أكد اللواء حرب متقاعد ، محمد هارون ، أن الفترة من عام 1967 وحتى عام 1970 كانت فترة عصيبة للغاية ، وكان الجيش والشعب خلالها “كتلة واحدة ” بمعنى الكلمة، الأمرالذي أدى إلى تحقيق نصر أكتوبر 1973 الذي كان نتيجة لعمل وجهد الشعب قبل الجيش.
وأضاف في حديثه مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ، حول “تحرير سيناء” ، أن الشعب كان مؤمنا بقضيته، أنه كان الداعم الأول والحقيقي للقوات المسلحة حتى تحقق النصر ، واسترداد الأرض الغالية.
وأشار إلى أن المرأة المصرية كان لها دور بارز إبان تلك الفترة من تاريخ مصر ، مشيرا إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها مصر أثبتت أن المرأة المصرية هي القادرة على تحمل الصعاب ، والتخفيف عن كاهل الأسرة، حيث كانت تدير البيت بكل قدرة وقدمت رجالا إلى مصر حققوا لها النصر، لافتا في هذا الصدد إلى حالة “التكاتف والتكامل ” التي كان يعيشها الشعب المصري في ذلك الوقت.
وأوضح أن الرجل “البسيط ” كان يتبرع للمجهود الحربي، وكان الجميع يقفون ب”الطوابير ” للحصول على الخبز بسعة صدر ، حيث كان الجميع يدرك ويعي الظروف التي تمر بها البلاد، فكان الشغل الشاغل للجميع هو تحقيق النصر ، ورفعة مصر.
وشدد على أن القوات المسلحة بكافة أفرعها ، قدمت ملحمة مازالت تدرس حتى اليوم، مشيرا إلى أنه شارك في حرب أكتوبر 1973 ، ولم يتجاوز العشرين عاما، مؤكدا أن كل مهنة في القوات المسلحة مهما يعتقد بأنها كانت “بسيطة ” كانت لها أهميتها ودورها في تحقيق النصر، منوها بالدور الذي اضطلعت به القوات الجوية بكافة عناصرها.
وجدد التأكيد على أنه لا يمكن اختزال العمل في شخص واحد أو جهة واحدة وأن هذا من الإنصاف .
وأضاف أن التدريب المتواصل ، وقيام القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت بالعمل على رفع الحالة المعنوية للجنود، وتوفير كافة وسائل التدريب الحديث أدت إلى إعادة الثقة للمقاتل المصري البطل، الأمر الذي كلل بالنصر على العدو وتكبيده خسائر فادحة وتلقينه دروسا لاتنسى .
وأشار إلى أنه كان يخضع للتدريب المكثف والمشترك مع قوات المظلات لتنفيذ عمليات “الإسقاط الليلي والنهاري” ، وكان يعمل على رصد طائرات العدو ، وتقديم المعطيات الدقيقة للطيار المقاتل لاستهداف الهدف بكل دقة.
ولفت إلى أن الاحتفال بعيد تحرير سيناء هذا العام يتزامن مع “العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018” ، مما يتطلب زيادة من أهمية وقوف الشعب خلف القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب ، وبدء مرحلة التنمية في تلك الأرض الغالية على جميع المصريين.
وأوضح أنه لا يمكن المقارنة بين حرب أكتوبر، و”العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 ” ، مشيرا إلى أن أسلوب استخدام القوات يختلف باختلاف “مسرح العمليات ” ،الذي كان مكشوفا ، وبعيدا عن المناطق الجبلية الصعبة خلال حرب أكتوبر، فضلا عن قتال عدو معروف.
وأكد اللواء حرب متقاعد محمد هارون في ختام حديثه أن الجندي المصري يظل هو “وجه الاتفاق “بين حرب أكتوبر 1973 ، و” العملية الشاملة”سيناء 2018″ الذي يتمتع بنفس الإيمان والقناعة والرغبة في التضحية من أجل الوطن، مجددا تأكيده أن المنظومة العسكرية المصرية كانت ولازالت تتسم بالوطنية عبر التاريخ.