بجاحة ” العملاء “!!| بقلم .. إيمان إمبابي
قف فخورا بنفسك.. مهاجما الدولة المصرية العظيمة.. سب الجميع.. ويا حبذا لو استخدمت ألفاظا نابية.. تستوجب استدعاء القانون لمحاسبتك.. ومن ثم تصبح بطلا لغيرك من “المناضلين” لامؤاخذة.. إستخدم كلمات من قاموس “كفيلك” فى الخارج.. من نوعية “مدنية” أو “علمانية” أو”ليبرالية” الدولة.. لا تنشغل كثيرا بجهلك بمعانى تلك الكلمات.. المهم أنها جذابة لإعلام صنع خصيصا “من أجلك أنت”.. ترضى “وكيلك” فى الخارج.. هاجم جيش بلدك العظيم وسمه “عسكر”.. وجود فى مهاجمته باستخدام لفظ “ألعن من الاحتلال”.. وغازل “كفيلك” وقل أنه “أمم” الاقتصاد والسياسة وأشياء أخرى.. قل أيضا أنه “أغلق المجال العام”.. وأنه “يعادى” الشباب.. بشر بثورة جديدة “لامؤاخذة”.. وانضم لحملة الإخوان الجارية الآن “يناير يجمعنا” فتلك تجارتك الرابحة.. قل “مسر” ولا تقل “مصر”.. فأنت لا تعرفها.. لا تعرف قيمة الوطن.. فالدولار سيدك ووطنك وأسرتك وقيمتك.. هنا اقول لك مرحبا بك فى نادى “العملاء”!!
الوصف الدقيق لكلمة “عميل” فى السياسة.. هو الشخص الذى يجمع معلومات مهمه عن وطنه أو بلد مقيم فيه لصالح بلد آخر.. وهو أيضا الشخص الذى يقوم بعمل مكلف به لصالح دولة أجنبية يضر بصالح وطنه أو دولة مقيم بها.. هنا يصبح من السهل فرز العملاء فى وطن صار كل شىء فيه علنيا.. أضف إلى وضوح الفرز ما تسرب – عمدا – من رزم الوثائق والمستندات والتسجيلات صوتا وصورة لعمالة هؤلاء!!
الكوميديا المرة, ليست فى كل هذا العدد من العملاء.. بل فى جرأتهم ووقاحتهم وتبجحهم إلى حد “المسخرة”.. العملاء فى وطنى من كل لون وشكل وتخصص.. ساسة, إعلاميين, رجال مال, عاطلين يسمون أنفسهم “نشطاء”.. نشطاء سياسيين.. نشطاء حقوقيين.. نشطاء إعلاميين.. يخرجون عليك فى برامج بعينها على فضائيات خاصة يملكها رجال مال.. فهم دون تلك النوافذ التى فاحت رائحتها.. لا شىء.. هى التى صنعتهم وبشرت بهم وروجت لهم وجعلتهم نجوما لوطن فى لحظة ملتبسة صعبة.. تلك اللحظة إنتهت.. لكنهم مصرون على تثبيتها.. محاصرين وطن بالكامل معهم كأسرى متلازمة “الثورة”!!
أحدهم – نموذجا – تسجيلاته مع عميل آخر سمعها المصريين فى طول مصر وعرضها.. الحديث فيها عن تلقى المال من قطر وغيرها مقابل عمل يؤدونه على الأرض واضح.. الحديث عن تقسيم الأموال مقابل تقارير تكتب عما كان يحدث فى مصر واضح.. الحديث عن السفر لأمريكا ودول الاتحاد الأوروبى لحضور ندوات ومؤتمرات وتدريبات واضح.. استمع المصريين.. واحتقروه.. لكنه استمر يظهر ضيفا على نوعية بعينها من البرامج.. يتحدث – بجهل بين – كمحلل سياسى لامؤاخذة.. يعرف نفسه كصحفى أحيانا.. وكناشط سياسى أحيانا.. “بجاحة” أليست كذلك؟!.. قمة “البجاحة” أن يطرح نفسه مرشحا لبرلمان مصر فى إحدى دوائر الجيزة.. يفتح له أحد رجال المال خزائنه فينفق الملايين.. تأتى صفعه الشعب بسقوطه المدوى فى الانتخابات!.. مثل هذا النموذج كثيرون.. منهم من سمع المصريين تسجيلاتهم إبان اقتحام مقر أمن الدولة.. ناشطين وناشطات “لامؤاخذة”.. جرت الأموال من الخارج فى أيديهم أنهارا.. فتبدلوا من حال إلى حال.. فصدق فيهم المثل العبقرى “سبحان العاطى الوهاب بعد الشبشب والقبقاب”!!..
آخر – نموذجا أيضا– ظهر علينا فى 2011كناشط سياسى “لامؤاخذة”.. وعرف نفسه برئيس جمعية “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” .. وتحت هذا العنوان كتب عشرات العشرات من التقارير.. عن حقوق الإنسان والعنف والتظاهر والحريات وغيره من العناوين البراقة التى يخصص لها تمويلا ضخما من الخارج.. وعبر مؤسسته يمر عشرات المتعاونين مع كيان مريب – بالنسبة لى – إسمه “معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط” فى واشنطن .. هذا الشخص نقل نصا تقريرا لوكالة رويترز عن انشقاقات فى الجيش المصرى.. نشر على موقع – مريب آخر – إسمه “مدى مصر”.. تم استدعاؤه على إثره للنيابة العسكرية.. ورغم أنه تم الإفراج عنه إلا أن “بان كى مون” لم يكف حينها.. عن الإعراب عن “قلقه” للتحقيق مع هذا الناشط.. الذى انتقل فجأة من ناشط إلى صحفى.. تعرب كل الهيئات الصحفية فى العالم عن قلقها بشأنه.. وبالمناسبة حتى مجلس نقابة الصحفيين المصرية إنضم إلى قافلة “القلقين” على حسام بهجت.. صاحب “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”.. والتى بالمناسبة لم تكن أبدا جمعية أهلية.. هى شركة مدنية!!.. وإسم هذا الشخص وشركته فى القضية 173 المعروفة إعلاميا بالقضية 250 للتمويل الأجنبى.. أليست “بجاحة”!!
ثالث.. رجل مال.. بريطانى الجنسية.. وربما يحمل الأمريكية أيضا والله أعلم.. يمثل الراعى والحاضنة لكثير من النشطاء والحقوقيين والإعلاميين.. ليس لأنه “ليبرالى” كما يدعى أو يعتقد من حوله.. لكن لأن له دور يؤديه وفق ما رسموه له.. عبره تمر أموال الخارج إلى هؤلاء وغيرهم .. وعبره يتم التنسيق لكل هؤلاء للسفر للخارج.. ينفق من وراء الستار على العديد من المواقع الإلكترونية التى ظهرت فى السنوات الخمس الأخيرة.. تتفق كل هذه المواقع فى توجه يروج له رجل المال هذا فى جلساته الخاصة.. الانتقاد المستمر للقوات المسلحة المصرية .. السخرية من كل ما تقوم به الدولة .. الهجوم المتواصل على القطاع العام والترويج المستمر للخصخصة والسوق المفتوح .. السوق المفتوح وفق مفهومه الأمريكى .. أن تكف الدولة يدها عن ملفات الاقتصاد وتكتفى بدور “المنسق” بين رجال المال!!.. ويتدوال هؤلاء النشطاء “رعابته” للكيان الذى أشرنا له سابقا – المريب فى رأيى – “معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط”.. بالمناسبة كل أمواله خارج مصر .. حتى أعماله القليلة فى مصر تأتى رواتب موظفيها بالعملة “الصعبة” من الخارج شهريا.. تمر إلى مصر عبر السودان.. فيتم استبدالها فى السوق السوداء للاستفادة من فارق السعر!!.. منى بانتكاسات كثيرة على مدار الأشهر والأيام الماضية.. ليس آخرها بلطجة أعقبتها “علقة سخنة” فى قبرص كان يفترض أن يتوارى على إثرها خجلا.. لكن ربما يفتح ملف كان منظورا أمام المحاكم المصرية فى نهاية 2011.. خاص بشبكة محمول باعها مؤخرا يمس الأمن القومى!!
الرابع ليس شخص.. هم ستة أشخاص معروفون بالضرورة كنجوم برامج التوك شو.. غيرهم آخرين فى ذلك المجال.. لكن هؤلاء الستة الأكثر “قربا” وإفصاحا ووجودا على شاشات الفضائيات الخاصة.. هؤلاء هم ماريونيت رجل المال الذى تحدثنا عنه.. فهو حريص على “زرع” أصابعه – رجالا ونساء – كما جماعة الإخوان فى كل المواقع.. أحزابا كانت أو فضائيات أو صحف ومواقع إلكترونية.. ليس أولهم الذى تعاقد معه للعمل فى قناة كان يملكها.. ولأول مرة يعلن عن رقم التعاقد فى تاريخ العمل الإعلامى والذى كان بالمناسبة بالملايين.. ولا آخرهم ذاك الذى توقف عن الظهور مؤخرا.. وهو يعتبره وفق ما قال بوضوح “أستاذه”!!.. وبينهما إحداهن التى خرجت على الهواء فى برنامجها تعلن أنه صديقها “وتتشرف”!!.. هؤلاء يظهرون على شاشة 4 قنوات فضائية خاصة.. معروفة بالضرورة.. لا يجروء أحدهم على النزول إلى الشارع وسط الشعب.. يعلمون جيدا أنه قد لفظهم.. لكن ظهورهم واستمرارهم فى مخاطبة الشعب كقادة رأى “بجاحة”.. تضاف لـ”بجاحات” الآخرين!!
ولأن “بجاحة” العملاء لا تتوقف.. فلن يكون هذا هو آخر القول بالنسبة لى.. إذا كانوا قد منحوا أنفسهم حق “التبجح” واتهامنا بأننا “عبيد للبيادة” وهو شرف.. فمن حقنا أن نخاطبهم بوضوح كعملاء.. يمتازون بـ”البجاحة”!!
وللحديث بقية….
إيمان إمبابى