يستخدم ضباط الجيش الكاميروني هواتفهم اللاسلكية والهواتف الذكية كوحدة تحكم لإصدار الأوامر للطائرات بدون طيار للتحرك من أجل دك معاقل جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، وبفضل التكنولوجيا أصبح من السهل على الضباط تحديد مواقع الجماعة عبر الهواتف الذكية والطائرات بدون طيار التى تجمع معلومات ما سهل عمليات الكشف عنهم، كما أسهمت هذه الطائرات فى خفض عدد الضحايا فى صفوف الجيش الكاميرونى.
وكان الجيش الكاميرونى قد تلقى، منذ مطلع العام 2014، ما يقرب من 336 هجوما من جانب الجماعة الارهابية النيجيرية وكان ثلاثة أرباع الهجمات انتحارية والربع الآخر ناجم عن زرع مواد متفجرة.
ولجأ الجيش الكاميروني إلى استخدام الطائرات بدون طيار من أجل مواجهة هؤلاء المقاتلون، ومراقبة الحدود البرية الشمالية مع نيجيريا والتى تمتد إلى 400 كليومتر مربع.
ووفق ما افادت وكالة أنباء الشرق الاوسط تسهم هذه الطائرات في تقليص حجم المشاركة الإنسانية فى هذه الهجمات ومن ثم عدد الضحايا.
ورفض الكولونيل ديديه بدجاك المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الكاميرونية، لأسباب أمنية، الإفصاح عن موعد البدء فى استخدام هذه الطائرات.
كما رفض الكشف عن عدد الطائرات التي يمتلكها الجيش الكاميرونى إلا أنه أوضح أن هذه الطائرات تستطيع فور إقلاعها تمشيط ما بين اثنين إلى ثلاثة كيلومتر .
وتأوى مدينة كولوفاتا، الواقعة على بعد 50 كيلومترا من نيجيريا، عددا كبيرا من القواعد العسكرية لقوات التدخل السريع (وهى وحدة الصفوة فى الجيش الكاميرونى) إلا أن هذه المدينة أصبحت منذ العام 2014 هدفا للهجمات المتكررة لجماعة بوكوحرام الإرهابية التي لم تتردد فى استهداف هذه القوات.
واستطاعت قوات التدخل السريع الكاميرونية صد هجوما واسع النطاق لمجموعة من مسلحي (بوكوحرام) يصل قوامها إلى 500 شخص.
ويروى الكولونيل فيلكس تيتشا، القائد العسكرى لهذه القاعدة قائلا كانت الأجواء المناخية سيئة للغاية حيث كانت تحجب الرؤية لأكثر من عشرة أمتار، وقامت هذه المجموعة بمهاجمة القاعدة العسكرية من كافة الجهات إلا أن الكتيبة استطاعت التصدى لهم .
وأضاف تيتشا عقب مرور عام على هذه الواقعة، أسهمت التكنولوجيا الحديثة التى يستخدمها الجيش الكاميرونى حاليا ومن بينها الطائرات بدون طيار بشكل كبير فى تحديد الهجمات عن بعد وقبل حدوثها ..لكن لاتزال المعلومات التى يقدمها الشعب الكاميرونى عن هذه الهجمات ذات اهمية كبيرة بل وأساسية.
ويرى الجنرال جاكوب كودجى، احد مسئولى التنسيق بين الجيش الكاميرونى والنيجيرى لمكافحة بوكوحرام، أن استخدام الطائرات بدون طيار ساعد فى إلحاق الضرر وإضعاف الجماعة الإرهابية حيث تم تنظيف معقل كومشى فى إشارة إلى دك مواقع بوكوحرام التي تمتد بطول الحدود النيجيرية في 23 فبراير الماضي.
ولقى نحو 20 من أعضاء بوكوحرام مصرعهم خلال هذه العملية، التى استخدام خلالها الجيش الكاميرونى والنيجيرى المعدات الثقيلة.
وساعدت الطائرات بدون طيار فى هذه العملية بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه الجيش الكاميرونى، إلا هذه المنطقة لا زالت تدفع الثمن باهظا حيث وصل عدد ضحايا هجمات بوكوحرام إلى 18 ألف شخص منذ العام 2009
