ثقافة وفنون

بالفيديو.. مصر ولبنان تستعيدان الزمن الجميل بتكريم فريد الأطرش

635810039896621511_866.jpg_q_4

ليلة خارج الزمان العربي الحالي الملئ بالحروب ودوي المدافع وأزير الطائرات، استعادت فيها العاصمة اللبنانية أمس الأول أجواء الزمن الجميل وكرمت الفنان فريد الأطرش.
ورغم أن فريد الأطرش سوري المولد ولكنه مصري بالتبني قاهري بالأمجاد لبناني الأم لذلك كان الضيفان الرئيسيان في حفل التكريم هما وزير الشئون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس والسفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد الذي ألقى كلمة أكد فيها على أن مصر احتضنت فريد الأطرش وأحبها وأحبته وأن كثيرا من المصريين لم يكن يعرفون أنه ليس مصريا، ومثلما كان المصريون يتبارون في تشجيع الأهلي والزمالك كانوا يتبارون أيضا في تشجيع عبد الحليم وفريد.
فارتباط فريد الأطرش بمصر بدأ منذ صباه حيث هاجر إليها عام 1924 وهو في الثامنة من عمره بعد أن اشتعلت الثورة الدرزية الوطنية ضد المستعمر الفرنسي في السويداء بجنوب سوريا، وكان معدما فقيرا جراء هذه الظروف رغم أنه ينتمي لأسرة من الأمراء والنبلاء فباعت والدته مجوهراتها وثيابها لكي تشتري له ولأخوته لقمة العيش.
وكانت والدته تعزف على العود بمهارة فتعلم العزف على هذه الآلة، ثم أنضم إلى فرقة الأناشيد في المدرسة، وكان يذهب للكنيسة ليشارك بالتراتيل ثم اشتغل ملحنا ومغنيا في صالة السيدة ماري منصور مقابل ثمانية جنيهات شهريا.
وبدأ يكسر حاجز الشهرة مع استماع اللجنة المشرفة على الأغاني والمطربين في الإذاعة المصرية إليه، وقدم في الإذاعة أغنية “بحب من غير أمل” ليذيع صيته، وظهر على شاشة السينما في أول فيلم له “انتصار الشباب “عام 1941، والذي كان بداية قصة نجاح طويلة توجت بمشاركته في 31 فيلما سينمائيا كبطل لها، كما نال أوسمة عديدة، وأحيا حفلات الأمراء والملوك، وبلغ مدى نجاحه إلى درجة تأثر موسيقيين ومطربين أجانب به وقيامهم بتقديم بعض أعماله.
أما علاقة فريد الأطرش بلبنان فهي علاقة وثيقة أيضا حيث انتقل إليها في صباه ليتلقى تعليمه قبل أن ينتقل لمصر وقضى شطرا من حياته في بلاد الأرز وتوفي على أرضها، كما أن والدته هي الأميرة اللبنانية علياء حسين المنذر.
لذا لم يكن غريبا أن يكرمه لبنان من خلال لجنة “تكريم رواد الشرق” كأحد أبنائه وكانت وزارة الثقافة اللبنانية ممثلة على مستوى رفيع وتقرر أن تحتفظ الوزارة بدرع تكريم فريد الأطرش لديها إلى حين إنشاء متحف للفنان العربي الكبير.
وقدم عدد من المطربين اللبنانيين خلال حفل التكريم مجموعة منتقاة من أغاني فريد الأطرش، فتألقوا حتى كاد الجمهور ينسى أنه في القرن الحادي والعشرين بعد مرور أكثر من أربعين عاما على رحيل فريد.
ولذا لم يكن غريبا أن يشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة اللبنانية بيروت حضورا كبيرا من الجمهور اللبناني ومن الجالية المصرية لتحيي لبنان ومصر ذكرى ابنهما بالتبني فريد الأطرش في ظل انشغال موطنه الأصلي سوريا بأزماته وحروبه التي أدت إلى نفي وتشريد قطاع من الشعب السوري مثلما تعرض فريد للنفي عام 1924 وكأن التاريخ يعيد نفسه.. ولكن هل تنجب سوريا فريدا جديدا من رحم أزمتها الحالية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى