صحة

باحثة أسبانية: بروتين بالقلب يساعد فى تشخيص مرض باركينسون

Parkinsons-disease

اكتشفت الباحثة الاسبانية ماريا ديل مار كارمونا المتخصصة فى أمراض الاعصاب بقايا بروتين «ألفا سينوكلين» فى قلوب المصابين بمرض باركينسون، وقالت إن هذه البقايا البرويتينية يمكن اعتبارها عاملا مهما فى تشخيص الاصابة بهذا المرض.

وذكرت وكالة الانباء الاسبانية أن الباحثة مار كارمونا قامت مع فريق من الباحثين الذين عملوا تحت اشرافها باجراء هذه الدراسة على عينات من أنسجة القلب بعد موت أصحابها ونشرت نتائج بحثها فى هذا الصدد حيث أكدت أن وجود بقايا من بروتين ألفا سينوكلين فى القلب يعتبر مؤشرا على اصابة صاحبه بمرض باركينسون.

وأوضحت كارمونا، الباحثة المتخصصة فى قسم الاعصاب فى مستشفى جامعة نابارا أن النتيجة الرئيسية للبحث تشير الى أن 90 % من المصابين بمرض باركينسون لديهم بقايا من بروتين ألفا سينوكلين فى القلب بالاضافة الى فقد خيوط عصبية سمبتاوية فى نسيج القلب.

وأكدت كارمونا، أن وجود هذه العناصر البروتينية بالاضافة الى فقد الخيوط العصبية السمبتاوية فى القلب يمكن اعتباره مؤشرا مبكرا على الاصابة بمرض باركينسون.

وأشارت الباحثة الاسبانية، الى أن 10 % من الاشخاص غير المصابين بالمرض لديهم بقايا بروتينية (ألفا سينوكلين) فى القلب وفقد للخيوط العصبية ولكن فى نطاق محدود وكأن ذلك يعنى أنهم فى مرحلة أولية وأنهم رغم عدم اصابتهم بالمرض على مستوى المخ وبالتالى فان التشخيص لا يدل على اصابتهم بمرض باركينسون الا أنه يمكن القول بأن لديهم نوعا من الاصابة فى الجهاز العصبى الطرفى وبخاصة فى القلب.

وأضافت هذه الباحثة أن المرحلة الاولى للمرض يمكن أن تستمر لمدة عشر سنوات حيث تظهر أعراض غير حركية مثل فقد حاسة الشم واضطرابات فى النوم ومتاعب فى القلب.

وبعد ذلك يتقدم المرض بصورة تدريجية حيث يؤثر فى البداية على بنية الجهاز العصبى الطرفى ثم على الجهاز العصبى المركزى، وفى النهاية تأتى المرحلة التى تظهر فيها الاعراض الحركية وعندئذ يقال ان الانسان مصاب بمرض باركينسون.

وفيما يتعلق بامكانيات علاج مرض باركينسون ، قالت مار كارمونا : لا يتوافر لدينا حتى اليوم أى عقار يمكن أن يشفى المصابين بهذا المرض وذلك لأننا لا نعرف ماهو سببه (إتيوباتولوجيا)، ولكن اذا حدث وحصلنا على مثل هذا العقار فى يوم من الايام فان الافضل حينئذ هو اعطاؤه للمصابين الذين لم يدخلوا فى مرحلة متقدمة من المرض وذلك لمنع تدهور حالتهم الصحية وتأثير ذلك على مستوى معيشتهم.

وأكدت الباحثة أهمية التعرف على المؤشرات المبكرة لمرض باركينسون حتى يمكن التصدى له قبل ظهور الاعراض الحركية الاولى للمرض.

ورغم عدم تحقيق تقدم كبير فى محاولات الحصول على علاج ناجع لهذا المرض فان مار كارمونا تقول : اننا نحاول معالجة المرضى بالوسائل المتاحة ونحقق تحسنا فى كل مرة، كما أن هناك بعض العقاقير التى يتم اختبارها الان.

وقد حصلت هذه الباحثة فى شهر يونيو الماضى فى برلين على جائزة الباحث الشاب لعام 2016 التى تمنحها مؤسسة اجتماعية تقديرا لدراستها حول مؤشر مبكر فى القلب يساعد فى تشخيص مرض باركينسون.

يذكر أن مرض باركينسون يصيب الجهاز العصبى وتتمثل أعراضه بصفة رئيسية فى الارتعاش وفى بطء وصعوبة الحركة. وتظهر هذه الاعراض فى وقت مبكر عندما يكون هناك فقدان لعدد كبير من الخلايا العصبية.

وتفيد التقديرات بأن أكثر من 160 ألف أسبانى يعانون من مرض باركينسون وأن خمس هذا العدد تقل أعمارهم عن الخمسين عاما ، حسبما جاء فى الكتاب الابيض الذى أصدرته الجمعية الاسبانية المختصة بمرض باركينسون والتى أشارت الى أن متوسط أعمار المصابين بالمرض يقع بين 55 عاما و 60 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى