يصل البابا فرنسيس إلى القاهرة يوم الجمعة؛ تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان لمصر تحت شعار “بابا السلام في مصر السلام”، وهي الزيارة التاريخية التي استعدت لها جميع أجهزة الدولة على جميع المستويات التنظيمية، ويتابعها العالم كله، كما انتشرت في شوارع القاهرة لافتات للترحيب بالبابا فرنسيس تحمل صورته وشعار الزيارة.
وتبعث زيارة بابا الفاتيكان لمصر 4 رسائل للعالم: أولها التأكيد على أن مصر بلد آمن ودعم جهود الحكومة في محاربة الإرهاب، وثانيها دعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، وثالثها التأكيد على أهمية حوار الأديان عبر المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، إلى جانب البعد الرعوي للزيارة وهو خاص بالكنائس الكاثوليكية بمصر.
زيارته بابا الفاتيكان تستمر 27 ساعة
من المقرر أن يصل البابا فرنسيس ظهر اليوم، الجمعة، في زيارته التي تستمر 27 ساعة، حيث من المقرر أن يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما سيشارك في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، حيث سيلقي كلمة في الجلسة الختامية مع شيخ الأزهر.
يحضر بابا الفاتيكان حفلا تنظمه الرئاسة المصرية على شرفه في أحد فنادق القاهرة بحضور كبار المسئولين المصريين، وعقب الحفل سيزور البابا فرنسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث سيلتقي بالبابا تواضروس الثاني، ويعقد اجتماعا مع مجلس كنائس مصر، وسيرأس قداسا في الكنيسة البطرسية لإحياء ذكرى ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع بها في شهر ديسمبر الماضي، وراح ضحيته 28 شهيدا.
وفي اليوم الثاني للزيارة، سيرأس البابا فرنسيس قداسا يشارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، في ستاد الدفاع الجوي بمحور المشير طنطاوي، وسيعقد اجتماعا مع كهنة الكنيسة الكاثوليكية بمصر، قبل أن يغادر القاهرة عصر السبت.
وسيلتقي البابا فرنسيس بالرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية الذي نجا من تفجير كنيسة في الإسكندرية خلال الاحتفال بأحد السعف قبل ثلاثة أسابيع.
ومن المتوقع أن يلقي البابا فرنسيس كلمة خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في إطار جهود لتحسين العلاقات مع المؤسسة التي يعود تاريخها لأكثر من ألف عام بعد أن قطع الأزهر الاتصالات مع الفاتيكان عام 2011 بسبب ما اعتبره إساءات متكررة للإسلام من جانب البابا بنديكت الذي كان يتولى البابوية قبل البابا فرنسيس.
ويحضر بابا الفاتيكان حفلا تنظمه الرئاسة المصرية على شرفه في أحد فنادق القاهرة بحضور كبار المسئولين المصريين، وعقب الحفل سيزور البابا فرنسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث سيلتقي بالبابا تواضروس الثاني، ويعقد اجتماعا مع مجلس كنائس مصر، وسيرأس قداسا في الكنيسة البطرسية لإحياء ذكرى ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع بها في شهر ديسمبر الماضي، وراح ضحيته 28 شهيدا.
البابا تواضروس وبابا الفاتيكان سينهيان خلافًا «سر المعمودية»
ذكر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، في بيان له، أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سيوقعان اتفاقًا ينهي الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية حول إعادة «سر المعمودية».
ووفقًا لبيان المجمع الذي نشره الأنبا رفائيل، سكرتير المجمع المقدس، على صفحته على «فيس بوك»، فإن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية ستوقعان بيانًا خلال زيارة البابا فرانسيس لمصر ينهي الخلاف حول هذا الأمر.
وأضاف المجمع، في بيانه: «نستنكر الأقوال الكاذبة والشائعات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي صارت بلا قراءة لأي نص يخص البيان الذي سيتم توقيعه في زيارة بابا روما بخصوص المعمودية».
وذكر البيان أن «النص الذي سيتم التوقيع عليه هو «طاعة لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلى المسيح من أجلها، نحن اليوم البابا فرانسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعي جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستنا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة في نيقية والقسطنطينية وأفسس، نطلب من الله الأب أن يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري».
الزيارة تأتي لتحدي الارهاب الغاشم
تأتي الزيارة في وقت مؤلم لأقباط مصر، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، بعد ثلاثة أسابيع من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين وأوقعا 45 قتيلا.
وعقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، شكك البعض في إتمام زيارة بابا الفاتيكان لمصر، إلا أن البابا فرنسيس أكد إصراره على إتمام الزيارة في موعدها ووفقا لجدولها، في تأكيد منه على شعار الزيارة أن مصر هي أرض السلام.
وجاء الهجومان بعد تفجير استهدف الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر كانون الأول وأسفر عن مقتل 28 شخصا وبعد موجة قتل أجبرت مئات المسيحيين على الفرار من محافظة شمال سيناء حيث تنشط جماعة موالية للدولة الإسلامية.
وأثرت هجمات داعش والصراعات الطائفية في العراق وسوريا سلبا على الاستقرار في الشرق الأوسط مهد السيد المسيح وموقع أقدم كنائس العالم.
ومنعت السلطات حركة السيارات قرب سفارة الفاتيكان في القاهرة ومواقع أخرى وطوقتها ولم تسمح للمشاة بالتحرك في هذه المناطق.
وقال الأب بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية التي يتبعها معظم أقباط مصر “مع كل الألم الذي نتألمه من أجل كل دم سفك… إلا أننا واثقون من أن الدولة تقوم بخطواتها القوية لمنع الإرهاب وحماية الكنائس”.
وتابع “من مصلحة الدولة أن تؤمن رعاياها. والأقباط ليسوا أناسا مستقلين، لكنهم جزء من صلب الوطن ومن عمق الوطن نفسه”.
وفي رسالة بالفيديو بعث بها بابا الفاتيكان إلى المصريين وبثتها الكنيسة الكاثوليكية اليوم، أعرب البابا فرنسيس عن سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر، وقال: “يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة”.
وأضاف: “يا شعب مصر الحبيب، السلام عليكم، بقلب فرح سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء وحيث أسمع الله صوته لموسى.. إني لسعيد حقا أن آتي كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التي هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة”.
الشخصية المعتدلة لشيخ الازهر تعزز العلاقات
للفاتيكان علاقات متميزة مع الدولة المصرية؛ إذ زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الفاتيكان عام 2014، والتقى البابا فرنسيس، وفي العام الماضي زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الفاتيكان والتقى البابا فرنسيس ودار حوار مثمر بين الجانبين حول الحوار بين الأديان، كما أنهت تلك الزيارة القطيعة بين الأزهر والفاتيكان التي استمرت 7 سنوات بسبب تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام.
ويقول مساعدو البابا فرنسيس إن الطيب بشخصيته المعتدلة سيكون حليفا مهما في إدانة التطرف الديني.
لكن الطيب يواجه انتقادات شديدة بسبب بطء وتيرة إصلاح الأزهر الذي يتهمه البعض في البرلمان والإعلام في مصر بالتقاعس عن التصدي لجهات دينية يرون أنها تشجع على التطرف.
وهم يقولون إن علماء الأزهر يقاومون جهود السيسي لتحديث خطابهم الديني.
وقال جابرييل سعيد رينولدز أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة نوتردام إن زيارة البابا لدولة غالبية سكانها من المسلمين وغالبية مسيحييها من الأرثوذكس تعكس التزامه بتحسين العلاقات الإسلامية المسيحية.
وكان رينولدز واحدا من بين 15 كاثوليكيا شاركوا في حوار عن التطرف الديني مع رجال دين مسلمين في القاهرة في فبراير شباط.