المفوضية الأوروبية تحذر ترامب من عواقب التشجيع على استنساخ «بريكست»
حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دولا أخرى للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على غرار بريطانيا، قد تشعل حربا في منطقة غرب البلقان.
وقال يونكر،في مقابلة حصرية مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية نشرت على موقعها الالكتروني اليوم السبت،إن تشجيع الرئيس الأمريكي لإنسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المعروف باسم “بريكست” كان “مزعجا ومفاجئا”، علاوة على أنه يظهر عدم دراية الرئيس ترامب بالتاريخ المعقد لأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن يونكر السياسي المخضرم في الشئون السياسية الأوروبية والبالغ من العمر 62 عاما، سلم تحذيرا مكتوبا في هذا الشأن لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عندما زار الأخير بروكسل الشهر الماضي.
وقال يونكر إنه طالب نائب الرئيس بعدم دعوة الآخرين للمغادرة، لأنه حال انهيار الاتحاد الأوروبي، فسوف يواجه حربا جديدا في غرب البلقان”.
وأعاد يونكر إلى الأذهان مجريات المشهد السياسي في أوروبا عام 1991، وبالتزامن مع نهاية الحرب الباردة، حيث تسبب تفكك جمهورية يوجوسلافيا السابقة في اندلاع حرب عرقية وحشية بين الصرب والكروات والبوسنيين والتي لم تضع أوزارها إلا بعد تدخل عسكري بقيادة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأضاف السياسي الأوروبي:”أنه من المهم للغاية أن نقدم لبلدان المنطقة فرصة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي.. فلو تركناهم وحدهم، سوف تشهد بلدان البوسنة والهرسك وجمهورية صربيا ومقدونيا وألبانيا حربا مرة أخرى”.
وخلال تناوله الغداء في غرفة الطعام الخاصة به في بروكسل للاحتفال بالذكرى الستين للتوقيع على معاهدة روما، التي أرست قواعد الاتحاد الأوروبي، تحدث يونكر عن التوتر في العلاقات عبر الأطلسى والتداعيات السلبية لإنسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد، واصفا إياها بـ”المأساة” التي لن تخلو من العواقب.
وأفاد يونكر بأن إجمالي فاتورة المملكة المتحدة ستبلغ حوالي 60 مليار يورو، وفقا لحسابات بروكسل والمفاوضات المرتقبة التي ربما تتصف بالصعوبة والتعقيد..وقال:”إننا نكتشف كل يوم مشاكل جديدة لم نكن نعرفها من قبل أو حتى تخيلناها…فالناس تعتقد أن بريكست هي النهاية.ولكن الحقيقة تؤكد أن بريكست ماهي الا البداية”.
وأردف يونكر يقول:”إن الرئيس ترامب أثار مخاوف الأوروبيين بمصطلح “أمريكا أولا”، فلأول مرة في تاريخ مابعد الحرب نجد رئيسا أمريكيا يعطي انطباعا بأنه لايهتم بشئون أوروبا”.
بدورها، أشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن رئيس المفوضية الأوروبية يعتزم زيارة واشنطن الشهر القادم، بيد أنه ليس متأكدا مما إذا كان سيلتقي الرئيس ترامب خلال الزيارة.