بريق الامل .. أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ| بقلم د. ضحي اسامه راغب

مصر تمر بمرحلة صعبة جداً الان … وأعتقد أن التحديات والتهديدات التي تحاك ضد مصر لا تنتهي وهذا لعدة أسباب … أولاً .. أنها قلب العالم (متوسطه الدنيا), فهى ملتقى الشرق والغرب ومجمع الجنوب والشمال, فهى أفريقية الموضع, متوسطية الموقع فهي البلد الوحيد الذي تلتقي فيه القارتان (آسيا وأفريقيا) والبلد الوحيد الذي يلتقي فيه نهر النيل بالبحر المتوسط والأرض الوحيدة التى يتصل فيها البحران الأحمر والمتوسط.
بها أعظم مجرى ملاحي في العالم, أول إمبراطورية في التاريخ في عهد الأسر الفرعونية واستمرت قرابة 1000عام, أطول مستعمرة في التاريخ استمرت نحو 2000عام فهذا كله دلاله أكيدة على الأهمية الإستراتيجية الدائمة لمصر منذ قديم الزمان وحتى الآن.
لقد تمنيت مقابلته والجلوس معه، ومحادثته وجهاً لوجه، بل تمنيت النظر في عينيه عن قرب لأقرأ تعبيرات وجهه.. لأصل إلى نتيجة تطمئن بها نفسي التي لا تهدأ.
ربما تكون المرة الأولى التي أصرح بها عن هذا الأمر على الرغم من غرابته، فلست من عشاقه الذين حولوا صورة صفحتهم الشخصية لصورته، أو الذين يسمون أنفسهم «عاشق السيسي» على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، ولم أطمع في أن أجد مكاناً لي في ظل الضوء الذي يحيط به دوماً، بوصفه الرئيس الذي أتى باتفاق شعبي غير مسبوق: و لم تكن رغبتي في مقابلته بسبب من الأسباب السابقة،رغم أنها قد تبدو أسباباً منطقية إذا صرح أحدهم يوما برغبته في مقابلة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي! لقد كانت قناعتي – وما زالت- أنه يتمتع بوطنية لا شك فيها، وأنه يحلم بأن يقود هذا الوادي الطيب إلى منطقة جديدة، لم نطأها من قبل، لم أره يوماً كاذباً في حبه لهذا البلد، كما لم أجد في كلماته ما يجعلني أترصد له الأخطاء، ربما أحمل في نفسي بعض الملحوظات عن أدائه أو رؤيته لبعض الأمور، ولكنها كلها أمور ثانوية، فالصواب المطلق تماماً كالخطأ المطلق غير موجود، وكلنا بشر نخطئ ونصيب.
السبب عندي مختلف، فأنا أريد مقابلته لأستكشف من خلاله مستقبل هذا البلد، نعم، فالملاحظ في الآونة الأخيرة هو ارتفاع معدل سوء التصرف وبطء الفهم لشريحة كبيرة من المسئولين، وأنا هنا لا أستثنى أحداً، والواقع أن صدمتي تزداد يوماً بعد يوم في كل مسئول يصادف أن أتعامل معه في حياتي اليومية، فقد جعلني هذا الشعور أتساءل عما إذا كان هذا الأمر أصبح ظاهرة عامة؟! إنه ذكى، بل إنني على يقين تام أن ذكاءه يفوق توقعي بمراحل عديدة، فقد كان رئيساً لأخطر جهاز أمنى في البلاد في توقيت حرج كانت تمر به البلاد، كما أن قيادته للقوات المسلحة لم تكن لتستقيم مع سنوات عمره القليلة نسبياً إلا إذا كان حاد الذكاء.
سؤال لا أعتقد أنه يشغل عقلي وحدي، بل أعتقد أنه يشغل عقل كل من هو مهموم بهذا الوطن ومستقبله بحق، وليس هؤلاء الذين يزايدون بالوطنية على غيرهم لتحقيق أجندات خاصة ومصالح بعينها.. السؤال هو: هل يتناسب واقع أننا نمر بمرحلة صعبة وأن مصر يحيط بها كثير من المخاطر من الإرهاب، الذي يضرب داخل أركان الجمهورية، إلى الصراع المسلح الذي يدور بعنف في سيناء، إلى مشكلة سد النهضة، التي تهدد مصر بالعطش والجوع، إلى دول الجوار التى تنفجر بالصراعات، إلى الواقع الاقتصادي الصعب، إلى التحديات الضخمة من تهالك التعليم، إلى تردى المنظومة الصحية، إلى تهاوى الخدمات، إلى غير ذلك من العديد من المصاعب والتحديات، التي لا يمكن حصرها هنا، وإن كنا جميعا ملمين بها، مهمومين بكيفية مواجهتها.. هل يتناسب كل هذا الصراع مع ما نلقاه من مهاترات في البرلمان المصري الجديد وكم السخرية التي نواجهها كل يوم على المواقع التواصل الاجتماعي..؟؟؟ فيا أيها السادة نواب المجلس الكرام أضع بين يديكم رسالتين.
الرسالة الأولى: أن كل ما يخص المواطن المصري في يومه منذ أن يخرج من بيته طالباً قوت يومه منذ أن يخرج من بيته طالباً قوت أبنائه وحتى يعود إلى فراشه يحلم بغد أفضل تتمتع بيه مصر بمؤسسات تحترم كرامة وآدمية المواطن هى مسئولية البرلمان وحده وهو منفرداً مسئول مسئولية كاملة أمام الشعب عن أي فشل للحكومة التي لن نقول انه رقيباً عليها بل بموجب الدستور هو من يختارها ويمكنها من مصير الوطن … و حسب الدستور ان العلاقة بين الحكومة والبرلمان الان علاقة فريق عمل واحد وليس ضدين متقابلين يتربص كل منهما بالأخر.
الرسالة الثانية: أن مشاكل مصر الان الخارجية والتي تخص الأمن القومي والدفاع والتي لصلاحيات الرئيس فيها دوراً كبير تصل من الخطورة التي تجعل أى تدخل للرئيس لمعالجة أى خلل داخلي لتهيئه الظروف للتعامل مع التحديات الخارجيه.
هناك حالة من الأداء فى شتى الاتجاهات تفرض العديد من التساؤلات حول الهدف أو الجدوى من ورائها، وسؤال واحد يتردد: أليس منكم رجل رشيد؟ تقول ان لم يكن هناك منهم رجلاُ رشيداً لا بد ان نستنسخ رجلاً رشيداً و يكون هو المواطن المصري الذي دائما هو الذي يمثل اراده المصريين.
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ((هود 78 )) صدق اللَّهُ العظيم