افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

المصريين اجدع ناس.. وبلدهم هي الأساس

افتتاحية بروباجندا

هو في ايه.. هي القيامة بجد خلاص ها تقوم.. وحصل ايه لمصر.. صحيح وقعت، وتاني مش ها تقدر تقوم، كان هذا ملخص لأحاديث الصباح والمساء في كل بيت وعلى موائد الطعام بل وفي الشوارع والمقاهي وداخل مقار العمل.

باختصار كان هذا تلخيص للمشهد الذي يسيطر على أحاديث المصريين طوال الأيام الماضية، والذي روجت له أبواق إعلامية مأجورة بالخارج، وجاهلة بالداخل.. حيث عمدت إلى تضخيم وتكبير حجم الأزمة دون التطرق إلى الوجه الآخر من الحقيقة.

ففي حين مارست هذه الأصوات “الحنجورية” رذيلة بث اليأس في نفوس الشعب عبر الحديث عن ارتفاع الأسعار وجنون الدولار.. نست تماماً أو تناست ابراز جهود الدولة في احتواء آثارها وامتصاص جزء لا يستهان به من وقعها للتخفيف عن كاهل المواطنين خصوصاً من البسطاء ومحدودي الدخل وتأمين وتوفير السلع الأساسية.

وهذه الحالة على الأرجح ما كان ينادي بها ويحذر من الوقوع في شركها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال أننا بصدد “معركة وعي” تقتضي من كل صاحب قلم أو رأي أو صوت مراعاة كل أبعاد الصورة خلال شرحها لرجل الشارع العادي.

ولتقريب الصورة أكثر فإنه من الملاحظ لجوء بعض وسائل الإعلام للخطاب “الشعبوي” المخل الذي يقوم على استدرار مشاعر الخوف والقلق بل والدموع، في المقابل المرور “كمرور الكرام أو اللئام” على الظروف الخارجية المحيطة بل والمتسببة في الأزمة الداخلية، فعلى سبيل المثال.. وفي حين ارتفعت أسعار بعض السلع في مصر خصوصاً المستورد منها.. لم تخل الأسواق من سلعة واحدة ضرورية ولم تشتعل أسعارها.

ومن يحتاج دليلاً دامغاً على هذا فما عليه إلا التجول بأحد الأسواق ليجد أسعار جميع الخضروات والفاكهة لم تزد جنيها عن قيمتها منذ سنوات.. فهل وجدت سعر الطماطم أعلى من 5 جنيهات مثلاً، وقس على هذا باقي أسعار جميع السلع.. فهل زاد سعر “رغيف العيش” قرشاً واحداً رغم أنه أصبح يتكلف أكثر من جنيهين وفق حركة الأسعار العالمية الجديدة.

صديق لي عائد مؤخراً من دولة الأردن الشقيقة أكد لي أن سعر زجاجة المياه الصغيرة (محلية لا مستوردة) أصبح 4 دنانير (حوالي 160 جنيه مصري).. آخر يحدثني من تركيا مؤكداً أن سعر 4 أقراص فلافل متوسطة الحجم ورغيفين عيش يتجاوز ما قيمته 150 جنيه مصري هذا بخلاف ما يحدث في بريطانيا العظمى ودول اوروبا.

الشاهد من الأمر أننا، وبدون الطعن في النوايا أو اللجوء للتخوين، ندعو قادة الرأي وكل مسئول في موقعه بالتحلي بأقصى درجات ضبط الخطاب الموجه للشعب بدلاً من تغليب خطاب “الصورة سودا” فبدلاً من ذلك لابد أن نمنح أبناء الشعب جرعة أمل تعينهم على العبور من الأزمة.. فما الذي يفيدنا إذا صدرنا مشهد “الدنيا هاتخرب” الذي يعتبر مصدر استرزاق وكسب ليرات ودولارات المتربصين ببلادنا الدوائر.

وفي واقع الحال.. لا أحد ينكر حساسية الموقف وصعوبة الظرف الصعب الذي تمر به بلادنا، لكن علينا أن نتمعن في كلمات الرئيس: هل لو بلدنا تعبت نتركها أم نتكاتف لانقاذها.

ويطيب لنا أن نذكركم بأن مصر طالما صادفت أوضاعاً أكثر صعوبة.. فلا ينسى أحد مشاهد الانفلات الأمني وجرائم الخطف والاغتيالات وحرق المؤسسات.. والتي تغلبنا عليها بفضل الله الحافظ لبلدنا الأمين ووحدة واصطفاف وصمود أبناء الشعب العظيم.

كلمة أخيرة

ستخرج مصر من عثرتها اقوى وتتجاوز أزمتها إذا أحببناها بطريقة صحيحة.. أن نقدم لها العلاج بدلاً من أن نصرخ ونولول كمن ينتظر وقوع البلاء بدلاً من أن يسعى لمواجهته.. حفظ الله مصر أرضاً وشعباً وقيادة مخلصة تبني المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى