“بايدن” “الأمريكى العادي الحزين”(1)| بقلم عثمان فكري
كتب .. عثمان فكري من ديلاوير
أود في البداية أن أعتذر عن عنوان مقال سابق لي عن ماراثون الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجرائها في شهر نوفمبر المقبل وكان عنوان المقال “بايدن النعسان وترامب ستان” .. الإعتذار هو للمرشح جو بايدن فقد كنت أظنه نعسان كما يٌطلق عليه ترامب إالى أن نبهني صديقي الأستاذ عبد الله المبيضين الى لمحة الحزن البادية بشكل واضح على وجه “جو بايدن” المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمزمع إجرائها في شهر نوفمبر المقبل.
وبعد البحث تبين صدق ما قاله صديقي وأن الحزن البادي على وجه بايدن له أسباب.. وأن ذلك يعود لنشأته الحزينة الى حد ما وأيضا بسبب فقده لزوجته وإبنته في حادث مروري قبل أن يٌقسم اليمين الدستوري الى مجلس الشيوخ .. وأيضا وفاة أحد أبنائه بعد مٌعاناة بمن مرض السرطان .. هذا بخلاف نشأته وظروفها الدرامية فبعد أن عاش والده حياة الترف فى شبابه، يخوت وسيارات سريعة ومباريات البولو إلا أن ثرواته نفدت منه بفضل بضع اتفاقيات تجارية سيئة وفى النهاية حصل على وظيفة لإدارة معرض بيع سيارات لكن فى حفل المكتب بالكريسماس قرر المالك صرف مكافآت بجلب سلة ممتلئة بدولارات فضية وألقى بمحتوياتها فى حلبة الرقص الأمر الذى دفع الموظفين إلى الزحف على ركبهم وراء الغنيمة.
وقف جو بايدن الأب وزوجته فورًا ورحل عن تلك الوظيفة وعلى الرغم من وضعه اليائس لم يتمكن من العمل لدى شخص لا يحترم كرامة الناس وهذه هى الحقيقة الأولى عن جو بايدن الابن أنه يأتى من عائلة تحترم المبادئ ولقد أنشأ هو وزوجته عائلة تحترم المبادئ.
وكانت تغطية حملاته الإنتخابية بمثابة تغطية لقاء عائلى مستمر لآل بايدن فى بعض الأحيان كان عدد أفراد عائلة بايدن فى التجمعات الانتخابية أكبر من عدد الناخبين .. وإحدى السمات المميزة لآل بايدن هى الشفافية العاطفية، فدائمًا ما تعلم شعورهم، ومن السمات الأخرى أنهم يعاملون الجميع بنفس الطريقة.
لقد قضى جون بايدن حياته كلها تقريبًا فى مجلس الشيوخ أو كنائب للرئيس لكن لا يستطيع أحد بإنصاف اتهامه بالتكبُّر أو التعالى فالناس بالغريزة ينادونه بـ «جو» جو العادى ..جو العادي الحزين .. وللحديث بقية