الوسطية والسلام والتطرف والارهاب | بقلم شيرين خالد

إنّ مانمر به الآن على المستوى المحلي والعربي والعالمي من هجماتٍ إرهابية غاشمة يستدعي صحوةً وتنبهاً كبيرين فلم تَعُد هناك دولة مستهدفة دون أخرى.
فقد تفشى هذا العدوان الأسود ليشمل الشرق والغرب ولعلنا نجد في أحداث ١١ سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية وأحداث ١١ مارس في مدريد وماعانت منه الجزائر والعراق ولبنان وأصبحت تعاني منه سوريا واليمن وغيرهم من بلدان العالم وماحدث خلال الآونة الأخيرة بألمانيا وتركيا والسعودية من أعمال إرهابية راح ضحيتها مئات بل وآلاف وملايين الأبرياء.
فإلى أي شئ يستند هؤلاء في فكرهم وإن أؤمن بأن من ينفذ تلك الأعمال ليس له فكر بل هو “مثل الحمار يحمل اسفارا” فهم لا يستمعون وإن استمعوا لا يدركون إنهم فقط يطبقوا ما يتلقون من أوامرٍ وتعليمات فهم من بايعوا رؤوس الشر عليهم أولياء ولولي الأمر طاعته وإن كان هو العدو الاول لما يدعون، فشلت قوة الحرب والسلاح ان يصل أعداؤنا إلى ما يريدوا فاختاروا أن يسلطوا علينا من هم منا من ضعاف النفوس مستغلين نبتة الشر التي زرعها البائس حسن البنا بإنشائه لجماعة الإخوان عام ١٩٢٨ والتي لها من التاريخ الأسود الذي يستند إلى العنف والتطرف ما يجعلها هي زعيمة لما عقبها من حركات وجماعات إرهابية متطرفة منبثقة من عباءتها فنجد مرجعية الحركات والجماعات الإرهابية جميعا تتفق عند كتابات أبناء حسن البنا وجماعة الإخوان أمثال سيد قطب وأمثاله من الحركات المتعاقبة مثل ” صلاح سرايه و شكري مصطفي و محمد عبد السلام فرج و اسامةبن لادن وأخيرا أبو بكر البغدادي وغيرهم من حركات مغايرة في المرجعية لكن متفقة في الفكر أمثال الخميني ” جميعهم لهم نفس المرجعية التي تحلل الدماء وتبيح العنف والإرهاب كما في كتابات سيد قطب التي اتخذت من كتابات وآراء ” ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ” مرجعا والتي تعد هي الآن مرجعا لجميع الجماعات المتطرفة التي تزعم دفاعها عن الإسلام وسعيها لنصرته ونشره وهو براء منهم.
ونجد مثالا مثيرا للريبة والحيرة من التاريخ لزعيم كيان الإخوان حسن البنا عندما استشرى أتباعه وعاثوا في الأرض مفسدين وروعوا الآمنين وحرقوا المحال والمنشآت ونظموا سلسلة من الاغتيالات الممنهجة عام ١٩٤٨ ومنها اغتيال النقراشي والخازندار.
فنجد عندما حُلّت الجماعة وتم أإلقاء القبض على ما يزيد من ٤٠٠٠ عنصرا مخربا منها نجد حسن البنا المعلم والمؤسس والقائد الذي جمع هؤلاء المجاهدين على حد قناعتهم متبرئاً منهم معلناً هذا في بيانين له الاول “بيان للبيان” والثاني “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين” فنجده منددا بما فعلوا ويحضرني هنا قول المولى عز وجل ” كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين”
ونجد هنا خوف حسن البنا وطلبه لود الحكومة وإن كان هذا عن طريق التبرأ من أتباعه مبررا لديه لأنه ليس صاحب عقيدة لكنه صاحب مصلحة، كما نجد أن اقتران المتطرفين والحركات الإسلامية وفق زعمهم أمثال ” الفنيه العسكريه والتكفير والهجرة والجهاد والقاعدة ومن هم علي فكرها بوكو حرام وأخيرا داعش ولا ننسى غيرهم من الجماعات السياسية أمثال حماس وحزب الله ” بأهداف ومطامع سياسية ومصالح محلية وعالمية يتحكم بها حماة الشر الذي يريدون السيطرة على العالم من دون عناء، فقد اخفقوا في ذلك بقوة السلاح فاستعاضوا عنه بالمؤامرة والدسائس وخلق الصراعات والنزاعات والفتن لتحقيق مخططاتهم التقسيمية لإضعاف وإنهاك قوة فرائسهم من الدول على مستوى العالم ولا سيما محط أنظارهم دوما الدول العربية وأولها مصر.
وإن نظرنا بشئ من الحكمة والموضوعية وبحثنا في الرسالات السماوية نجدها جميعا تدعو للمحبة والسلام ونبذ العنف إذاً من أين استمد سيد قطب وغيره من أحبارهم وخلفائهم مرجعيتهم وإيمانهم الشديد الذي ينقلونه للناس زيفا أنهم على حق؟
لا اعتقد بأنه من شئ سوى المال والمصالح التي تجعلهم يسخرون ضعاف العقول والنفوس والعلم والدين لصالح خدمة مصالحهم واغراضهم الدنيئة ولعلنا إذا تنبهنا قليلا لبعض التساؤلات المنطقية سنصل إلى باب حل حقيقة تلك الظاهرة ومنها : ــ من يدل هؤلاء على الزج بأنفسهم إلى الموت في سبيل الجنة ونصر الله لماذا لم يستأثروا هم لأنفسهم بهذا الشرف الكبير على حد قولهم ؟ _ من أين تُضَخ تلك الأموال الطائلة التي تمول الإرهاب على مستوى العالم ولأي صالح تعمل تلك الأموال ؟ _
إذا كانوا يدافعون عن الإسلام كما يقولون فأين هم من : * خلق الرسول صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي الذي كان يتعمد أذاه كل يوم وهو في طريقه للصلاة وعند تغيبه عن أذاه يوماً زاره النبي للاطمئنان عليه في مرضه ؟
* أين هم من تعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقرآننا الحنيف حتى في خلقنا في الحرب وضوابطه الدينية التي تفرض علينا ” ألا نبدأ بالعدوان، وألا نقتل طفلا او امرأة أو شيخا، وألا نقطع او نحرق الأشجار ولا نقتل الحيوانات، وألا نهدم البيوت أو نعتدي على دور العبادات” أين هم من هذا وهم الذين يبقرون بطون الحوامل ويستحلون أعراض النساء ويهدمون بيوت الله ويقتلون قرى كاملة دون أن ترف لهم أجفان في وحشية وخسة.
أين هم من تعاليم نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام في خطبته الشهيرة على الجبل : ” لا تقاوموا الشر بمثله، بل من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الخد الآخر … أحبوا أعداءكم وصلوا لأجل الذي يسيئون إليكم ويضطهدونكم”. ؟
_أين هم من رسالات الانبياء وآيات قرآننا الكريم التي تنشر السلام والمحبة وتنبذ العنف والعدوان والكراهية ؟
_لماذا تفشى هذا الوباء الآن بهذا الشكل الكبير وفي أي تربةٍ نمى وترعرع ؟
جميعها تساؤلات تؤدي لطريقٍ واحد وهو ” أن الإرهاب لا دين له سوى المال والمصالح” .
ولعل في النصوص التي سأسوقها إليكم الآن وهي مقتبسات من كتب ” الخطر اليهودي _ بروتوكولات حكماء صهيون ” ترجمة محمد خليفة التونسي ” والمجمعة في كتيب “بروتوكولات حكماء صهيون وارتباطها بالمطامع التاريخية بالعالم” ١”ٰ باباً آخر وطريقاً للعقول المستنيرة لإدراك حقيقة الأحداث يلأنه من الظلم الحقيقي أن لا يتنبه كل عاقل وغافل لما يحدث حوله وما يفعل بيديه لتدمير ذاته تنفيذا لخطط وضعها الأعداء منذ عشرات الأعوام التي ليست بالقليلة لعلها تفتح آفاقا أوسع لإدراك خطورة ما نمر به الآن ومدى خطورة التهاون في التعامل معه.
أولاً : البروتوكول الرابع:(الماسونية وأسلوب تفتيت الشعوب والسيطرة عليها)
البند الثاني ص٧ من كتيب “١”
” من ذا وماذا يستطيع أن يخلع قوة خفية عن عرشها ، هذا هو بالضبط ماعليه حكومتنا الآن، إن المحفل الماسوني المنتشر في أنحاء العالم ليعمل في غفلة كقناع لأغراضنا إن مانحققه من فوائد من هذه القوة في خطة عملنا وفي مركز قيادتنا، ماتزال على الدوام غير معروفة للعالم كثيرا”.
البروتوكول السابع : ( دور الفتن والمنازعات لتفتيت الشعوب وإستعبادها ) البند السادس من نفس الكتيب ص ١٢ ” بإيجاز من أجل أن يتحق استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في اوروبا سوف نبين قوتنا لواحدة منها، متسلحين بجرائم العنف، وذلك هو مايقال له حكم الإرهاب وإذا اتفقت الدول جميعا ضدنا، فعندئذ سيكون الرد عليهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية “.
وختاماً ” إنني مصرية عربية انتمي لبني آدمَ أرفض الظلم والإرهاب وأندد بهذا الظلام الذي يقطن العقول والقلوب قبل أن يحمل النيران والدمار، إنني مصرية عربية ذات قلب مثل غيري من بني وطني يحمل المحبة والسلام والتسامح والإخاء لن أسمح أن تقتلوا أخوتي باسم الدين فديني يرفض عدوانكم وهو برئ منكم.
لن يستطيع عدوانكم البغيض أن يقهر عقيدتنا الراسخة في حب الوطن والزود عنه فهي فطرةٌ جُبِلنا عليها سنظل دائما وأبدا محبين للخير ناشرين للمحبة والسلام كما تعلمنا من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام ومن قبلهما انبياء الله جميعا الذين أتوا ليزيلوا غبار الجهل والظلام وينيروا القلوب بالمحبة والإيمان، سنظل صامدين في وجه إرهابكم ولن تتمكنوا منا باذن الله سنحاربكم بفكر مستنير وعقل أناره العلم والدين وقلب يحمل صفة الآدمية السوية، سنقاوم غزوكم بنشر المحبة والسلام وسنظل يداً واحدة ووطناً واحداً على قلب رجلٍ واحد وبقيادة حكيمة وجيش يزود عن ثرانا بأرواحه وشرطة تسهر على حمايتنا، نعلنها بكل ثقة لن تتمكنوا منا ولن تصلوا لغاياتكم الدنيئة.