إقتصاد وأعمالعاجل

تجربة شركة “ كريم”.. من حل مشكلة شخصية إلى عالم المليارات

جاءت صفقة اندماج شركة “ كريم” مع شركة “أوبر” لتؤكد أن تجربة الأولى كانت ناجحة، لدرجة أن منافستها الأقوى في الشرق الأوسط سعت إلى الاستحواذ عليها في صفقة تجاوزت قيمتها ثلاثة مليارات دولار .

حيث كانت “ كريم” نموذجا للنمو السريع للشركات الناشئة، وهو ما يتطلب إلقاء مزيد من الضوء على التجربة الملهمة لتلك الشركة. جاءت فكرة شركة “ كريم”، التي أطلقها “ موداسير شيخة”؛ الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس، سعيًا لتقديم خدمة متميّزة وفريدة للعملاء في الوطن العربي، وانطلاقًا من مفهوم الكرم، حتى استطاع توصيل مشروعه إلى الملايين.

هذا وسرعان ما نمت شركة “ كريم” التي توفر خدمات توصيل الركاب عبر موقعها الإلكتروني وتطبيق الهاتف الذكي، وتتبع مكان السيارة على الخريطة والدفع نقدًا أو ببطاقة الائتمان، حتى أصبحت من أكثر الشركات نجاحًا في المنطقة.

موداسير وُلد في كراتشي الباكستانية، لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، كان والده من عائلة تعمل في مجال تجارة الأرز.

ودرس في المدرسة الإنجليزية المتوسطة، وحصل على أعلى الدرجات؛ ما ساعده على الحصول على منحة بكلية علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ لم تكن أسرته قادرة على دفع المصروفات، حيث درس الفيزياء والرياضيات، وأنهى الدراسة في ثلاث سنوات ونصف بالجامعة .

كان قد بدأ موداسير حياته المهنية مستشارًا في شركة أرنست ويونج – إحدى أكبر الشركات المهنية في العالم – وحصل على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من جامعة ستانفورد .

وبعد تخرّج موداسير، لم يشغل تفكيره سوى إنشاء شركة ناشئة، وفي غضون أشهرٍ قليلة، عمل في شركة حملت اسم Brience بسان فرانسيسكو، وتكوّنت لديه الخبرة التأسيسية عام 2000 .

وجمع مبالغ طائلة بلغت نحو 200 مليون دولار في الجولة الأولى من التمويل، وكان أفضل استثمار على الإطلاق بالنسبة لشركة ناشئة، وذلك بهدف تحويل شركة خاصة إلى مساهمة؛ بطرح أسهمها للاكتتاب العام في خلال تسعة شهور .

حصل موداسير على ماجستير علوم الكمبيوتر عام 2003، ثم عاد إلى باكستان، وأنشأ شركة صغيرة معنية بتكنولوجيا المعلومات أطلق عليها: Device Anywhere، تعد ثالث شركة يقوم بتأسيسها .

ثم عمل في شركة ماكينزي، وهي شركة استشارات إدارية عالمية في إمارة دبي لمدة أربع سنوات، إذ تعد ماكينزي أفضل شركة تعلّم فيها العمل الحر، وبفعل تلك الخبرة أسس موداسير شيخة، شركة كريم في يوليو عام 2012، كما شغل منصب نائب رئيس في شركة كي نوت المتخصصة في تطوير البرامج وتسويقها لمواقع عبر الإنترنت .

التقى موداسير، بشريكه “ ماجنس” في شركة ماكينزي، حيث أجرى ماجنس عملية جراحية ناجحة في المخ، ففكّر بعدها في تقديم شيء يفيد المجتمع، ومن خلال السفر، كانا يعانيان من إيجاد وسيلة نقل موثوق بها ومريحة، وعن ذلك قال موداسير: “وفي الرياض، لم نجد بسهولة وسيلة نقل تنقلنا من المطار إلى مكان الاجتماعات، وفي بعض الأحيان لم نكن نعرف الاتجاهات، كما نحتاج أن ندفع لهم نقدًا ولم يكن ذلك متوفرًا، فتحتاج للذهاب إلى ماكينة الصرف الآلي، فكان ذلك مرهقًا للغاية” .

وجاء اختيار اسم “ كريم” جاء اختيار الاسم لعدة أسباب منها، الكرم مع العملاء بتقديم خدمة متميزة، غير مسبوقة بالمنطقة، وكذلك الكرم مع السائقين بالاعتناء بهم وصحتهم وأسرهم، وليس فقط مجرد توفير وظيفة .

وبمرور الوقت، وجدت شركة كريم داعمين لها من شركة Telecom Ventures السعودية و شركة Al Tayyar Group، وفى عام 2013 ، وبعد مرور تسعة شهور من انطلاق “ كريم”، اجتاحت أوبر أنحاء الوطن العربي بقوة، وجاءت المنافسة القوية بين الشركتين، حتى أعلن في 25 مارس الماضي رسميا عن استحواذ شركة “ أوبر “على شركة “كريم”، مقابل 3.1 مليار دولار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى