ثقافة وفنون
«النمنم»: المثقفون يعبرون عن تطلعات الشعب في الحصول على دولة مدنية حديثة
قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، إنه لا يرى مستقبلًا كبيرًا لجماعات الإسلام السياسي في مصر، وخاصة بعد تجربة الإخوان السيئة في الحكم، والنفور الشعبي ضدهم، مضيفًا، “هؤلاء لن يغيروا توجهاتهم، الفرصة كانت سانحة أمامهم للتغير قبل 30 يونيو، ولكنهم أصروا على عدم التغيير، كما أنهم لم يراجعوا فكرة واحدة من أفكارهم طوال تاريخهم السياسي”.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية أمل الحناوي، عبر فضائية “RT”، وأوضح النمنم، أن الهوية المصرية متعددة ومتنوعة، فمصر أفريقية القارة، وآسيوية الجوار، ومتوسطية، وعربية بحكم الثقافة، واستطاعت بعظمتها جمع كل هذا في سبيكة واحدة.
وشدد الوزير، على أهمية ودور الأزهر والكنيسة المصرية والأحزاب والبرلمان والإعلام والمثقفين بمختلف أفكارهم، في الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية.
وعن دور الوزارة في نشر الثقافة في كل أرجاء مصر، أكد “النمنم”، أن الوزارة تسعى لتحقيق العدالة الثقافية من خلال امتداد المنظومة الثقافية لكل أقاليم مصر وكل المحافظات، وألا تكون حكرًا على العاصمة الأولى “القاهرة” أو الثانية “الإسكندرية”، بجانب مواجهة أفكار التشدد والتطرف التي انتشرت في الفترة الأخيرة بين مجموعات الشباب،
وأوضح أن ظاهرة التطرف ليست وقفًا على مصر فقط ولكنها ممتدة إلى معظم المنطقة العربية، وبدأت تظهر في أوروبا ونحاول، ونعمل على مقاومة هذا المد من التشدد بنشر الكتب والأفكار العقلانية والتنوير بجانب إتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص للأجيال الصاعدة في مجالات الإبداع والثقافة المختلفة، لأن هناك جيلًا كبيرًا تم تهميشه ويجب أن يحصل على فرصته.
وعن كيفية مواجهة ضعف الاعتمادات المالية للأنشطة الثقافية، قال: إن الثقافة تعمل على عدة مستويات من خلال التعاون مع كل الجهات الحكومية كالتعليم والشباب والتضامن والسياحة والآثار وغيرهم، واستطاعت من خلال ذلك تجاوز الكثير من الصعوبات والمعوقات المالية، كما تحاول الوزارة الاعتماد على المجتمع المدني في مجال العمل الثقافي.
وفيما يتعلق بالمرأة.
وأكد “النمنم” أن هناك اهتمامًا كبيرًا بوعي المرأة في الأجندة الثقافية وغيرها، وهناك 4 وزيرات في الحكومة، بجانب و89 نائبة في البرلمان، بجانب نائبات المحافظين، كما أن هناك لجنة خاصة بالمرأة صمن لجان المجلس الأعلى للثقافة.
وأكد الوزير، على أهمية ثقافة التظاهر، موضحًا أن التعبير عن الرأي نوع من الثقافة المتنورة، والثقافة لن تزدهر بدون حرية التعبير عن الرأي والأفكار.
وقال “النمنم”: إن قانون التظاهر يجيز التظاهر بشروط، فالتظاهر حق من حقوق المواطنة، والأحاكم الصادرة بحق البعض أمام القضاء ليست بسبب التظاهر.
وحول لقاء الرئيس السيسي بالمثقفين، أكد حرص الرئيس على لقاء المثقفين ليتعرف على ما لديهم من آراء باعتبارهم طليعة المجتمع، لافتًا إلى أن الرئيس والمثقفين تبادلوا العديد من الأفكار والآراء في قضايا الحريات وأزمة الإعلام في مصر، وبعضهم اشتكوا لـ”الرئيس” الفوضى الإعلامية، فيما رفض “الرئيس” التدخل في هذه القضية
وقال: “هذا أمر يتعلق بحرية الإعلام”، كما أكد لهم أنه مع الحريات كاملة وخاصة التظاهر وغيره ولكن مصر تواجه جماعات إرهابية تخرب البلد وأزمة في التنمية والسياحة والاقتصاد، ونريد أن ندير التنمية والاقتصاد.
وأشار وزير الثقافة، إلى أن المثقفين يعبرون عن تطلعات الأمة والشعب ويحلمون ببناء دولة مدنية حديثة، تعطى مجالاً واسعًا لمفهوم الحرية السياسية والفكرية وغيرها.
ولفت إلى أن المثقف في مصر كالمثقف في أي مكان في العالم، وكل مجموعة تختار الفكرة والدور الذي ترتضيه، سواء سياسي أو ثقافي أو برلماني، فلا يجوز وضع المثقف في قالب جامد لأنه بهذا سيصبح موظفًا.