دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى جديدة حول قضية ختان الإناث التي اثيرت مجددا تحت قبة البرلمان بسبب مناقشة مقترح تغليظ العقوبة على المخالفين، مؤكدة حرمانية العادة ومخالفتها للشريعة الإسلامية والقانون والدستور، الأمر الذي جدد الخلاف بين دار الافتاء والجماعات السلفية الرافضة لتجريم ختان الإناث والمطالبة بتطبيقه.
وحذرت دار الافتاء، في فتواها، اليوم الخميس، من الانسياق وراء دعوات ممارسة “ختان الإناث” التي تصدر من غير المختصين لا شرعا ولا طبيا، مشددة على أن تلك العادة ليست فرضا ولا من العبادات، مضيفة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق”.
ووصفت فتوى دار الإفتاء، القضاء على هذا النوع من الممارسات بـ”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” خاصة أنه يتسبب في مخاطر جسدية ونفسية تستوجب تحريمه، موضحة انها ليست قضية دينية تعبدية في أصلها لكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية وهو عادة عرفتها القبائل العربية مؤكدة على أن أكبر الادلة على عدم وجوبه أن النبي محمد لم يختن بناته.
وأوضحت الفتوى أن حديث أم عطية الخاص بالختان ضعيف ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية، مشيرة إلى تفاعلها المبكر مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية والمنظمات الصحية العالمية المحايدة التي أثبتت اضرار الختان.
ومن جانبه هاجم سامح عبدالحميد حمودة القيادي السلفي الفتوى، مطالبا بتغليظ العقوبة بالبرلمان، مشددًا على أن الختان موجود في الشرع الإسلامي وبعض الادلة تؤكد أنه من السنة النبوية.
وشدد حمودة، على أن الختان الصحيح لا يؤدي لمضاعفات، موضحًا ” أنه عبارة عن قشط جزء صغير جدا من جلدة خارج الجسم ولكن الكارثة في الإهمال الطبي في بعض المستشفيات “.
وقال القيادي السلفي: ” هذا الإهمال يمتد لأنواع مختلفة من العمليات الجراحية، وكثير من المرضى اصيبوا بعاهات مُستديمة أو فقدوا حياتهم نتيجة لذلك “.
يأتي هذا في الوقت الذي اعترضت فيه الهيئة البرلمانية لحزب النور برئاسة القيادي السلفي أحمد خليل على تجريم ختان الإناث،فقدمت مذكرة لرئيس المجلس ” دكتور على عبدالعال، مؤكدين على أنه هام وضروري وله منافع للمرأة.
فيما وصفت الدكتور آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب “ختان الأناث” بالعادة القبيحة في دول حوض النيل فقط ولا يتم ممارستها في السعودية أو دول الشام، مشددة على أن محاولة الربط بين تلك العادة والدين الإسلامي جهل وجهالة.