بعد تدشين الوحدة الرابعة.. فوائد تعود على مصر من إنشاء محطة الضبعة النووية

يمثل «مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية» تتويجًا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر وقد حرص الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية على الإسراع في تنفبذ المشروع الضخم الذي يدخل بمصر عصر الطاقة النووية، فقد شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، احتفالية تدشين الوحدة الرابعة بمحطة الضبعة النووية، التي تقيمها مصر بالتعاون مع روسيا الاتحادية، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ويهدف «مشروع الضبعة للطاقة النووية» إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR من الطراز الروسي VVER-1200 (AES-2006) بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
وتأتي أهمية «مشروع الضبعة النووي» لمصر الاعتماد كليًا على الطاقة النظيفة والحلول المستدامة، للتخلي تدريجياً عن الوقود الأحفوري الذي تسبب في أزمة تغير المناخ، ولا تقتصر على توفير الطاقة النظيفة، بينما هو يُدلل كذلك على التعاون الوثيق بين مصر وروسيا».
كانت مصر قد وقعت مع روسيا اتفاقاً في 19 نوفمبر 2015، من شأنه إنشاء محطة للطاقة الكهروذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار، قدمتها روسيا قرضاً حكومياً ميسّراً للقاهرة. وفي ديسمبر 2017، وقع الرئيسان السيسي وبوتين، الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة. وتضم محطة الضبعة 4 مفاعلات من الجيل «+3» العاملة بالماء المضغوط بقدرة إجمالية 4800 ميجاواط بواقع 1200 ميجاواط لكل منها.
ويعد انطلاق مرحلة صب البلاطة الخرسانية للمفاعل الرابع والأخير في «محطة الضبعة النووية»، إشارة إلى قرب الانتهاء من مرحلة التحضير، واقتراب مرحلة التشغيل الفعلي لأول محطة نووية مصرية.
أربع مراحل
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور علي عبد النبي، خبير الطاقة ونائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا، إنشاء محطة نووية مصرية كان حلمًا يراود المصريين منذ خمسينيات القرن الماضي وكان الهدف من ذلك توليد الكهرباء، بالإضافة إلى التطبيقات الأخرى وظل هذا الحلم يراود المصريين حتى تحقق بإرادة سياسية قوية في عام 2015 .
وتابع: وجاء بالأمر المباشر تنفيذ المشروع في ديسمبر 2017 مع روسيا من خلال ثلاث مراحل رئيسية:
– المرحلة الأولى وهي المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية.
– المرحلة الثانية وبدأت بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كافة الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل.
– المرحلة الأخيرة وشملت الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل.
محطة الضبعة النووية بداية المشروع النووي المصري
وأوضح خبير الطاقة أن توفير أربع وحدات -مفاعلات- نووية في موقع الضبعة وذلك بداية للمشروع النووي المصري والذي لا يقل عن 20 أو 30 محطة نووية، لافتًا أن تلك الوحدات هي بداية المشروع النووي المصري وأن محطة الضبعة تتحمل من 8 وحدات إلى 12 وحدة، فضلا عن إقامة وحدات أخرى “غرب الضبعة”.
ما هي فوائد مشروع محطة الضبعة النووية؟
وعن فوائد مشروع محطة الضبعة النووية، يكشفها خبير الطاقة الدكتور علي عبد النبي بأن هذا المشروع يُعد عنصرًا مهمًا في إستراتيجية التنمية المستدامة -رؤية مصر 2030-، ويؤدي تنفيذ محطة الضبعة للطاقة النووية إلى تحقيق فوائد عديدة لمصر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- توطين التكنولوجيا النووية في المصانع المصرية لمنافسة أي منتج بالعالم وبالتالي نكون من كبرى الدول الصناعية.
2- التنوع في مصادر الطاقة للدولة.
3- إنتاج وتوليد طاقة عالية؛ مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة اعتمادية ومستدامة وهذا الأمر يعتبر أساس لتنمية اقتصادية مستقرة.
4- الحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة– النفط والغاز واستخدامها بشكل رشيد
5- التكلفة التنافسية للكهرباء المولدة وبشكل ثابت على مدار اليوم؛ حيث أن تكلفة الوقود في المحطة النووية قدرتها 1200 ميجا وات 60 مليون دولار في العام، مقارنة بمحطة الغاز الطبيعي بنفس القدرة والتي يأتي تكلفة سعر الوقود بها إلى 400 مليون دولار .
6- مصدر طاقة نظيف خالي من انبعاثات الكربون، ويلعب ذلك دورًا بارزًا في مواجهة الاحتباس الحراري.
7- استيعاب التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتعزيز البحث والتطوير الارتقاء بجودة العمل والمنتجات محلية الصنع إلى مستوى المعايير الدولية.
8- زيادة فرص العمل للمصريين بمشاركة محلية لا تقل عن 20٪ للوحدة الأولى وحتى 35٪ للوحدة الرابعة.
9- دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في منطقة مطروح وخاصة في منطقة الضبعة.
10- محطات الضبعة هي فرصة لتدريب كوادر مصرية في مجالات الطاقة النظيفة.
11- تعمل المحطة النووية بـ92% من عدد ساعات العام، أما محطات الغاز الطبيعي تعمل 56% من ساعات العمل على مدار العام، والمحطات الشمسية – وطاقة الرياح تعمل 30% من عدد ساعات العام.
12- هذا المشروع استثماري ويجني أرباحه في أقل من 15 عاما.
محطة الضبعة النووية تحقق أعلى متطلبات الأمن والأمان النوويين
ولفت عبد النبي، أن المحطة تحقق أعلى متطلبات الأمن والأمان النوويين، وخصائص السلامة العالمية، مؤكدًا على إن محطة الضبعة النووية من أهم المشاريع بين مصر وروسيا وستعزز مجال الطاقة. كما تمثل تتويجًا للتعاون بين مصر وروسيا وسوف تساهم في تطوير الاقتصاد المصري وتعزيز الصناعات الحديثة وفتح أماكن عمل للمختصين.
ما هي الفوائد الاقتصادية التي تجنيها مصر من مشروع محطة الضبعة النووية؟
ومن الناحية الاقتصادية، يرى الدكتور محمد أنيس، المحلل الاقتصادي، الطاقة النووية الأرخص مصادر في إنتاج الطاقة المستدامة وأن مصر تأخرت كثيرًا في الدخول في عصر الطاقة النووية السلمية، وأن القيادة السياسية اتخذت القرار السياسي المطلوب بإدخال مصر عصر الطاقة النووية السلمية خاصة؛ حيث أننا نمتلك القدرات البشرية الفنية المدربة على أعلى مستوى في مجال الطاقة النووية السلمية.
وذكر، أن «محطة الضبعة النووية» بمفاعلاتها النووية الأربعة قادرة على إنتاج ما يعادل 4800 ميجا وات وهذه الكمية من الطاقة الرخيصة شبة النظيفة يمكن أن تستغل في مشاريع التنمية وبناء مجتمعات سكنية جديدة على طول الساحل الشمالي المصري ومشروع الدلتا الجديدة وتطوير منخفض القطارة، مضيفًا أن قرب المفاعلات من الحدود الليبية ييسر من عملية تصدير ومدّ شبكات الكهرباء إلى الأشقاء في ليبيا في مرحلة إعادة الاعمار .