بالفيديو مراد وهبة لـ “مفتاح الحياة ” ابن رشد علمانى وهو حي فى الغرب وميت في الشرق

استضافت الإعلامية إيمان عز الدين الدكتور الفيلسوف مراد وهبة وواحد من أفضل 500 شخصية في العالم في برنامجها “مفتاح الحياة” وذلك للحديث عن ابن رشد والفلسفة والتفكير، حيث قال وهبة أنه يجب الإشارة فى البداية إلى مفهوم التأويل عند ابن رشد ، لأنه وجد في النص الدينى ، أن التأويل كان له معنيان حسى وأخر لا يكتشف إلا بإعمال العقل.
وأضاف وهبة أن ابن رشد أشار إلى أنه إذا كان المعنى الحسى مستوفى فلا مشكلة أما إذا كان متناقض مع العقل ، فلابد من التأويل ، وبالتالى سيكون معرض للهجوم من “السلفيين”، فحاول أن يحتاط في القول بأن المؤول لا يكفر ، فلا تكفير مع التأويل.
وأشار إلى أن ابن رشد رأى أن المؤول يخرج عن الإجماع، وأضاف أنه لا إجماع مع التأويل ، وبالتالى انفتح على الفلسفة اليونانية الوثنية ، وفي هذا الإطار حدث أنه في القرن الـ 11 ، ظهر كتاب تهافت الفلاسفة ، القائم على استبعاد الفلسفة اليونانية، ونبذها وتكفير الفلاسفة ، فتأثر الشرق العربى ، فخشى ابن رشد أن يحدث ذلك في المغرب العربى، فكتب كتاب تهافت التهافت ضد الغزالى مؤلف كتاب تهافت الفلاسفة.
وأكد وهبة أن البعض عزل ابن رشد عن الحضارة الإسلامية وهم من المسلمين ، أما من هم خارج العالم الإسلامي وتحديدا في الغرب ، فكان هناك تحكم من السلطة الدينية المحكومة بالإقطاع ضد الطبقة الصاعدة طبقة التجار ، في نفس الوقت كان هناك الملك فريدريك الثاني وقف ضد الإقطاع مع الطبقة الصاعدة ، فقال له مستشاريه أنه لن يستطيع الوقوف مع التجار ضد الإقطاع والكنيسة إلا إذا استعان بفكر ابن رشد ، وأن عليه اصدار قرار سياسى بترجمة مؤلفات ابن رشد ، ووافق الملك على ذلك، وتمت ترجمة مؤلفات ابن رشد وترجمت إلى العبرية واللاتينية ، وهو ما يعنى دخول اليهود في الترجمة وفكر ابن رشد ، ثم بدأ الصراع ، فأطلق على مجموعة ابن رشد ، “الرشدية اللاتينية”، وكانت في جامعات إيطاليا وفرنسا ، حتى أن زعيمهم طعن من الخلف على يد أحد مساعديه وهو ما يعنى أن الكنيسة كانت متغلغلة في هذه الجماعة.
وقال وهبة أن القرن الـ 13 بدأ التطور بفضل ترجمة مؤلفات ابن رشد ، ثم دخل القرن الـ 16 مع النهضة الدينية ، وفي نفس الوقت بالتحديد ظهرت نظرية دوران الأرض حول الشمس، عكس المخالف للثوابت الدينية عند الغرب.
وروى وهبة أن أحد أصدقاءه من الجغرافيين كان يدرس في إحدى الدول الخليجية ، وهذه الدولة كانت ضد نظرية دوران مرفوضة في هذه قائلا : سألته ماذا فعلت من أجل تدريس نظرية دوران الأرض حول الشمس ، فقال لي كنت أقول لهم أن الكفار يقولون هذا حتى لا يقع في حرج ويؤمن نفسه.
وقال وهبة أن تعريف العلمانية هي التفكير النسبى ، لما هو نسبى ، وليس بما هو مطلق ، أى أن مناقشة أى ظاهرة اجتماعية ممنوع منعا باتا دراستها بشكل مطلق، لأنه قابل للتغيير ، وهذا التعريف يمنعنا من الدخول في العصور الوسطى ، والعالم الإسلامي دخل حاليا العصور الوسطى ولا يوجد مقاومة فكرية ولكن هناك مقاومة عسكرية ، فنحن خارج الحضارة.
وكشف وهبة أن جميع كليات التربية وعددها 18 كلية ، هي مسيطرة من الإخوان ، مؤكدا أنه حينما فصل من الجامعة في الستينيات كتب خطاب لعبد الناصر، بعد أن جرد من ألقابه ، فصدر بعدها بشهرين قرارا من رئيس جامعة عين شمس ، بتعينه أستاذ مساعد وبدون لجان علمية ، مضيفا : تحليلى أن فكر الإخوان مهيمن على الطلبة حتى الآن ، ولذلك فأنا مزعج لهم بالنسبة لهم ، فقرار فصلى فى عهد السادات تضمن أننى أخطر أستاذ على النظام الإجتماعى فى مصر.
وتابع المفكر الكبير أنه بحكم تاريخ الفكر الإسلامي أن الصراع دائما يدور حول مفهوم الله عند الإنسان ، فهو يتغير ، ويحاول الإنسان دائما أن يفهم ، مع تطور الزمن ، فيدخل في صراع مع النظام القائم.
وقال مراد وهبة أن مفارقة ابن رشد وهو كتاب له ، يعتبر قصتى معه ، فبدأت قصتى مع هذا الكتاب في السبعينات حينما دعيت لمؤتمر فلسفى لإحدى الجمعييات بسان فرانسيسكو، فناقشت فكر ابن رشد والتنوير ، وتحدثت مع أحد الموجودين بالمؤتمر والذى قال لى أن هذا القرن يعتبر عصر تعتيم ، فلم نسمع عن رسالة ماجستير أو دكتوراة عن القرن الـ 13 في أوروبا ، وهو القرن الذى دخل فيه فكر ابن رشد لأوروبا ،فتنبهت لذلك ودعيت لمؤتمر بالقاهرة لمناقشة ذلك ، فرفض رئيس الجامعة وقتها ، ولكنى أصريت ، واقترحت عليه أن يكتب خطاب لشيخ الأزهر ، وألتقيت به ورحب ، وقال لى أننى مرحب بى فى أى وقت للتحدث معه ، ولكنى فوجئت أن المشاركين في المؤتمر اعتذروا بعد ذلك ، فسألت فيما بعد عن سبب الإعتذار، فقيل لى أن لدى أفكار خاطئة ، وبعدها قدمت بحث بعنوان “مفارقة ابن رشد” ، مفاده أن ابن رشد ميت في الشرق حى في الغرب.
وأكد وهبة أن ابن رشد علمانى ، الإرهاب أعلى مراحل الأصولية الدينية ، ففى عام 1910 كان هناك مؤتمر لكل الأديان ، وقرروا فيه أن الأديان ليست هي معادية لبعض، ولكن العدو الوحيد لها هو “العلمانية”، وفي مصر بدأنا الأصولية دينية أيام السادات ، وتحديدا في النصف الثانى من السبعينيات، فعام 1979 كان عام الأصولية ، فنشطت الثورة الإيرانية والإسلاميين في أفغانستان ومعاهدة السلام من بيجين الأصولى والسادات المدعم من الحركات الإسلامية ، وبعدها وجدت كتاب بعنوان 1979 ، وهو مايفسر ما يحدث حتى الآن.