اهلا رمضان | بقلم د. روان عصام يوسف

تهل علينا نسمات الخير والبركات بحلول شهر رمضان المبارك أكثر أشهر السنة بركةً على الإطلاق، ففيه أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، وفية فرض الله الصيام، فهو أحد أركان الإسلام وسمى شهر رمضان المبارك بهذا الاسم رمضان لانه مأخوذ من الرمض و يعنى هذا فى اللغة العربية الحر الشديد و ذلك لعظم جزاء الصائمين لانهم يتحملون الجوع والعطش ونزل القرآن الكريم على خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم وفى القرآن الكريم أمر من الله سبحانه وتعالى الى المسلمين كافة بصوم شهر رمضان والامتناع عن الطعام والشراب وجميع ما نهى الله عنه وغير ذلك من الاذى والظلم وجميع الاشياء المعنوية التى تؤدى بالضرر والحاق الاذى بالاخرين.
فها هو شهر البركات يهل علينا يخيراتة وبنفحاتة التى تسر قلوبنا قما اكثر فضائل هذا الشهر الكريم ففي شهر رمضان الكريم تفتح ابواب الجنة و تغلق ابواب النار كما حدثنا رسول الله عن ابواب الجنة التى تفتح فى هذا الشهر الكريم و ان الشياطين تحبس فى شهر رمضان ويقل الشر ويكثر الخير وفى شهر رمضان المبارك يعتق الله رقاب كثير من عباده من النار وفى شهر رمضان يغفر للصائمين ويدخلون جنات ربهم ويعتقون من النار ولكن بشروط كما حدثنا رسول الله صل الله عليه وسلم فليس الصوم فقط شرط للعتق من النار ولكن يشترط ان يكون بجانبه الايمان.
ومن فضائل شهر رمضان المبارك ان به ليلة من اعظم الليالى ألا وهى ليلة القدر وهى ليلة تحدث فى العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك وفى ليلة القدر يكون العمل الصالح له عظم الثواب عن بقية الايام والليالى فهى ليلة مباركة ولقد أمرنا رسولنا الكريم بتحرى ليلة القدر لعظمها وعظم ثواب العبادة والدعاء فى هذه الليلة المباركة.
يمتاز شهر رمضان بصلاة التراويح، والتي تقرب العبد من الله وتجعله يسارع لنيل رضاه ومحبته، كما توفر جواً من الأمان له، كما أنه شهر مدراس القرآن والجود، حيث يقضي المسلمون ساعات عديدة في قراءة القرآن، هذا عدا عن أنه شهر صلة الأرحام، حيث يصل المسلمون بعضهم البعض، ويجتمعون على مائدة الطعام، وهذا ينعكس إيجاباً على حياة المسلم، فيهيء له سبل السعادة، والتوفيق، والراحة، والرضا، كما يفتح له أبواب الخير والرزق.
يعود شهر رمضان بالعديد من الفوائد الصحية على جسم الإنسان، ولعل هذا ما يجهله الكثير من المسلمين، حيث إنّه ينشط عمل الجهاز الهضمي ويعالج مشاكله المختلفة، ويعزز عمل الدماغ وينشطه، ويحسن من الحالة النفسية والمزاجية، ويساهم في إنقاص الوزن الزائد، وذلك من خلال حرق الدهون الزائدة في الجسم، كما يخلص الجسم من السموم والملوثات المتراكمة فيه، إضافة لذلك فهو يخلص الإنسان من العديد من العادات السيئة، والتي أبرزها تناول الأطعمة الجاهزة والتدخين.
وعلى هذا الأساس يعمق الصوم مفهوم الإخلاص ويثبته في وعي المسلم وسلوكه فهو يمسك عن المفطرات – المادية والمعنوية – طواعية وبصورة سرية لا يعملها إلا الله تعالى، وفي هذه الحالة يختفي عنصر الرياء والشرك الذي يدبّ – كما قيل – كدبيب النمل.
وما يعزز مفهوم الإخلاص أن الصوم يشترط فيه استدامة النية، فمجر التردد فيها كاف لإبطال الصيام!.. وهذا الأمر غير مضرّ في الصلاة مثلاً على الرغم من كونها عمود الدين!! لذلك من الممكن القول بانّ الصوم يمنحنا أحد معطياته التربوية الروحية متمثلة في إخلاص العبودية لله تعالى ودوام مراقبته في كلّ لحظة من لحظات حياتنا.
ومن الفوائد الروحية الجليلة للصوم غرس خلق المراقبة الذاتية في النفس، فالصوم واجب في رمضان، والاستحمام جائز أو واجب أحياناً، وفي حالات كثيرة يشتد العطش بالمسلم في نهار رمضان، ثم يلقي بنفسه بين الماء ليستحم، ويعمّه الماء من كلّ جهة، وهو شديد الحاجة إلى كوب منه يطفئ به ظمأه ويردّ عطشه، ولكنه لا يفعل مع أنه لا رقيب من البشر عليه، ولن يعلم أحد من الناس ما ارتكب وهذا الخلق نوع من التربية السامية يغرسه الإسلام في المسلم ليسير في الحياة مستقيماً، لا خوفاً من القانون فطالما استطاع كثير من الناس أن يخدعوا القانون، ولا خوفاً من الناس فطالما أفلت المجرمٍ من عيون الناس، ولكن خوفاً من نفسه ومن ضميرة ومن الله فنقول بايمان كبير شهر رمضان.. هو التحدي الأكبر بحق لامتحان الإرادة البشرية.. في الصيام والقيام وعمل الخير وتنقية النفس من أخطائها الكثيرة.