آراءشويّة دردشةعاجل

المشاعر الإنسانية| بقلم اللواء دكتور اسامه راغب

من المؤكد أن الله عز وجل ميز الإنسان بنعمة المشاعر عن بقية المخلوقات، لكن من منا عرف قيمتها فجعل لها تلك المكانة التي تستحقها والتي ترفع من القيمة الإنسانية والروح السامية التي نفخ المولي عز وجل فينا كبشر من روحه فكانت رحمته أسبق من عذابه وحسابه.

قلة من يعرف هذه النعمة فيتنامي بها مع قانون الحياة الذي يجعل من حولنا له شكل أروع ويضفي جمالا علي مسيرتنا في محطات الحياة المختلفة فالمشاعر الإنسانية عندنا تحتوي إنسانيتنا ونتعامل بها نتخطي مصاعب كثيرة ونسكن في طمئنية وسكينة برابط روحاني مع الله ثم مع انفسنا يتبعها مصالحة لا نظير لها مع النفس ومع كل مايحيط بنا.

ولكن هناك من يجيد تحويل المشاعر الانسانية بطريقة قد نعجز عن فهم طبيعتة الإنسانية ونتسائل هل حقا هذا إنسان من شدة قدرته في تحول مشاعره بين ليلة وضحاها نظلم من حولنا عندما نحرمهم الثقة ونجعل التوهان يسكن طرقات خطواتها فكيف يستطعون التحول بهذه القدرة متخطين الفطرة الإنسانية في إستشعارهم بالألم عند إيذاء مشاعر الآخرين، إني لأستبعد عنهم مجرد الإحساس بوجع الضمير الذي يرافق المشاعر في دورتها كالدم في الشرايين في الأشخاص الطبيعين الذين يعاملون الله في خلقه ويخافوه أن يكونوا في موضع وجع أو ظلم للغير ومن المؤكد أن كلا منا يختلف في التعبير عنها وإحتواء الآخرين.

لكن نتفق أن إيلام القلوب لا يمت لها بصله وقد تمرض المشاعر وتتعرض لمواقف تجعل منها قاسية نوعا ما ولكنها تحن لفطرتها وتعود لمرفأ المحبة والتعايش مع الروح التي هي توأمها واندمجت معها بسلام داخلي يعزز القيمة الإنسانية لدي الإنسان فليس بأيدينا ان ننسلخ من طبيعة مشاعرنا التي تمثل كيان لا يتجزأ منا وهذا لمن يملكون وجودها حقيقة فمن المحال ان تتحول وتكون هشة كريشة في مهب الرياح نتيجتها ضياع إنسانيتنا وقيمنا كآدميين فلنتفق إن تحول المشاعر الانسانية دون أسباب منطقية ماهو إلا تلاعب بتلك الروح التي وضعت في الطرف الآخر عند بوحها بشعورنا كل ثقتها واستشعرت الآمان في مسمي مشاعرنا الإنسانية المخلصة وكل مايحدث عكس ذلك ماهو إلا إجرام يعاقب عليه قانون السماء ولابد أن يكون هناك قانون بشري صارم يحتم بتوقيع أقصي العقوبات ليكون كل متلاعب بإستقرار وطمئنينة القلوب عبرة لمن يعتبر ولا يخاف الله في أسمي ماخلق علي هذه المعمورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى