آراءشويّة دردشة

تحديات مصر ٢٠١٨| بقلم د. محمد مرعي

ياتي ملف ليبيا على رأس التحديات الخارجية أمام القيادة السياسية للبلاد حيث سيظل ملف إعادة الأمن والاستقرار لليبيا ضمن تحديات الدولة المصرية في ٢٠١٨، لما يمثله هذا البلد من عمق استراتيجي وأمني للقاهرة، سوف نستمر في دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وأظن أن موسكو قد يصبح لها دور “واضح” في ملف ليبيا خلال ٢٠١٨ خاصة وأن رؤيتها للأزمة هناك هى نفس الرؤية المصرية والتي لا تلقى هوى واشنطن.

ثم ياتي ملف أثيوبيا وسد النهضة في المرتبة الثانيةو سيظل هذا الملف ضمن التحديات الكبيرة التي ستتعامل معها الدولة المصرية في ٢٠١٨، ولو بدأ يناير ٢٠١٨ بزيارة رئيس الوزراء الأثيوبي لمصر فإن ذلك لا يعني أن أديس أبابا رضخت لمطالب القاهرة وستكون فقط استمرارا لسياساتها الخبيثة في إطالة أمد المفاوضات “المتوقفة حاليا” حتى تنتهي من بناء السد،،، ما أتوقعه أن ٢٠١٨ عام “كل” الخيارات للتعامل مع ملف أثيوبيا.

٣-ملف قطر …. سيظل ملف قطر ومقاطعة الرباعي العربي لها ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية في ٢٠١٨، القاهرة لم ولن تتنازل عن مواقفها تجاه النظام القطري ولن تقبل وهى وباقي دول المقاطعة سوى بتنفيذ المطالب، ستستمر المقاطعة العربية التي لها نتائج كبيرة على الإقتصاد القطري حاليا، وستستمر أيضا حالة التمرد داخل أسرة “آل ثاني” التي لو بدت فردية من شخصيات اعتبارية في الأسرة لكنها مؤثرة وقد نشهد تمرد أكبر.

٤-ملف السعودية …. أحد أهم الملفات على أجندة السياسة الخارجية المصرية في ٢٠١٨، فاستقرار وأمن السعودية هدف استراتيجي للقاهرة، بحانب ضمان تسليم السلطة للأمير محمد بن سلمان.

٥-ملف السودان …. ضمن الملفات الهامة للسياسة المصرية في ٢٠١٨، فالنظام السوداني “الإخواني” هناك يحمل كل التناقضات المربكة فعليا لمصر، فهو طرف رئيسي في مفاوضات سد النهضة وانحرف بمواقفه في هذا الملف لصالح أثيوبيا، بجانب أنه بدأ يثير بفجاجة موضوع شلاتين وحلايب “المصرية” ويقول بأنها سودانية في محاولة منه لرفع شعبيته، بجانب التطور الذي حدث بدخول تركيا أردوغان على الخط بتسليم نظام البشير جزيرة سواكن المطلة على البحر الأحمر له، وهى خطوة عدائية تجاه مصر ..كل هذا يجعل من السودان ضمن أكبر التحديات أمام مصر في ٢٠١٨ والتي توجب التعامل معها بحذر.

٦-ملف جنوب السودان … سيظل عودة الأمن والاستقرار لجنوب السودان ووقف الاقتتال الداخلي هناك في ٢٠١٨ هدف رئيسي لمصر، وستستمر مصر في مساعيها مع أوغندا للوصول لوقف نهائي للصراع في جوبا لما تمثله من عمق استراتيجي للقاهرة.

٧-ملف فلسطين والمصالحة … ستعمل مصر في ٢٠١٨ على ضمان استمرار نجاح مساعيها للمصالحة بين حركتي فتح وحماس وتنفيذ كل ما نتج عن اتفاق المصالحة… سوف تكون القضية الفلسطينية ككل على رأس أولويات سياسة مصر الخارجية.

٨-ملف سوريا…. إن كان عام ٢٠١٧ هو عام دخول مصر ك”وسيط” بين أطراف الأزمة السورية، فتوقعي أن ٢٠١٨ سيشهد دخولها كفاعل رئيسي في تحديد مستقبل سوريا خاصة وأنها تحظى بثقة أغلب القوى الفاعلة على الأرض السورية.

٩-ملف تركيا…. ستعمل مصر بحانب الدول العربية خاصة دول الخليج “السعودية والإمارات” على عدم ترك أي ثغرات في المشهد الإقليمي تسمح لتركيا أردوغان بالعبور خلالها.. ولا أتوقع تحسن العلاقات بين مصر وتركيا في ٢٠١٨، وذلك لأن أردوغان لن يتوقف عن استضافة ودعم أعضاء جماعة الإخوان هناك ولن يقوم بغلق منصاتهم الإعلامية التي يشنون من خلالها سمومهم على مصر والسعودية والإمارات،،، وأعتقد أن هذه القنوات الإعلامية قد تمثل عبأ حقيقي على أردوغان لو قررت دول الخليج مقاطعة تركيا.

١٠-ملف إيران … قد تصبح السياسة المصرية الخارجية المصرية في ٢٠١٨ أكثر وضوحا وعلانية برفض التدخلات الإيرانية في شئون الدول العربية، خاصة وأن أمن السعودية أصبح مهددا من الحوثيين ذراع طهران العسكري في اليمن.

١١- أمريكا …. على غير ما تشير له التحليلات الحالية، أتوقع في ٢٠١٨ تحسنا أكبر في العلاقات المصرية الأمريكية، فَلَو كانت القاهرة كانت وراء تعرية واشنطن في الأمم المتحدة بسبب قرار ترامب حول القدس فأظن أن واشنطن بحاجة كبيرة للقاهرة لتدارك تبعات هذا القرار الكارثي على سمعة أمريكا في العالم العربي والإسلامي.. سيزداد التعاون الاقتصادي العسكري والاستخباراتي بين البلدين.

١٢-روسيا …. ستشهد العلاقات المصرية الروسية تداخلات وتفاهمات أكبر، فروسيا التي أوكلت للقاهرة “كبديل لأنقرة” مهمة رعاية حوار الأطراف السورية ستسمح بأن يكون لها دور أكبر في رسم مستقبل الدولة السورية،،، أيضا ستسمح القاهرة لموسكو بأن تدخل كطرف فاعل في المشهد الليبي على الأقل للمساعدة على رفع تجميد تسليح الجيش الليبي وتوفير دعم أكبر لحفتر والقوى معه على المستوى الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى