سياسةعاجل

المتحدث باسم الخارجية لبروباجندا : مصر حاولت إضافة خبرتها في مفاوضات السلام

unnamed
طموحه ليس له سقف، بصمته بدت منذ اليوم الاول لتوليه منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الا انه لم يقف عندها، بل كان طموحة يهفو الى ان يخلق مؤسسة إعلامية خاصة بوزارة الخارجية، ولأنه يعلم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، بنى إمبراطوريته الإعلامية على الشبكة المحمولة بين أيدي الملايين، ولم يكن يهدف للوصول الى الداخل فقط، بل كان هدفه الاول الوصول الى الغرب الذي عجز الاعلام المصري الوصول اليه، فوصل وغير مواقف، وتربع على عرش الميديا الالكترونية في اقل من خمسة أشهر فقط، وأدت تغريدة من أربعة اسطر له ان تجعل من شبكة إعلامية عالمية مثل  cnn ان تلهث وراء الخارجية المصرية حتى لا تفقد مصداقيتها امام تأثير المتحدث الرسمي وتجريديتها،
المستشار احمد ابو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تغريدة خارج السرب، اقوى من الرصاص، وأصلب من المحن. 
 حوار ..حنان موج 
المستشار احمد ابو زيد، استطاع المتحدث الرسمي ان يحقق طفرة إعلامية غير مسبوقة على شبكة  التواصل الاجتماعي ،، ما هي فلسفتك في السياسة الإعلامية في ذلك ،، وانى لك بهذا النجاح في هذه الفترة القصيرة ؟ 
المرحلة التي تمر بها البلد تقتضي تعامل غير تقليدي مع التحديات خاصة في ظل ما نشهده من حملات إعلامية غربية في محاولة لتشويه الصورة، منذ ثورة 30 يونيو، والتحديات اللاحقة والمرتبطة بمراحل تطبيق خارطة الطريق، والرغبة المصرية في شرح التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تشهده مصر منذ ثورة. ٣٠ يونيو، حتى اليوم، والتحديات المختلفة المرتبطة بأحداث مثل حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، وحادثة قتل الطالب الايطالي ريجيني، ومؤخرا حادث سقوط الطائرة المصرية  في طريق العودة من مطار شارل ديجول في فرنسا، كل هذه التحديات تقتضي تعامل  غير تقليدي مع العالم الخارجي ،، اول عناصر هذا التعامل، هو اننا نتخاطب الغير ولا نخاطب فقط أنفسنا لان الاخر يتعرض لرسائل إعلامية متعددة ومتكررة من مصادر اخرى، ولذا كان لابد ان يكون لدينا رسائل مصرية صحيحة تكشف حقيقة الوضع في مصر والتحديات التي تواجهها مصر، والجهود التي تبذلها الحكومة المصرية على مستوى التحيات السياسية والاقتصادية، هذا يتطلب مخاطبةالاخر بلغته،، ولذلك كان هناك اهتمام بنشر مقالات باللغات المختلفة في الصحف الأجنبية، وايضاً كان لابد من المزيد من الانفتاح على المراسلين الأجانب في مصر، والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي باللغات المختلفة باعتبار ان قطاع كبير جدا من المتابعين  سوف تصل اليهم تلك الأخبار ،، ولذلك  نجد ان مكتب المتحدث الرسمي اطلق منذ حوالي خمسة أشهر مدونة خاصة بوزارة الخارجية على شبكة الانترنت الهدف منها رفع مقالات رأي يكتبها ليس فقط المسئولون ولكن ايضا الكتاب والمثقفين واصحاب الفكر ورؤساء التحرير والدارسين، وكل من كانت له رؤية لصالح البلد استطاعوا ان يكتبوا في تلك المدونة يخاطبون العالم الخارجي فيقرأه العالم كله،، ونحن بدورنا حريصون في هذه المدونة ان نرد على بعض المقالات التي تكتب في الصحف الأجنبية فيما يتعلق بمصر، ايضا حساب الوزارة على النفيس بوك استطاع ان يتجاوز الان المليون و١٠٠ الف متابع، ايضا بحرص على التحديث اليومي وربما يكون كل ساعة ،، عن طريق رفع اي بيانات او اخبار تصدر عن وزارة الخارجية ،، وأصبح مصدر يعتمد عليه للوقوف على موقف وزارة الخارجية والدولة المصرية تجاه اي من القضايا التي تحدث على مدار الساعة، ايضا حساب تويتر، الخاص بالمتحدث الرسمي  يستخدم بكثافة شديدة مؤخرا للتعبير عن مواقف اكثر سرعة ووصولا للهدف،، وتغطية نشاطات وزير الداخلية في الداخل والخارج ،، والتعبير عن مواقف ليست رسمية بالضرورة ولكن تتيح الفرصة للتعبير عن المواقف بشكل اكثر مرونة،، حرصنا ايضا خلال الفترة الاخيرة على إطلاق حملات إعلامية لتعريف المجتمع المصري بقضايا بعينها مثل، العيد السنوي لجامعة الدول العربية، تم إطلاق حملة احتفالا بذلك وتزامن ذلك مع ترشيح الوزير السابق احمد ابو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية سميناها مصر وجامعة الدول العربية، بها تاريخ العلاقات ودور مصر على مدى تاريخ جامعة الدول العربية اهم القضايا التي أنجزتها الجامعة العربية ،، وغالبا ما تشهد الحمله مقالات وافلام ،، وفيديو كليبات،، ومقال لوزير الخارجية ،، ايضا أطلقنا حملة في يوم افريقيا،، كانت باسم مصر والاتحاد الأفريقي، ايضا أطلقنا حملة في ذكرى 25 يناير عن ٢٥ إنجاز تحققوا على مستوى وزارة الخارجية منذ ٢٥ يناير وتم تحديد حملة كل يوم ٥ إنجازات تحققت في مجال السياسة الخارجية والسياسة الداخلية، كذلك تم التركيز على الاعلام الغربي من خلال القنوات الإخبارية المختلفة، تم تكثيف الحوارات الخاصة بوزير الخارجية على القنوات الإخبارية الكبرى مثل ال cnn ,, bbc  وايضاً حوارات على مستوى المتحدث الرسمي مع القنوات الصينية والالمانية والايطالية، هناك حرص بشكل عام على التركيز على الاعلام الأجنبي، هذا بخلاف الحرص الطبيعي والجهد الطبيعي المبذول على مستوى الاعلام الوطني من اجل إحاطة المجتمع المصري بكل المواقف والمستجدات المتعلقة بوزارة الخارجية.
وما هي اهم وابرز المواقف التي استطاعت تلك السياسة الإعلامية تغييرها على المستوى الدولي وتحويل مسار المواقف لصالح الموقف المصري ؟ 
هناك مواقف التي أستطيع ان أزعم اننا حققنا فيها نجاح كبير من ضمنها مؤخرا تناول cnn  لحادثة الطائرة المصرية وتواتر الحديث وكثرته حول سبب السقوط والتركيز على سيناريو واحد يؤكد ان قائد الطائرة او معاونه قد اسقط الطائرة بارادة ذاتية فكان مجرد تغريدة واحدة على تويتر كان لها تأثير كبير جدا لدرجة ان العامين معروفين من المطلة اتصلوا بِنَا وأعربوا عن عدم ارتياحهم لهذا النهج من المحطة، وحرصت المحطة فورا على عقد لقاء مع وزير الخارجية واتاحة الفرصة له للرد والتوضيح، وكان هناك شعور عام من جانب القناة ان مصداقيتهم قد اهتزت نتيجة لتغريدة واحدة فقط
قلنا فيها ان التركيز على هذا السيناريو شيئ لا يدعو للاحترام لانه لا يحترم الشعور بالحداد لدى أسر الضحايا، ايضا تم ذلك مع منظمة العفو الدولية او هيومان رايتس ووتش،، في بعض التقارير التي نشرتها ضد مصر ، تم الرد على مدونة الخارجية ببيانات واضحة كان لها وقع كبير وتم تناولها في وسائل الاعلام، ايضا قضية المنظمات الغير حكومية، ومؤخرا الموقف الذي تم في بنيروبي واتهام ممثل البيئة المصري بالإساءة الى افريقيا، وهو ما تصدينا له بعد ان تحققوا من المضابط  الرسمية  وطالبنا باستبعاد المتسببة في هذا الموقف، نحن هنا نستطيع ان نقوم باستهداف شخص معين على حسابه الشخصي ونضع تصريح يظهر أمامه وامام كل من يتابعه، وبالتالي هناك قدرة على الاستهداف والوصول في أسرع وقت وبتأثير أقوى، بمعنى لو نشرت نيويورك تايمز او واشنطن بوست مقالا عن مصر به قدر كبير من عدم الحيادية ، نقوم بنشر مقال مضاد ونضعه على صفحة الجريدة امام المقال الأصلي ،، ولاحظنا تفاعل كبير يتم من خلال هذه الطريقة، ولاحظنا ايضا تحول في الرؤى بشكل إيجابي من جانب الغرب بشكل ملموس.
ماهرو سقف طموحك من خلال هذه السياسية ،، وهل انت راضٍ عما وصلت اليه حتى الان ؟ 
ما اريد ان أقوله ان كل هذه الجهود تكمل بعضها، ولأنه ليس طموح شخصي وإنما هو طموح يرتبط بالمهمة المنوطة  بِنَا ، وكما اشرت في بداية الحديث، نحن امام تحديات جسيمة وغير مسبوقة وبقيت تلك التحديات موجودة طالما امنا الكثير لنبذه للتغلب على تلك التحديات ،، طالما بقي هناك استهداف لمصر ومسيرتها، طالما لم نصل الى عنصر الارتياح او الراحة  لما حققناه، طموحي هو ان تكون لدي جميع الأدوات التي أصل بها الى العالم لأنقل حقيقة ماحدث في مصر ، وأدافع عن هذا الوط،، وارد على كل من يحاول ان يصور صورة غير صحيحة، الأدوات بسيطة ، لازال هناك احتياج لقدرات اكبر من الكوادر البشرية المدربة ،، نحتاج في مصر كما اشرت اكثر من مرة الى قناة اخبارية تتحدث لغات اجنبية تكون قادرة على التنافس ،، نحتاج الى قنوات تنقل الحقيقة للغرب وتكون جاذبة للمشاهد الغربي، نحتاج استثمارات كبيرة في هذا القطاع من جانب القطاع الخاص، حان الوقت للاستثمار في اداة اخبارية تخاطب الخارج قبل الداخل، في الاعلام الغربي مطلوب شراء صفحات تتحدث عن مصر في الصحف العالمية مثل وورلد سترات جورنال، واشنطن بوست، نيويورك تايمز، للدعاية عن مصر وتوضيح المواقف واظهار الايجابيات والمشروعات القومية الكبرى لانه للأسف الغرب لا يعرف غير السلبيات والانتهاكات والارهاب ولا يرى الايجابيات التي تحدث.
اشعر ان وراء هذا المجهود فريق عمل كبير وطموح وفاهم ،، هل ننتظر قناة على يوتيوب خاصة بوزارة الخارجية تستطيع ان تقدم مؤقتا لم تقدمه القنوات الإخبارية التي تبث من مصر؟ 
الحقيقة ان هذا الطرح في خطتنا لكن المشكلة انه يوجد كوادر وخبرات لكن دائما يصعب ضمان ان الشخص المناسب في الوقت المناسب في امكان المناسب، فمكتب المتحدث الرسمي به 5 او  ٦ دبلوماسيين وعشرات الكوادر الإدارية، من كافة الخبرات والإعمار المختلفة لان الشباب اكثر قدرة على استيعاب قطاع كبير من الشباب والتأثير فيهم، ونعد الان موقع جديد، لنخاطبهم اجيال مختلفة وشرائح علمية وفكرية مختلفة،، لان القارئ والمستمع ثقافته متفاوتة، وكل معلوما نطلقها بها قدر من الاستهداف، وبالتالي حينما نعد بيان  مكتوب نكون حريصين ان يصل لأكبر قطاع من المجتمع، ونراقب الأداء والتعليقات وهناك فريق عمل دوره فقط هو متابعة التعليقات والانتقادات، نحن نحتاج عدد اكبر وجيش من الدبلوماسيين لانه ليس لدينا أفق للطموح ولدينا لدينا كوادر محدودة.
هل استطاعت تلك السياسة الإعلامية ان تكون بديلا عن الجهود التي كانت تبذل في السفارات لتوضيح حقيقة الأوضاع في مصر ؟ 
من الصعب الحكم لان نطاق العمل مختلف السفارة المصرية في الخارج تتواصل علو الارض ووجها بوجه مع المسئولين في الدول، وتبني علاقات صداقة وعلاقات اجتماعية ورسمية مع الجاليات، مع الاعلام، القدرة هنا على التأثير مختلفه،، لأنهم يقيمون علاقات راسخة، نحن هنا نتعامل مع معلومات ومواقف، ودورنا ان نعبر عن موقف مصر وتظهره بشكله الحقيقي، التأثير في الطرف الاخر وحمله على اتخاذ موقف معين،، السفارات في الخارج لها قدرة اكبر على النفاذ.
لن يفوتنا في هذا الحوار ان نطلع على اخر المستجدات في ملف سد النهضة،، خاصة وانكم تلتقطون كافة خيوط هذا الملف منذ البداية.
هناك فريق عمل كبير من اجهزة الدولة المختلفة يضطلع بهذه المهمة ووزارة الخارجية جزء من هذا الفريق، وفي الواقع الملف يمر الان بمرحلة مهمة ومفصلية حيث من المتوقع ان يتم التوقيع قريبا على العقد الخاص بالدراسات التي سوف يضطلع بها المكتب الاستشاري، تلك الدراسات التي انتظرناها طويلا ،والهدف منها هو تحديد الاثار المتوقعة من سد النهضة على دولتي المصب،، مصر والسودان، انشغلنا لفترة طويلة في الكثير من التفاصيل الخاصة بالدراسة،، ونطاق عملها ،، وكيفية توفير البيانات المطلوبة والتعاقد وأسلوبه، لكن اعتقد اننا الان على مشرفة من الوصول الى المرحلة الاخيرة وهي التوقيع،ومع بداية التوقيع سوف تطلق عملية الدراسات وعلى الدول الثلاث ان تتعاون بشكل كامل مع بعضها البعض ومع المكتب الاستشاري ومؤلفاته بالبيانات التي يطلبها والتي ستمكنه من اداء الدراسات بشكل سليم،، هناك ايضا اتصالات سياسية مكثفة من وزارة الخارجية  واتصالات فنية على مستوى وزراء الري هدفها الإبقاء على قنوات الاتصال والتنسيق وبناء الثقة بين الدول الثلاث، لان هذا هو المعيار ألذي على اساسه نقيس درجة النجاح والتعاون، وطالما بقيت الاتصالات قائمة، والتعبير عن الشواغل قائم، والتشاور في المسائل محل الخلاف قائم، هذا هو الضمان الوحيد للحصول على التعاون المثمر في النهاية.
وماهي اخر المستجدات على مستوى قضية الطالب الايطالي ريجيني ،، وما تقييمك للعلاقات المصرية الإيطالية بعد هذا الحادث ؟ 
الاتصالات بين الجانبين عادت الى مسارها الطبيعي الإيجابي بين جهات التحقيق المصرية والايطالية، حسبما نتابع جهات التحقيق المصرية قامت بموافاة الجانب الايطالي ببيانات جديدة تتعلق بتسجيلها الاتصالات الهاتفية، ورصد الكاميرات وخلافه، ونتائج لبعض التحريات، ايضا الجانب الايطالي امد الجانب المصري ببعض البيانات الخاصة بالحاسب الآلي، وبعض الملفات عليه، الشواه تشير الى ان هناك درجة اعلى من التنسيق والتعاون، أكدنا اكثر من مرة على ان الوصول الى الجناح هو هدف مشترك ومصلحة مشتركة وليس هناك  اي مصلحة في التعتيم وعدم الشفافية،، واعتقد ان احد الأدلة على عودة الأنور الى مسارها الطبيعي، قرار تعيين سفير إيطالي جديد في مصر وقرب موعد وصوله، وايضاً الاتصالات على  المستوى الاقتصادي، اعتقد رئيس مجلس إدارة شركة إيفني كان موجود في مصر مؤخرا، ونامل ان يتم يتم تجاوز هذا الموضوع في أسرع وقت وتكشف اسرار هذه الجريمة البشعة التي ألمت كل مصري.
هل شاركت وزارة الخارجية في إدارة ملف سقوط طايرة مصر للطيران بعد اقلاعها من مطار شارل ديجول، والى أين وصلت تفاصيل هذا الملف، وهل اثرت على العلاقات المصرية الفرنسية ؟ 
الأزمة الاخيرة الدور الأساسي كان بيضطلع به وزارة الطيران بالتنسيق مع الجهات المختلف، دور الخارجية كان يتركز في الأساس في نقل طلبات الدول الراغبة  في التعاون في البحث او التحقيقات، تتلقى سفاراتنا في الخارج الطلبات وتحيلها الى وزارة الخارجية لإحالتهما الى الجهات والسلطات المعنية والعكس صحيح، ايضا الرد في بعض الأحيان على ما يسار في الاعلام الغربي تجاه هذا الموضوع، ولكن المهمة الرئيسية تضطلع بها وزاره الطيران المدني واجراءات البحث تقوم بها القوات المسلحة.
أولى الرئيس السيسي في خطاباته الاخيرة أهمية خاصة للقضية الفلسطينية، ما هي الخطوات التي تتخذ من جانب الخارجية المصرية لإنهاء هذا الملف، وما هي توجيهاترالرئيس في هذا الصدد ؟
القضية الفلسطينيه سوف تظل دائما هي محور القضايا في الشرق الأوسط وهي بؤرة الاهتمام الرئيس لمصر على مدار التاريخ، لان استمرار هذه القضية دون حل يعزز من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة وفي الوقت ذاته لا يعطي اي بريق أمل للشعب الفلسطيني، وبالتالي تجاوب مصر مع هذه القضية ومحاولة البحث عن حلول لها وطرح مبادرات هذه مسالة طبيعية، كما ان مصر وعضويتها في مجلس الأمن ليزيد من المسئولية الملقاه عليها باعتبار انها العضو العربي في مجلس الأمن، مؤخرا شهدنا حالة جمود في القضية الفلسطينية بعد انتهاء الجهود الامريكية وتوقفها دون نتيجة، نتيجة استفحال أزمات اخرى في المنطقة مثل الوضع في ليبيا والوضع في سوريا واليمن والارهاب وداعش وخلافه، كل هذا اثر سلبي على الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فجاءت المبادرة الفرنسية لتحاول اعادة تركيز الضوء على القضية من اقتراب ربما يكّون عام بعض الشيي لكن يستهدف التركيز على بعض المحددات وبعض الثوابت المتعلقة بالحل، فمصر كانت من الدول الاولى التي دعمت هذه المبادرة بهدف مصلحة واحدة وهي اعادة الاهتمام بالقضية وإعادة التاكيد على المرجعيات الخاصة بالحل، وتهيئة الأجواء للعوده الى المفاوضات المباشرة بين الطرفين، والرئيس حينما حدث عن أفكار واقتراحات محددة، كان ايضا ينطلق من هذا المنطلق وهو اقتراب جديد يعكس دور مصر باعتبارها اول دولة في المنطقة التي سعت آلو السلام والتي نجحت في إبرام اتفاق سلام مع اسرائيل ثبت على مدار التاريخ انه راسخ وإقدامه ثابته واستطاع ان ينشئ بالفعل عملية بناء ثقة حقيقية بين مصر وإسرائيل، بهذه الخلفية وهذه التجربة وهذا النجاح تستطيع مصر ان تنقل للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تجربتها، والدروس المستفادة منها،، وتحدث الرئيس عن الوضع الداخلي في فلسطين والوضع الداخلي في اسرائيل باعتباره ربما يشكل عائق لدى الأطراف لاتخاذ قرارات جريئة ومصيرية، وبالتالي خاطب الجانب الاسرائيلي وخاطب الجانب الفلسطيني، وهي بادره مهمة، ولذلك نجد انه تم تلقف تلك الدعوة بايجابية من الجانبين، انتهى اجتماع باريس كما يعلم الجميع، وهو اجتماع في نظر البعض لم يسفر عن نتايج جوهرية، ولكنه كان مطلوبا للتأكيد على عدد من العناصر ،، اولا محورية حل الدولتين وان هذا هو الحل المثل للوصول الى التسوية،، ثانيا ،، محورية المفاوضات المباشرة، انه عاجلا ام اجلا لابد من التفاوض المباشر بين الطرفين، ثالثا التاكيد على الثوابت والمرجعيات، قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية للسلام، وخارطة الطريق الخاصة بالرباعية الدولية، مؤتمرات مدريد، كلها مرجعيات كان مطلوبا التذكير بها لبيان الجهود التي تمت على مدار سنوات طويلةواستمرار الأزمة واستمرار القضية ،، وبالتالي المعاناه التي يعانيها الموطن الفلسطيني والاشارة الى عقد موتمر دولي في نهاية العام والتحضير له،، ومحاولة خلق بيئة دولية داعمة لهذا الموتمر ومرجعيات الحل المختلفة على اساسه، في هذا الإطار نستطيع ان نقول ان موتمر باريس حقق قدر من التقدم في هذا الاتجاه، ولكن الطموحات لا تزال كبيرة، ومطلوب بذل مزيد من الجهد ومزيد من الانخراط الجدي من جانب الدول الكبرى لتشجيع الأطراف لتقديم المزيد من التضحيات والتنازلات من اجل الوصول الى حل.
في الفترة الماضية كان لدينا احتفال بصفقة الرافال التي حصلت عليها القوات المسلحة من جانب المصريين والاعلاميين في باريس، ويعتقد البعض ان هذه الصفقة سوف تغير موازين القوى في العالم، هل لمستهم هذا الانطباع من جانب الدول الاخرى في الفترة الاخيرة ؟ 
أنا لا أستطيع التحدث في هذه الموضوعات لانها خاصة بالقوات المسلحة وانا لست مخول بالحديث، لكن كمشاهد خارجي، هناك اهتمام مصري واضح منذ فترة بتطوير وتحديث الجيش المصري، وليس من شك ان كلما زادت قدرة الجيش وأصبح اكثر تطورا كلما كان هذا يَصْب في كفة ميزان القوى لصالح مصر وتعديل هيكل ميزان القوى في المنطقة وبالتالي أستطيع ان أقول ان هناك من يلاحظون ذلك في الدوائر المعنية بمتابعة اداء الجيوش في المنطقة وكل مصري يسعد حينما يرى ان جيشه على اهبة الاستعداد ولديه من القدرات ما يمكنه من حماية الأمن المصري بكثافة ابعاده، لان المنطقة تموج بتحديات كبيرة تقتضي من مصر ان تحافظ على استقرارها الداخلي وان تحمي أمنها القومي وان تحمي مصالحها بكل ما لديها من قوة 
وماذا عن جدول زيارات وزير الخارجية في الفترة المقبلة؟ 
لدينا القمة الافريقية في كيالي في شهر يوليو والقمة العربية في نواكشوط في يوليو ايضا  وبعض الزيارات الثنائية للوزير لم يتم تحديدها بعد  
unnamed

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى