«بيان فيينا» يضع مبادئ الحل… ويسعى إلى «هدنة»

(بيان فينا يسعي لهدنة )دخلت الأزمة السورية منعطفاً جديداً بعد «اجتماع فيينا» الرباعي، الذي ضمّ وزراء خارجية روسيا وأميركا والسعودية وتركيا، للتباحث حول حلّ سياسيّ للأزمة السورية الممتدة لما يقارب الخمس سنوات و جاء «اجتماع فيينا» بدعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد أيام قليلة من زيارة بشار الأسد إلى موسكو، ما يعني منطقياً أن روسيا تحمل رسالة سياسية جديدة للأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الصراع على سوريا تستحق عقد الاجتماع بسببها. كالمعتاد، لم تنقل الأطراف المشاركة في الاجتماع مضمون المباحثات إلى وسائل الإعلام والرأي العام وانتهى الاجتماع الدولي – الإقليمي في فيينا أمس باتفاق ممثلي ووزراء خارجية
17 دولة ومنظمة على مبادئ للحل السوري بينها العمل على وقف لإطلاق النار وهدنة شاملة وبقاء مؤسسات الدولة السورية وتشكيل حكومة تمثيلية، مع بقاء الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية. لكن الأطراف المشاركة اتفقت على عقد لقاء آخر خلال أسبوعين في العاصمة النمسوية،وفيما يلي النقاط التسع التي جاءت في بيان اجتماع فيينا أمس والتي حصلت {الشرق الأوسط} على نسخة منها:
1 – وحدة سوريا واستقلالها وسيادة أراضيها وهويتها العلمانية أمر أساسي.
2 – أهمية الإبقاء والحفاظ على المؤسسات السورية.
3 – ضرورة حماية حقوق السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية.
4 – أهمية تعزيز وتكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
5 – ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق سوريا وتعهد الدول المشاركة بزيادة الدعم المقدم للنازحين واللاجئين السوريين في بلادهم.
6 – موافقة جميع الدول المشاركة على ضرورة إلحاق الهزيمة بـ«داعش» وكافة الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي.
7 – وفقا لبيان جنيف عام 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 تدعو الدول المشاركة منظمة الأمم المتحدة إلى جمع ممثلي الحكومة السورية وممثلي المعارضة معا لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة قادرة وفعالة وشاملة وغير طائفية، يتبعها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يحقق أعلى المعايير العالمية وأعلى معايير الشفافية والتحقق، ويقود إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل السوريين بمن فيهم المهجرون الذين لهم حق المشاركة.
8 – هذه العملية السياسية يقودها السوريون ويقرر الشعب السوري مستقبل سوريا.
9 – ستعمل الدول المشاركة مع منظمة الأمم المتحدة لاستكشاف طرق لتنفيذ وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد على أن يتم تحديد موعد محدد لوقف إطلاق النار بالتزامن مع العملية السياسية.
جاء «اجتماع فيينا» بدعوة روسية بعد الإعلان عن زيارة بشار الأسد مباشرة، ما يعني أن هناك أفكاراً روسية جديدة للحل تستحقّ الاجتماع وإعطاء روسيا صفة «ماسك زمام المبادرة» في الأزمة السورية. هنا يبدو واضحاً أن ترتيب زيارة الأسد إلى موسكو كان المقدمة الضرورية لإطلاق المبادرة الروسية للتسوية السياسية. بمعنى أن الزيارة ثبتت ورقة النظام السوري بيد موسكو التي تفاوض باسمه وبقوة حضورها العسكري على الأرض، كي تبادر إلى عقد «اجتماع فيينا» على هذا الأساس الواضح.
تواترت ثلاث صور أساسية في «اجتماع فيينا»، الأولى صورة وزيري الخارجية الروسي والأميركي وخلفهما العلم الروسي والأميركي، وهي الصورة الأهم من منظور روسيا. مفاد الصورة أن القطبين الندين (تحت الكلمة الأخيرة خطان) يلتقيان للتباحث في الأزمة السورية، بما يفتح الباب أمام البحث في ملفات أخرى مثل الأزمة في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا وغيرها من القضايا على الساحة الدولية، وهو أمر تريد موسكو تثبيته في الأذهان. الصورة الثانية كانت لوزراء خارجية أميركا والسعودية وتركيا وخلفهم أعلام الدول الثلاث، بما يعنيه ذلك من اجتماع تنسيقي بين الدول الحليفة الثلاث قبل الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي. الصورة الثالثة والأخيرة لوزراء خارجية روسيا وأميركا والسعودية وتركيا وخلفهم الأعلام، من دون مشاركة وزير خارجية إيران، التي تملك نفوذاً غير منكور على الأرض في سوريا. دلالة الصورة الأخيرة تتأطر في أن روسيا تسترضي تركيا والسعودية، برغم إعلان روسيا لاحقاً ضرورة توسيع الاجتماع لاحقاً ليشمل مصر وإيران والإمارات والأردن وقطر، وفي تأكيد روسي إضافي للمتفاوضين على أن موسكو هي مَن يمسك بورقة النظام وليس طهران.