يعاني الكثير من ظهور بعض المشاكل الجلدية وخصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وغالبًا ما تكون هذه المشاكل هي أعراض لبعض أنواع الإكزيما، وهي مجموعة من الأمراض الجلدية المزمنة التي يمكن أن تسبب التهابًا وتهيجًا وتورمًا في الجلد، ومصطلح التهاب الجلد غالبًا ما يستخدم كمرادف للإكزيما، على الرغم من أنه لا تعتبر جميع أنواع التهاب الجلد “إكزيما”.
وأكد الدكتور محمد حسين أبو حديد استشاري ومدرس الأمراض الجلدية، وتجميل الجلد والليزر بالمركز القومي للبحوث أن هناك أنواعًا عديدة من الإكزيما، ولكل منها الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاجات الخاصة بها، وفي حين أن هذه الأنواع تختلف عن بعضها البعض، إلا أن الشيء المشترك بينها هو أنها عادة ما تكون حالات مزمنة وطويلة الأمد مع أعراض متكررة.
أنواع الإكزيما
ذكر أبوحديد بعض الأنواع الشائعة من الإكزيما والتي يمكن أن تؤثر على الجلد بشكل مختلف، بدءًا من كيفية تلف الجلد إلى مناطق الجسم المتضررة، تشمل الأنواع المختلفة من الإكزيما ما يلي:
مرض في الجلد
النوع الأكثر شيوعًا من الإكزيما هو التهاب الجلد التأتبي، الذي يسبب طفحًا جلديًا ملتهبًا وحكة على الجلد، ويعاني حوالي 3 من كل 10 أشخاص من التهاب الجلد التأتبي، وخاصة الأطفال والمراهقين ويصيب هذا النوع من الإكزيما حوالي 7% من البالغين.
التهاب الجلد التماسي
تحدث الإكزيما التماسية، أو التهاب الجلد التماسي، عندما يتلامس الجلد مع مادة موجودة في البيئة، كمادة مهيجة أو مسببة للحساسية، وجدير بالذكر أن التهاب الجلد التماسي شائع للغاية، حيث يصيب ما يصل إلى 1 من كل 5 أشخاص، ويمكن أن يحدث لفترة طويلة من الزمن، خاصة إذا كان من الصعب تجنب المادة المهيجة أو المسببة للحساسية.
التهاب الجلد الدهني
التهاب الجلد الدهني المعروف أيضًا باسم الإكزيما الدهنية، يمكن أن يسبب التهاب الجلد وحكة، ويحدث هذا بشكل شائع في مناطق الجسم التي تحتوي على العديد من الغدد الدهنية (المنتجة للزيت)، مثل فروة الرأس والحاجبين والخدين وقد تتأثر أيضًا المناطق التي قد تتأثر بها طيات الجلد، مثل الإبطين أو الفخذ أو تحت الثديين، ويعد مرض الإكزيما الدهنية أقل شيوعًا من بعض أنواع الإكزيما الأخرى بحسب ما ذكر محمد أبوحديد.
إكزيما خلل التعرق
تسبب إكزيما خلل التعرق ظهور بثور مملوءة بالسوائل تسمى الحويصلات على راحتي اليد والقدمين، وهو أكثر شيوعًا عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عامًا، وهذا النوع من الإكزيما يسمى في البداية خلل التعرق، ويعني صعوبة التعرق، فعلى الرغم من أن مصطلح “إكزيما خلل التعرق” لا يزال مستخدمًا حتى اليوم، إلا أنه ليس دقيقًا من الناحية الطبية، حيث إن المرض لا ينجم عن غدد عرقية غير طبيعية.
الإكزيما العددية
تسبب الإكزيما العددية نتوءات مرتفعة مثيرة للحكة تسمى لويحات، غالبًا ما تكون على الذراعين والساقين، وتسمى هذه الحالة أيضًا بالتهاب الجلد العددي أو الإكزيما الميكروبية، وتتطور الحالة عادةً بين سن 50-65 عامًا عند الذكور وبين 15-25 عامًا عند الإناث.
التهاب الجلد الركودي
يسبب التهاب الجلد الركودي طفحًا جلديًا وجفافًا ولويحات وتقشرًا وبثورًا على جلد الجزء السفلي من الساق أو الكاحل أو القدم، وهي أجزاء من الجسم منتفخة بالفعل بسبب ضعف تدفق الدم، ويعد التهاب الجلد الركودي، أو التهاب الجلد الوريدي، هو الأكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية في أوردة الساقين (يُسمى القصور الوريدي المزمن)، والذي غالبًا ما يصيب كبار السن، ويمكن أن يحدث أيضًا ظرفيًا، مثل بعد إصابة سيئة في الساق، أو جلطة دموية في ساقك، أو عملية جراحية.
أعراض الإكزيما
أكد استشاري الأمراض الجلدية أنه يمكن أن تختلف أعراض الإكزيما من شخص لآخر حسب نوعها وتميل معظم أنواع الإكزيما إلى التسبب في جفاف الجلد وآفات حكة وطفح جلدي وعادةً ما تظهر على أنواع مختلفة من الإكزيما علامات تقشر الجلد، وأضاف أنه يمكن أن يختلف الطفح الجلدي حسب لون البشرة، فربما قد يعاني الأشخاص ذوو البشرة الداكنة من طفح جلدي يظهر باللون الرمادي أو البني أو الأرجواني، بينما قد يلاحظ الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة طفحًا جلدي أحمر أو وردي ومن هذه الأعراض:
-جلد جاف- الحكة الشديدة وخاصة في الليل-نتوءات صغيرة مملوءة بالسوائل قد تتسرب وتتقشر بعد الخدش-جلد سميك أو متشقق أو متقشر-الجلد الخام والحساس والمتورم بسبب الخدش.
الأسباب وعوامل الخطر
يشير أبو حديد أنه من المقبول على نطاق واسع أن التهاب الجلد يؤدي إلى الإكزيما، ويعد عامل خطر الإكزيما الأكثر شهرة هو وجود تاريخ شخصي أو عائلي للربو أو الحساسية، وهما حالتان شائعتان تصاحبان الإكزيما، فيعتبر التاريخ العائلي للإكزيما بحد ذاته عامل خطر أيضًا، بالإضافة إلى أن العيش في مدينة أو مناخ جاف قد يزيد أيضًا من احتمالات الإصابة بالإكزيما، مضيفًا “ذلك إلى جانب أنه يمكن لعوامل بيئية معينة، مثل التعرض لمسببات الحساسية أو المهيجات، أن تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها، وتختلف المحفزات البيئية للإكزيما من شخص لآخر وتعتمد على نوع الإكزيما”، وتتمثل فيما يلي:
-الهواء الجاف، الحرارة الشديدة، أو البرودة-الصابون أو الشامبو أو غيرها من مواد العناية الشخصية-منظفات الغسيل أو منعمات الأقمشة-بعض الأقمشة، مثل الصوف أو البوليستر-عطور الشموع-المعادن الموجودة في المجوهرات أو الأواني-المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التنظيف-السوائل الطبيعية من الفواكه والخضروات واللحوم-الإجهاد (الذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الجلد).
العلاجات
أوضح محمد حسين أنه لا يوجد علاج للإكزيما في هذا الوقت، وعلى الرغم عند بعض الأشخاص تشفى الإكزيما من تلقاء نفسها، وإذا كان هناك مريض يعاني من الإكزيما عندما كان طفلاً، فقد لا يصاب بها كشخص بالغ، وفي بعض الأحيان تعتبر الإكزيما هي حالة مدى الحياة تتطلب إدارة مستمرة للأعراض، على الرغم من عدم وجود علاج، هناك العديد من خيارات العلاج للمساعدة على إدارة الأعراض وتقليلها، فقد تختلف خطة العلاج الخاصة بالمصاب اعتمادًا على نوع الإكزيما التي يعاني منها وحسب العمر والأعراض المحددة.
المرطبات
المرطبات أحد طرق العلاج الفعالة لبعض أنواع الإكزيما، حيث أن الحد من جفاف الجلد يمكن أن يساعد في إدارة الإكزيما، ويتطلب ذلك الترطيب بانتظام، عادة مرتين في اليوم أو أكثر، وغالبًا ما تأتي المرطبات على شكل مراهم أو كريمات أو مستحضرات تجميل، كما نوه أنه يفضل البحث عن المرطبات التي تحتوي على الفازلين وتجنب تلك التي تحتوي على مواد حافظة (مثل البارابين) والعطور الاصطناعية، والتي يمكن أن تكون مسببة للحساسية أو مهيجة.