آراءشويّة دردشة

“بولتون” و”ترامب” والفيل في محل الخزف| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من كليفلاند

صدر منذ أيام في الولايات المتحدة كتاب بعنوان “في الغرفة التي شهدت الأحداث” وهو عبارة عن مذكرات لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون والذي يتضمن انتقادات لاذعة ومُسيئة للرئيس دونالد ترامب.

فهل سيكون هذا الكتاب الذي ألفه رجل قضى 17 شهرا في البيت الأبيض قبل أن يستقيل في سبتمبر الماضي هو الضربة القاضية التي ستحرم ترامب من فترة رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستٌجرى يوم 3 نوفمبر المقبل ؟

وفي هذه الأثناء كان ترامب يحتفل في ولاية أريزونا بإنتهاء أعمال بناء 320 ك م من الجدار الجديد على الحدود مع المكسيك البالغ طولها 3200 ك م والذي سيتم بنائه من أجل إيقاف الهجرة غير الشرعية، وإستغل ترامب هذه الفرصة لإعادة الزخم الى حملته الانتخابية الرئاسية التي تضررت بشدة بسبب تعامله بإستخفاف مع أزمات خطيرة هزت المجتمع الأمريكي بعٌنف وتعامل ترامب مع هذه الأزمات بإستخفاف كما يتهمه معارضوه وكل من يهتم بالشأن الأمريكي.

وفي قمة هذه الأزمات جائحة كوفيد-19 التي قال في البداية إنها مجرد “زكام عابر” قبل أن تفتك بالمجتمع الأمريكي وتٌخلف أكثر من 120 ألف حالة وفاة حسب إحصائيات جونز هوبكينز لغاية الأسبوع الفائت .. وبعد ذلك كانت جاءت جائحة أخرى أشد قسوة من الكورونا وهي حادثة وفاة المواطن الأفريكان أمريكان “جورج فلويد” وما أعقبها من إحتجاجات ضخمة ومازالت آثارها حتى الساعة وحوادث تحطيم كافة التماثيل لرموز أمريكية وشخصيات تاريخية أمريكية ولكن لها علاقة بالعبودية للسود عبر عشرات العقود.

حتى جاء كتاب “صقر البيت الأبيض” وفشل صقور الحزب الجمهوري في منع صدوره في بلد تشدد المادة الأولى من دستوره على حرية التعبير والرأي والديانة وقوبلت جهود فريق حملته الرامية لتشويه سمعة المستشار السابق، حيث وصفه بـ “الجبان والخائن” باستهزاء واستخفاف لدى شرائح كبيرة من المجتمع الأمريكي وهو ما جعل ترامب ينطبق عليه الوصف مثل الفيل الذي أدخلوه محل خزف وتركوه .. وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى