آراءشويّة دردشة

الى متى يظل منصب وزير السياحة شاغرا ؟| بقلم وليد عبد الرحمن

كان الراحل الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة يتحدث دائما فى المؤتمرات والاحاديث الصحفية والإعلامية كافة عن أهمية السياحة وأنها ( قاطرة التنمية فى مصر ) وهو التعبير الذى ارتبط لسنوات عدة بصناعة السياحة التى ترتبط بها أكثر من 70 صناعة اخرى ولها دور هام وأساسى فى علاج مشكلتى البطالة والفقر.

واذا تحدثنا عن باقى الوزراء الذين تولوا المنصب بعد الوزير البلتاجي وحتى الوزير يحيى راشد مرت السياحة بالعديد من الأزمات وكان كل منهم له دور هام وبارز وسريع فى التعامل مع الأزمة وحلها أو إزالة آثارها بصورة أو بأخرى .

ولكننا فوجئنا مؤخرا بعدم وجود دور من أى نوع لوزارة السياحة وبخاصة فى الأزمة الأخيرة الخاصة بوفاة سائحين إنجليزيين فى الغردقة، وفوجىء الجميع بصمت قاتل من السياحة استمر أربعة ايام من الحادث وتفاقم الأزمة وانتشارها فى وسائل الاعلام الأجنبية عن طريق شركة توماس كوك التى أوقفت رحلاتها الى مصر حتى انتهاء التحقيقات فى القضية واستجلاء الحقيقة، وللأسف أنهم اعتبروا انه يتم التعامل مع السياح باستهتار كما يتم التعامل مع الشعب المصرى أى أن الهجوم مضاعف على مصر و يحمل تشويها كاملا لها .

ولمزيد من الإبداع فى سوء التصرف وغياب التنسيق الحكومى الخاص قام مالك الفندق باخلاء الفندق من النزلاء 150 غرفة تم اخلاءهم فى ليلة واحدة اى اننا نتحدث عن قرابة 300 سائح يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم كله للإعلان عما دار ووزارة السياحة تغط فى سبات عميق !.

كنّا فيما مضى ورغم الانتقادات لاداء بعض الوزراء الذين تعاقبوا على تولى حقيبة السياحة نجد فور وقوع أى حادث تعامل فورى معه ومع آثاره ويتم عمل لجان إدارة أزمة فورية تتعامل فى البداية مع وسائل الاعلام المختلفة داخليا وخارجيا حتى احترفنا هذا العمل ونجحنا فى رأب الصدع فى القطاع والوقوف بقوة امام الضربات المتلاحقة من أعداء مصر والمنافسين لنا بنِسَب مختلفة لكن ترك القطاع تتطلامه الامواج لم يحدث ولم يتوقعه أحد.

غياب وزارة السياحة عن الحدث تماما مهما كانت المبررات وعدم التصرف وليس سوء التصرف غير مقبول وغير معقول ولا يرضى به أحد، والمحاولات المضنية الحثيثة التى تتم للإجهاز على هذا القطاع الهام عن طريق الاهمال وترك منصب وزير السياحة شاغرا منذ رحيل الوزير يحيى راشد عن الوزارة امر ينذر بعواقب وخيمة تؤثر جملة وتفصيلا على سمعة مصر سياحيا وسياسيا ولن تتمكن شركة Jwt و Pod فى السيطرة على آثارها لان أداءهما معدوما وليس ضعيفا فقط رغم قوة الشركة الاولى ولكنها لم تنجح سياحيا ومن الواضح ان الثانية تتولى الامر مجاملة فقط لانها بلا هوية وبلا نتائج .

يا سادة الترويج الدائم لفكرة أن صناعة السياحة صناعة حساسة وتتأثر بسرعة باى حادث ما هو الا حجة واهية للإجهاز على تلك الصناعة وتدميرها والقضاء عليها قضاءا تاما، ومحاولة البعض الصاق ما يحدث فى القطاع برؤية القيادة السياسية مرفوض جملة وتفصيلا ومبرر سخيف لان القيادة السياسية حريصة تماما على النهوض بمصر وكل قطاعاتها واقتصادها وتبذل الغالى والنفيس من أجل نهضة مصرية حقيقية فى كافة المجالات فما بالك بقطاع كالدجاجة التى تبيض ذهبا بسهولة ولكن بإدارة مهنية .

قولا واحدا، الحادث الذى وقع لم يكن ارهابيا وليس جنائيا ولكن تركه وعدم التعامل معه او مع آثاره الا بعد خراب مالطة ادى إلى تفاقم الازمة وانفجارها فى وجه الجميع وبدانا البحث عن كيفية إنقاذ مصر من الهاوية التى وقعت فيها نتيجة صمت الحملان الذى تتبناه وزارة السياحة.

أرجوكم يجب الا يظل المنصب شاغرا كل تلك الفترة والكفاءات السياحية داخل الوزارة وهيئة تنشيط السياحة كثيرة وخارجها ايضا ولكن تعمد استبعاد الجميع من المشهد السياحى وإقصاء البعض الاخر غير مفهوم وغير مقبول مطلقا.

انقذوا صناعة السياحة أو اعلنوها صراحة … لا سياحة فى مصر وتكفينا رحلات الحج والعمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى