المسئولية ع الشماعة .. بقلم هويدا دياب

المسئولية ع الشماعة
موضوع يمس جانباً مهماً من المجتمع وهو المسئولية .
هل فِكرة إيجاد شماعة نعلق عليها أخطاءنا هي فكرة صائبة تؤدي لحياة سليمة على الصعيد الشخصي والاجتماعي أم أنها مجرد خطوة للهروب من المسئولية ؟!
للأسف يلجأ البعض لإيجاد مبررات غير منطقية، يرددها كي يقنع نفسه والمحيطين بها نتيجة وقوعه في الأخطاء.
لما لا يحدث العكس… بحيث يناقش الشخص خطأه مناقشة ذاتية حيادية على مستوى فردي، أو يتم مناقشة هذا الخطأ بكل حيادية ووضوح وشفافية على المستوى الاجتماعي؛ للوقوف امام هذه الأخطاء فعلياً، ويمكن رسم خطة عمل يسير عليها الفرد والمجتمع لتجنب تكرار الخطأ وفي نفس الوقت معالجة أضراره إن وجدت.
حقيقة القول .. إننا كأشخاص لنا تطلعات وأهداف نسعى ونتعب لنيلها، وقد يحدث ألا نتمكن من تحقيقها على أرض الواقع، بسبب معاكسة الظروف لأهدافنا وغاياتنا.
ومن هنا، فإننا لسنا في حاجة للتزود بالذرائع والأسباب لتبرير تخلفنا عن القيام بعمل معين، أو عدم تحمل المسئولية في إنجاز غير مكتمل أو معيب.
فهل كل عمل أو فعل يستعصي علينا وليست لنا الإمكانية لإنجازه واقعيا، يحتم علينا أن نلتمس الذرائع والأعذار للتخلص من انتقادات وردود فعل الآخرين؟ وأن نعلق أخطاءنا علي شماعة الاخرين
إخفاء الأخطاء هو صفة من الصفات البشرية الفطرية التي نحاول أن نظهر من خلالها أننا نستطيع أن نتجنب المشكلة ولا ندري أننا بتهربنا من الأخطاء نزيدها تعقيدا ولو أن كل مسئول قام بمسئوليته كما يجب لكانت حياة الناس مثالية وفي أرقى المستويات لكن للاسف معظم المسئولين يتقاعصون عن القيام بعملهم
وعلى غرار ذلك تسير علاقات الكثير من الناس فيما بينهم ويتورط من خلالها أفراد هم بريئون مما وجه لهم من أخطاء أو مما نسب لهم من إتهام ثم نصل لجذع المجتمع وهم الطلاب ، فتجدهم يلقون مسئولية عدم تفوقهم في دراستهم على المنظومة التعليمية. متناسين إهمال الابن للدراسة وإهمال الاسرة لمتابعته… وفي مجال الرياضة كلما خسر فريق من الفرق نسب خسارته للحكم على انه مرتش ولم يحاول أن يبرر تلك الخسارة بأداء فريقه السيئ .
وعندما يقع حادث مروري تكون نتيجته الوفاة فإن أصابع الاتهام توجه للمرور والطرق بشكل مباشر دون الأخذ في عين الاعتبار أن السبب الرئيس لارتفاع نسبة حوادث الطرق هو السرعة في القيادة وعدم الالتزام بالقوانين المرورية وهذا ناتج عن عدم وعي قائد السيارة بمخاطر السرعة والالتزام بقوانين القيادة وقد يحدث فى بعض الوزارت بالدولة اخطاء ناتجة من بعض المسئولين كأن يستغل الوظيفة لكي يمارس اسلوبا خارجا عن النطاق القانوني للوظيفة ويحرم العديد ممن يستحقون الترقية لسنوات وتعلق تلك الاخطاء على شماعة الحكومة بينما هناك من يمارس انعدام الضمير تجاه المواطنين
ويبقى ذلك المسئول خارج النطاق بعيدا عن دائرة الاتهام وتظهرصورة الحكومة فاشلة او نضع فشل الموظف المسئول على شماعة الحكومة أسوأ الثقافات التي انتشرت فى مجتمعنا، ويجب علينا أن نقف تجاه هذا السلوك وقفة صارمة كي نضمن لمجتمعنا التقدم و ما نحتاجه بالفعل هو ان نواجه انفسنا بالمشكلة حينها سنتعلم
لايزال المجتمع يعاني من تخبط في ردود الفعل على مستوى الأفراد والمؤسسات تجاه بعض المواقف، وغالباً ما تكون على شكل توجيه أصابع الاتهام دون تثبت أو تأكد من صحة الخبر فضلاً عن تفاصيله التي تكون مفصلية في الحكم عليه.
إن التعامل بهذا الطريقة مع المواقف والحوادث والقضايا المضرة للفرد والمجتمع تزيد من فداحة الموقف، فترى الأخطاء تتراكم، بينما نسطر المبررات لهذه الأخطاء، متناسين الجانب الأهم وهو معالجة الخطأ وأسبابه واستخلاص النتيجة منه.
أمثلة كثيرة من الواقع ..اننا جميعا لسنا معصومين من الخطأ ولكن العيب وكل العيب ألا نعترف بها ونعلقها على الاخرين في تعاملك مع الأخطاء، ابدأ بأخطائك قبل أن تلوم الآخرين نحن من نصنع القرار فالخطأ منا والصواب منا بقراراتنا لاترمي خطاءك على الاخرين فخطؤك ملك لك احتفظ به وعلق اخطأك على شماعة ذاتك فيوما ما ستعود وتعلق بجوارها نجاحك
وأخيراً فإن الشخص المتحمل للمسئولية هو شخص يعلم تماماً المهام المطلوبة منه فيريح ويستريح، بالإضافة إلى وضوح الهدف ووضوح الطريق الذي سيسلكه أمام عينيه مما سيؤدي إلى سعيه الدائم خلف تطوير نفسه بغية الوصول إلى هدفه وعدم إهدار أوقاته ومجهوداته بالمهاترات التي لا داعي لها .
هويدا دياب