ثقافة وفنونعاجل

اليونسكو تحتفل باليوم العالمي للغة العربية الاربعاء المقبل

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، بعد غد الأربعاء، اليوم العالمي للغة العربية 2019، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار “الذكاء الاصطناعي واللغة العربية”، ويهدف إلى معرفة مقدرة الذكاء الاصطناعي في التعامل مع اللهجات العربية المتعددة والمتباينة في البلد الواحد وفي البلدان المتعددة، وأن يتجاوز صعوبات تعدد اللفظ الواحد في اللهجات المختلفة.

وتحتل اللغة العربية المرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، فيما اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات انتشاراً، بين جميع اللغات، بينما تتقدم العربية على جميع لغات العالم بعدد المفردات التي تجاوزت الاثنى عشر مليون مفردة، الأمر الذي انعكس غنى ومرونة فائقة فيها، وقدرة على التعبير والوصف وقابلية على اكتشاف المعادلات اللغوية المناسبة من اللغات الأخرى، بحسب بحوث ودراسات مختلفة.

واللغة العربية يتكلم بها أكثر من 400 مليون عربي، فضلاً عن أن ملياراً ونصف المليار من المسلمين حول العالم، يحتاجون إلى استعمالها في شؤون شتى، خاصة في ما يتعلق بالقرآن الكريم والعبادات والشعائر والسنة النبوية الشريفة ومختلف فروع الفقه الإسلامي، فضلا عن تاريخ الأدب العربي الذي يضم مئات المجلدات والمصنفات والتراجم والآثار الأدبية والعلمية على مختلف فروعها.

ومن المقرر أن يجتمع خبراء وأكاديميون وفنانون وممثلون عن مؤسسات متخصصة خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لمناقشة الموضوعات التالية: “تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها؛ حوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي؛ إطلاق التقرير الإقليمي بعنوان “اللغة العربية بوصفها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها”.

وسوف ينظم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام، بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.

وقد وقع الاختيار على يوم 18 ديسمبر، يوما عالميا للغة العربية، كونه تاريخ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتخذ عام 1973، بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة، في بيانها المعلنة فيه اللغة العربية لغة رسمية، “إن الجمعية العامة للأمم المتحدة”تدرك ما للغة العربية من دور مهم في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته”.

وقررت الأمم المتحدة في عام 2010، الاحتفال بلغات أعضائها الرسمية، وحددت يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية. وكان أول احتفال باليوم العالمي للغة العربية في عام 2012، ودعت فيه إلى الترويج الرسمي والأممي للغة العربية في هذا اليوم.

وتعتقد اليونسكو، بإبداع اللغة العربية، مؤكدة أن في العربية “آيات جمالية تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.

وتعد اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية الست لمنظمة الأمم المتحدة ويتكلمها ما يزيد على 420 مليون شخص، وتنطوي اللغة العربية على ثلاثة أنواع: “اللغة العربية الفصحى؛ واللغة العربية الفصحى الحديثة؛ واللهجة العربية”.

ويتعلّم الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم اللغة العربية الفصحى لأسباب شخصية أو مهنية، لا سيما لفهم الكتب الدينية والأدب العربي.

ومنذ أكثر من عقد، يسعى علماء الكمبيوتر والباحثون في مجال العلوم الإنسانية لإنتاج برامج كمبيوتر بإمكانها قراءة النصوص العربية بدقة وتحويلها إلى الصيغة الرقمية، وهي مهمة لم يتمكنوا من تحقيقها حتى وقت قريب، لكن الذكاء الاصطناعي بدأ بتغيير ذلك، ما يتيح إمكانية جعل الحصول على أرشيفات من الصحف والمجلات والكتب متاحًا للجميع على الانترنت.

وقد شهد مجال معالجة اللغة الطبيعية ظهور بعض التقنيات المتقدمة لتمثيل المعنى الدلالي للنصوص، خاصةً مع ظهور جيل جديد من أساليب التعلم العميق، بما في ذلك تقنيات “ورد تو فيك (word2vec)”؛ و “إنفيرسانت” (InferSent)؛ و”يوز” (USE) ؛ و”إيلمو” ELMO.

كما بذلت بعض المحاولات لتدريب متصفحي الكلمات على تحقيق أداء أفضل للمهام اللغوية العربية، غير أن التمثيل على مستوى الجملة لا يزال مجالًا غير مستغل بشكل كبير، بالرغم من وجود إمكانيات للاستفادة من هذا التمثيل فيما يتعلق بالوحدات النمطية الأخرى لمجال معالجة اللغة الطبيعية، مثل وحدة الكيان المسمى، ووحدة تصنيف أجزاء الكلام، ووحدة التحليل النحوي، ووحدة استبانة الدقة.

وقد استطاع فريق من الباحثين في جامعة نيويورك أبو ظبي ابتكار واجهة إلكترونية عامة تعرف باسم: “برنامج التعرف التلقائي على اللهجات العربية” (ADIDA)، وهو برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي لتصنيف اللهجات العربية المختلفة في 25 مدينة على امتداد الوطن العربي.

وقد شارك في هذا العمل باحثون آخرون من مؤسسات تعليمية مختلفة، وكان مجموع المشاركين فيه 55 شخصا من متخصصي اللسانيات ومحبي اللهجات في الـ25 مدينة، بالإضافة إلى مجموعة من المبرمجين وباحثي الذكاء الاصطناعي.

والبرنامج يعمل عن طريق قيام المستخدمين بإدراج نص باللغة العربية إليه، فتظهر لهم خريطة جغرافية للوطن العربي تبين المدن التي تستخدم هذا النص من ضمن الـ25 مدينة، ثم يعرض المدن الخمس الأولى التي يحتمل أن تستخدم هذا النص بجانب اللغة العربية الفصحى.

وتحتوي قاعدة معلومات البرنامج على 100 ألف جملة مترجمة من الإنجليزية أو الفرنسية إلى لهجات المدن الـ25، وتحتوي كذلك على 12 ألف جملة في العربية الفصحى، ويبلغ عدد الكلمات المستخدمة في كل الجمل نحو 800 ألف كلمة، كما تم بناء قاموس متعدد اللهجات يحتوي على 47 ألف مفردة، ولم يكتفِ الباحثون بلهجة واحدة من كل دولة، بل اعتمدوا أكثر من لهجة داخل الدولة الواحدة، ففي مصر مثلاً اختاروا اللهجات الخاصة بمدن القاهرة والإسكندرية وأسوان، وفي العراق اختاروا لهجات الموصل وبغداد والبصرة، والسبب وراء أنهم يهتمون بلهجات المدن نفسها وليس الدول هو أن هذه اللهجات تختلف اختلافاً ملحوظاً عن بعضها البعض.

وقد جاءت هذه المبادرة في ظل عدم استيعاب المواطن العربي لجميع لهجات الدول العربية، رغم كونها جميعا منبثقة عن اللغة العربية الفصحى. وتهدف المبادرة، إلى إيجاد حلول عملية تمكن المواطنين العرب من فهم بعضهم البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى