهدف الأساسي والشغل الشاغل للرئيس والحكومة، وهذا ما تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال حزمة القرارات الإدارية الخاصة بتعطيل بعض المصالح والمؤسسات وإلزام الشركات بتخفيض عدد ساعات وأيام عمل الموظفين، مع منح العمالة غير المنتظمة، لأول مرة في تاريخ هذه الشريحة، مساعدة اجتماعية بقيمة 500 جنيه تصرف في الحال لكل مستحق من أقرب مكتب بريد.
كلمة أخيرة
وقت الشدة .. لا صوت يعلو فوق صوت الوطن