بابا الوطن والكنيسه| بقلم شنوده فيكتور

” سلمنا فصرنا نُحمل ” .. بتلك الايه الرائعه من الكتاب المقدس بدء قداسة البابا تواضروس خدمتهِ ورئاستهِ للكنيسه القبطيه المصريه وتُشير الايه فى معانيها الى التسليم الكامل لارادة الله والاتكال عليه فهو مصدر العون والامان لنا جميعاً.
وهنا اعني جيداً ان اقول بابا الوطن والكنيسه فهو بابا الوطن قبل الكنيسه فهو المصرى الصيدلى الناجح والمحبوب وسط اسرته وزملائه فالراهب والاسقف المتوارى عن الاضواء ثم البطريرك وبابا الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه احد اهم واعرق المؤسسات المصريه والوطنيه والتى تمتد عراقتها وتاريخها المشرف للمنطقه بأثرها بل وللعالمِ اجمع، وهى حقيقه سجلها وحفظها التاريخ.
فمنذ اليوم الاول لجلوسه على كرسى البطريركيه وتحديدا ً فى الثامن عشر من نوفمبر من عام 2012 فى وقت كانت مصر تشهد فيه العديد من الازمات من حكم جماعة الاخوان الارهابيه الى الاعلان الدستورى المريب وقتها الى حالة الغليان فى الشارع والاوساط السياسيه المصريه، واجه قداستة العديد من التحديات والمشكلات لحفظ سلام وامان المجتمع المصرى ككل فهو بالاساس مسئول على رأس مؤسسه مصريه فكانت الازمات كُثر وكان اتكالهِ على خالقهِ بايمان ويقين.
وخلال تلك الاشهر القليله وصولا ً الى لحظه الثالث من يوليه 2013 كانت العديد من الاحداث العصيبه من استمرار التعدى على الكنائس والهجوم على الكاتدرائيه والعديد من التفاصيل الاخرى، ومع ثورة الثلاثين من يونيه واستكمالاً لدور الكنيسه الوطنى عبر تاريخها وتحديداً 2011 وما تلاها من تطورات على الساحه المصريه كانت حكمة البابا ووطنيته ومواقفه وكلماته وافعاله تعبيراً صادقا ً عن قوة ووطنية الكنيسه،واستطاع قداسته خلال اقل من عام واحد ان يكسب محبة وتقدير واحترام جموع الشعب المصرى بمختلف قطاعاته وفئاته، ومع كل ما واجهته الدوله والكنيسه والمجتمع المصرى من ارهاب وتحديات من تلك الايام والى الان كانت محبة وتقدير البابا فى قلوب الجميع تزداد.
وبخبراتى الشخصيه التى تعدت السنوات الاربع خلال فترة عملى الاعلامى داخل المقر البابوى فى حياة طيب الذكر قداسة البابا شنوده الثالث ادرك واعى جيداً وعن تجربه شخصيه حجم التحديات التى تواجه الكنيسه والقائمين عليها ومقدار الصعاب التى تحتاج حكمه شديده ومعونه الهيه لحفظ سلام الوطن والكنيسه معاً.
ولعلى اتذكر جيداً حين كُنت اطلب منه ميعادٍ للحوار بعد خروجه من جلسات المجمع حينما كان اسقفا عاماً فى البحيره كان يخرج سريعا ً ويجيبنى مبتسما ً “خلينا نتكلم فى التليفون ونرتب لازم ارجع البحيره دلوقتى”.
ابى قداسه البابا يقيناً وواقعاً معاشا ً كل مصرى شريف يعشق تراب هذا الوطن ويدرك مكانته يدعو لقداستك ويدعمك بشده لانك امتداد للعظماء من اباء مصرنا وكنيستنا القبطيه كنت ولا زالت يا ابى صمام امان لهذا الوطن بحكمتك ومواقفك وحبك لبلدك فى كل الاتجاهات والمواقف فقداستك مصدر فخر واعزاز وتقدير لنا جميعاً.
فبكنيسه خالده وأزهر وسطى مستنير وقياده سياسيه مشرفه وواعيه وجيش وطنى على قلب رجل واحد نستطيع عبور كافة الازمات التى تحاك بنا وتظل ارضنا ومصرنا ام الدنيا وقد الدنيا لمن يعرف ويعشق ترابها.