حواراتعاجل

النمر الأسود ” محمد عطية “

حوار .. شيرين خالد

وطن يقهر الصعاب مرفوع الهامة، على مدار أعوام وقرون مضت سطر التاريخ قصصا لانجازات أبنائه، فمن رحم المعاناة تولد الارادة والتحدي.

“مصر اسم كبير على مر العصور وتاريخها تحترمه الدول ” كلمات أحس بها بطلنا المصري الهوى والهوية ثم نطق بها ورددها كثيرا وفي مواضع مختلفة أثناء لقاءي المثمر والشيق معه والذي كان بمثابة وميض ضوء وجب نقله لأقراني ممن لديهم الأمل في مستقبل وحياة أفضل، رحلة من أرض الأهرامات للحضارة الأوروبية سعيا وراء تحقيق الذات، بدأ حياته من الصفر، ثابر ليحظى بمكانة رياضية واجتماعية واقتصادية بل وسياسية كبيرة في بلد لم يكن يعلم به سوى أقل القليل.

بطلنا هو المستشار الاقتصادي محمد عطية البطل الحقيقي لفيلم النمر الأسود الذي جسده الراحل المبدع أحمد زكي وقد تم تغيير بعض الأمور بقصته مع تغيير الاسم الى” محمد حسن بدلا من محمد عطية لزيادة الحبكة الدرامية.

ولد محمد عطية بقرية من قرى محافظة الشرقية عام 1949وكان والده عمدة، سافر بنية العمل في الخارج عندما وصل التاسعة عشر من العمر مع صديق له بغرض معلن وهو السياحة، بدأ من النمسا ثم الى ألمانيا وعمل في أحد المصانع الصغيرة التي التحق بفريقها االرياضي للملاكمة ومن هنا ظهرت موهبته التي استحقت الدعم فانتقل الى نادي “بايرن ليفركوزن” وبدأ طريق البطولة، فاز ببطولة ألمانيا خمس مرات متتالية فلقب بالنمر الأسود الى جانب العديد من الألقاب الأخرى.

حاليا يعد من كبار المستثمرين في ألمانيا ويشغل منصب رئيس الجمعية المصرية الألمانية في هانوفر الى جانب كونه رئيسا للبيت المصري بألمانيا ، رئيسا للاتحاد العام للمصريين بألمانيا ومستشارا اقتصاديا له علاقات مع كبار رجال الدولة والسياسيين والاقتصاديين في ألمانيا والنمسا وعدد من الدول الأخرى.

بدأ رحلته رياضيا وانفتح على عالم الشخصيات العامة والبيزنس فاستغل علاقاته ليعمل في شركة بايرن للأدوية ، ثم بدأ بشراء المطاعم ليصل لشراء سلسلة محلات تجارية ثم ليصبح من كبار المستثمرين بألمانيا.

رغم قضاؤه معظم حياته بالخارج الا أنه دائم الحنين للوطن ، يمتلك مزرعة بمسقط رأسه ويداوم على زيارة مصر شهريا.

حينما عرضت عليه الجنسية الألمانية رفض التخلي عن جنسيته المصرية مشيرا لانه يطمح للعودة واللعب باسم مصر ورفع علمها يوما ما وبالفعل كاد هذا أن يحصل في عام1974 حيث قام رئيس جهاز الرياضة آنذاك “يوسف ابوعوف ” بدعوته لتمثيل مصر في دورة مونتريال الاوليمبيية بكندا لكن لسوء الحظ تم الغاء الاشتراك من جانب مص وبعض الدول لبعض الأسباب ،لكنه وان لم يرفع علم مصر رياضيا الا انه كان ولا يزال ابنا بارا ومشرفا لوطنه.

عند الحديث معه تناولنا بعض الأمور الهامة وكانت له بعض الآراء في العديد من الأمور وبعض المواقف المؤثرة فيما يلي عرضا لبعض منها:

– عند سؤاله عن أحد الأعمال الفنية التي اشترك بها في ألمانيا ” مسلسل صديقي فريتز “

رد قائلا : عرض علي أحد المخرجين تجسيد دور السفير المصري بألمانيا في هذا المسلسل أمام نجمة ألمانيا الأولى آنذاك ” فيرونيكا فيردر” نظرا لشهرتي بألمانيا بسبب الرياضة وبالفعل وافقت وكانت تجربة رائعة.

– هل قابلتك صعوبات في تلك التجربة ؟ رد ضاحكا مستحضرا أحد المواقف عند طلب المخرج منه تمثيل أحد المشاهد لكنه رفض قائلا انه لا يستطيع لسببين وهما أنه يجسد دور سفير مصر وهذه مسئولية وطنية ، ثانيا حتى لا تتضايق زوجته.

وعند الانتقال بالحديث الى أسباب زيارته الدورية لمصر واذا ماكانت ثمة نوايا للاستقرار هنا والاستثمار:

“داومت على زيارة وطني منذ زمن بعيد وامتلك مزرعة بالشرقية بها بيت كبير جاءا مكافأة لزوجتي رحمها الله نظرا لحبها الشديد لمصر والطبيعة ،هنا أرضي التي أشعر دائما بالحنين اليها ، لكنني امتلك مشاريع وحياة ورفاق عمر بألمانيا وأبنائي حياتهم مرتبطة بها فمن الصعب الانتقال والاستقرار هنا ، والاستثمار يحتاج الانتقال الى هنا لمتابعة اعمالي لكنني امتلك بعض الاسهم بشركات مساهمة واذا احتاجت الي بلدي بشئ لن أتردد مطلقا وأقوم منذ زمن على تحسين التواصل المصري الألماني ودعم مصر بالخارج من خلال أشياء عدة “.

– ماهي رؤيتك للأحداث التي تمر بها مصر والخطوات التي تخطوها للاصلاح الاقتصادي؟

” العالم كله في صراع ومصر اسمها كبير كما أن الرئيس السيسي يفتح مجالات عديدة للعمل والخروج عن الصناديق والتعاونات مع الدول الأخرى وعلى المسئولين استغلال تلك الفرص ، وان شاء الله نحن على طريق الاصلاح لكن بحاجة دائمة وملحة لاستغلال والبحث عن ذوي الخبرات والكفاءات في المجالات المختلفة لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه الخطط كما نحتاج الى الاستغلال الأمثل لمواردنا البشرية وزيادة الجهود التفاوضية مع صندوق االنقد الدولي بالأخص في ظل الظروف الأمنية والحرب التي نخوضها ضد الارهاب.

– في حوار لك بالمصري اليوم بتاريخ 13يوليو 2007 كان لك بعض الآراء عن الجماعات الاسلامية وعن ثورة يوليو .

ابدأ بثورة يوليو وقد يحزنني بعض الأشخاص عند اتهامها بالفشل وانها سبب ما نحن فيه وأنا أرى وان كانت بها بعض السلبيات الا أنها كانت سببا في اعطاء الجميع الحق في التعليم وساهمت في انفتاح مصر على العالم.

أما عن الجماعات الاسلامية فأنا مصري مسلم أمارس شعائري الدينية لكنني كنت ولا زلت أرى أن الجماعات الاسلامية تسئ للاسلام ولا تمثله وكنت انتقد بالفعل واطلب حظر شعار “الاسلام هو الحل” لذلك جاءت ثورة الثلاثون من يونيو لتصحيح وضعا كان خطأ من البداية، واستطرد قائلا :- أمضيت خمسة وأربعين عاما بألمانيا ولا قيمة للاخوان هناك كما يروج البعض.

– لك رأيا متميزا في مشكلة الهجرة غير الشرعية ذكرته في أحد اللقاءات بالخارج هل تطلعنا عليه ؟

عن تعرض البعض أحد المرات وفي سياق غير رسمي بانتقاد مصر وافريقيا وبعض الدول العربية بسبب الهجرات غيرالشرعية التي يقوم بها البعض ، كان ردي منطقيا بأنه للجميع الحق في العيش والحياة اذا ضاقت به السبل والسبب في معاناة بلداننا هو الاستعمار الذي استنزف ثرواتها ومواردها وأغرقها في صراعات وظلام وعزلة لفترات كبيرة في حين استغلال دول لحضارتنا ومواردنا لبناء نهضتها الحالية ، وقد أرسلت مشروعا للسفير ” محمد حجازي ” تستعد فيه ألمانيا لتقنين بعض الهجرات لأعداد من العاملين وتدريبهم وتوظيفهم بمصانعها هناك ، كما كانت هناك مبادرة عام 2009مع وزيرة الهجرة حينها “عائشة عبد الهادي” في هذا الصدد.

– هل لا زال لديك مستشارك الصحفي المختص بأخبار مصر والوطن العربي ؟

بالطبع ويقرأ لي يوميا الصحف المصرية لابقى على تواصل دائم مع الأحداث هنا.

– ماهو شعورك عند قدومك الى مصر عام1998 مرافقا للرئيس الألماني “يوهانزراو”؟

كنت أشعر بالفخر ولا زلت أفتخر بالدعوات الرسمية المتكررة من كبار المسئولين بألمانيا للحضور في تلك الزيارات الهامة ومؤخرا كنت ضمن الوفد القادم مع المستشارة الألمانية ” ميركل ” في زيارتها الرسمية لمصر ولقاء الرئيس السيسي ، فأنا مصري وأسعد بتقدير الحكومة الألمانية لي.

– نصيحة تقدمها لشباب مصر من واقع خبرتك وتجربتك الناجحة ؟

شباب مصر والمصريين معروفين بالخارج ودايما بيحققوا نجاح في أي مكان بيروحوه

لكن يحددوا أهدافهم دايما ويستغلوا امكانياتهم وقدراتهم ، والنجاح ليس أمرا سهلا لكنه يحتاج لتعب وجهد وصبر كبير وان شاء الله مصرهتفضل دايما بخير بولادها شبابها المخلصين لكن لازم الاستعانة بخبرات الآخرين.

شكرا جدا لحضرتك وفعلا احنا دايما في حاجة لمعرفة قصص نجاح حقيقية بدأت من الصفر عشان تدينا أمل في بكرة ونتعلم منها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى