تحيا مصر بعزة ونصر| بقلم بسمه العقده
السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، حرب عظيمة أعادت للصدارة جيشاً له تاريخ مشرف في العسكرية، جعلته حديث العالم أجمع، إنه جيش مصرنا، صاحب المعارك التاريخية المميزة، فمن مجدو إلى قادش إلى عين جالًوت .. وغيرها من المعارك الحربية التي سطر فيها إنتصارات كتبت من نور في تاريخ العالم .
قالوا عن أكتوبر .. الحدث الأكثر صدمة في تاريخ إسرائيل الحديث .. فقدت إسرائيل في الفترة من ٦ أكتوبر ١٩٧٣ وحتى ٣١ مايو ١٩٧٤ الكثير من الخسائر، منها مقتل ٢٦٥٦ جندياً إسرائيلياً وإصابة ٧٢٥١ وتعرض ٣١٤ للآسر، كما خسر سلاح الجو الإسرائيلي ١٠٢ طائرة، وسلاح المدرعات نحو ٨٠٠ دبابة .
وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر (موشيه دايان) قال إن الحرب أظهرت أننا لسنا أقوى من المصريين ولم تثبت صحة هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل إن إسرائيل أقوى من العرب وأنهم سيتم هزيمتهم إذا تجرأوا على بدء الحرب، وإن حرب أكتوبر كانت زلزالاً ضرب إسرائيل، إن ما حدث في هذه الحرب أزال الغبار عن عيوننا وأظهر لنا ما لم نكن نراه من قبل وأدى كل هذا إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين .
وقال (فارار هوكلي) مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالأشخاص وقدراتهم أكثر من الآلات التي يستخدمونها، إن الإنجاز المثير للإعجاب الذي قام به المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وشنوا هجومًا من هذا القبيل الذي جاء بمثابة مفاجأة كاملة للطرف الآخر .
المؤرخ العسكري البريطاني (إدجار أوبلانس) قائلاً عن حرب أكتوبر أنها أدت إلى تغيير شامل في الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل فقد تحولت من الموقف الهجومي إلى الدفاعي وأدرك الجندي الإسرائيلي أن الدفاع مهم الآن من أجل البقاء .
الصحف العالمية أيضا سجلت ملاحظات لافتة على مجريات الحرب على الجبهتين المصرية والسورية، فكتبت صحيفة (واشنطن بوست الأمريكية) يُظهر المصريون والسوريون كفاءة وتنظيماً وشجاعة عالية لقد سجل العرب نصرًا نفسيًا سيكون لها أثره النفسي، وأن الاحتفاظ المصري بالضفة الشرقية للقناة إنتصار هائل ولا مثيل له، حيث تبددت الأوهام الإسرائيلية بأن العرب لا يصلحون للحرب .
وقالت صحيفة (ديلي تليجراف البريطانية) عندما عبر الجيش المصري قناة السويس قاطعين خط بارليف غيرت حرب أكتوبر مسار التاريخ لكل من مصر والشرق الأوسط بأكمله، صحيفة (فاينانشيال تايمز البريطانية) وصفت تأثير القتال على الإسرئيليين قائلة، لقد كان الأسبوع الماضي تأديباً وعقاباً لإسرائيل ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وتصميم، وقد تجمع الإسرائيليون في حالة من الحزن والاكتئاب لأنهم اكتشفوا أن الحرب تكلفهم الكثير وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل عنهم غير قادرين على القتال .
أما الصحافة الإسرائيلية فقد عكست حالة الإحباط من عجز الجيش الإسرائيلي عن هزيمة الجيش المصري وهو ما يظهره تعليق صحيفة (هاآرتس الإسرائيلية)، حتى تاريخ وقف إطلاق النار على جبهة سيناء، لم نكن قد تسببنا في إصابة الجيش المصري بالتأكيد حتى مع فشل وقف إطلاق النار لم نكن قادرين على وقف أو تدمير الجيش المصري .
وقالت المؤسسة التعاونية الأمريكية الإسرائيلية إن حرب ٧٣ ترتبط في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية بعدم إستعداد الجيش الإسرائيلي وأنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أثبت قدرته على تحويل الهزيمة إلى نصر قريب على الجبهتين الشمالية والجنوبية، تتذكر إسرائيل أن حرب أكتوبر هي أصعب إمتحان لها منذ حرب الاستقلال، وأثبتت الحرب لمعظم الإسرائيليين أن حيازة الأراضي المحتلة لا تعني بالضرورة زيادة الأمن لإسرائيل وهذا ما دفع رؤساء مثل (مناحيم بيغن وموشيه ديان) إلى القيام بما رفضت رئيسة وزراء إسرائيل أثناء الحرب (جولدامائير) القيام به قبل الحرب وهو إعادة الأراضي مقابل السلام .
لقد غيرت حرب أكتوبر المجيدة مجرى التاريخ لمصرنا ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها عندما إقتحم الجيش المصري قناة السويس واجتاح خط بارليف، كانت الصورة التي قدمها الإعلام العالمي عن المقاتل العربي عقب حرب ٦٧ هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي إنطباعاً بإستحالة المواجهة العسكرية ولكن جاءت حرب أكتوبر ٧٣ لتثبت وجود المقاتل العربي بصفة عامة والمصري وقدراته بصفة خاصة .
كنَّا ومازلنا وسنزال تحيا مصر بعزة ونصر ..