آراءمواطن مصري

تحت القبة.. نائب بدرجة مقاتل| بقلم جورج عياد

تحت القبة شيخ” .. لسنوات عديدة ظل هذا المفهوم هو الانطباع السائد عن الفوز بعضوية مجلس النواب، وهو يدلل على حجم المكاسب الطائلة التي يجنيها النائب حال فوزه بعضوية البرلمان واعتلائه مقعد تحت القبة، وفي واقع الحال فإنه يخطئ كل الخطأ من يعتقد أن هذا المصطلح لا يزال له أساس من الصحة.

فواقع العمل الجديد بـ المجالس النيابية أصبح مهمة في غاية الحسم والحزم بل والصعوبة .. خصوصاً في ظل الضوابط الرقابية الصارمة التي أحسنت الدولة أيما إحسان في تقنينها، بحيث أصبحت مهمة النائب هي القدرة الحقيقية على العطاء وليس الأخذ.

وهذا في واقع الأمر يستوجب وقفة صدق مع النفس من كل شخص يرغب في الترشح لعضوية مجلس النواب يصارح فيها نفسه ويتسق مع ذاته ومحاولاً الإجابة على السؤال الآتي: هل أنا قادر بحق على الإضافة لهذا المكان، وهل بإمكاني تقديم شيء له قيمة للجماهير العريضة التي تتوسم في خيراً .. أم أن الأمر بالنسبة لي مجرد “سبوبة” ووجاهة اجتماعية وسعي لتحقيق مصالح خاصة.

وفي المقابل .. فإن الصالح العام يستوجب من الناخبين وقفة صدق وأمانة أيضاً لاختيار المرشح الأنسب الجدير بأن يمنحوه أصواتهم، وأولى وأهم المعايير التي يتم على أساسها الاختيار هو تغليب الصالح العام للدولة المصرية التي تخطو بثقة واقتدار على طريق النهضة والتنمية .. فهذا يحتاج رجالاً مخلصين يولون كل اهتمامهم للعمل على رفعة المجتمع وتهيئة المناخ، على أفضل ما يكون، لاجتذاب الاستثمارات الكبرى وتنفيذ المشروعات القومية التي تخدم الحاضر والمستقبل.

أما ثاني الالتزامات الواجب توافرها للوصول إلى مجلس نواب يليق بمصر فيتمثل في الابتعاد ومكافحة ظاهرة “المال السياسي” الذي يقوم على شراء الذمم والأصوات لحصد مقعل برلماني، فلطالما عانينا من هذه الظاهرة السلبية وخسرنا فرصاً واعدة في الارتقاء بالخدمات في مقابل حفنة أموال يتم نثرها هنا أو هناك، فلا يجب أن نكون عاملاً مساعداً في العودة لزمن “الزيت والسكر” كوسائل لشراء أصوات الناخبين .. وهنا تقع المسئولية الكبرى على عاتق القائمين على وسائل الاعلام الوطنية للقيام بدورهم المأمول بالعمل على رفع الوعي القومي للناخبين وتحذيرهم من أن الجنيهات التي سيبيعون أصواتهم مقابل الحصول عليها، سيدفعون ثمنها غداً آلافاً مؤلفة .. فصوتهم أمانة يجب أن تذهب للجدير بها ومن يستحقها.

الابتعاد عن الشللية والتمييز العنصري أيضاً ضمانة في غاية الأهمية للوصول إلى مجلس نواب يستحقه الشعب وتستحقه مصر .. فلا يجب أن نقع فريسة عمليات غسيل العقول التي تستهدف توجيه الرأي العام نحو مرشح بعينه دون غيره على أساس ديني أو حزبي، ولنتذكر سوياً كم عانت مصر وعانى المصريون من الدعاية السلبية التي كانت تروج لأصحاب الذقون وتقديمهم على أنهم “اولياء الله الصالحين” أو أنهم يملكون مفاتيح الجنة وأن رحمة الله في اختيارهم لهذا المرشح وأن الجحيم في اختيار غيره.

الخلاصة إذاً أننا جميعاً، أبناء مصر الغالية، مرشحين وناخبين أمام تحد حقيقي واختبار لا يقبل التهاون لتشكيل مجلس نواب على أفضل وأخلص ما يكون كخطوة في غاية الأهمية لاستقرار أحد أهم مؤسسات الدولة فهو البوابة التشريعية الأولى لاتخاذ القرارات المصيرية التي تساهم في بناء مستقبل مصر .. فأحسنوا الاختيار وأخلصوا النوايا لأجل غد أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى