آراءشويّة دردشةعاجل

القيادة المصرية والشعب في دعم القضية الفلسطينية| بقلم عبد الرحمن الصياد

وسط عواصف الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية، تظل القضية الفلسطينية في قلب أولويات الدولة المصرية، قيادة وشعبًا، فهذه القضية ليست مجرد نزاع سياسي، بل جرح نازف في وجدان الأمة، وهمٌّ مشترك يتطلب تكاتف الجميع: قيادة حكيمة وشعبًا وفيًا لا يلين.

قيادة تدرك أبعاد المعركة

القيادة السياسية في مصر، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدرك أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شقيقة، بل جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ومفتاح الاستقرار في المنطقة.

هذا الفهم العميق لا يترجم إلى شعارات، بل إلى مواقف ثابتة، وجهود دبلوماسية مكثفة، ومساعدات إنسانية متواصلة، وسياسات مدروسة تقوم على التوازن بين الثوابت الوطنية ومتغيرات المشهد الإقليمي والدولي.

الرؤية المصرية تتجاوز الحلول المؤقتة والمواقف الإعلامية، وتعمل على بناء تحالفات دولية تدعم الحقوق الفلسطينية، وتسعى إلى إحياء المسار السياسي بشكل جاد نحو سلام عادل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

دعم إنساني يتجاوز الكلمات

في كل أزمة، وفي كل تصعيد، تقف مصر كخط الدفاع الأول في دعم الشعب الفلسطيني إنسانيًا، من فتح معبر رفح في أصعب الأوقات، إلى إرسال المساعدات الطبية والغذائية، إلى رعاية الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها، أثبتت مصر أن المواقف لا تُقاس بالكلام بل بالفعل، لكن هذا الدور لا تتحمله الدولة وحدها. هنا يبرز الوجه الآخر المشرق: دور الشعب المصري.

شعب وفيّ يحمل فلسطين في قلبه

منذ نكبة 1948 وحتى اليوم، لم تغب فلسطين عن ضمير المصريين، في الأزقة، في الجامعات، في المساجد والكنائس، وحتى في الأغاني والشعارات، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة، وكأنها جزء من الهوية الوطنية.

خلال كل عدوان، تسري في الشارع المصري موجات دعم وتعاطف لا تنتهي: حملات تبرع، وقوافل إغاثية، ووقفات تضامن، ونبض إنساني لا يخفت. إن الشعب المصري لم يرَ في فلسطين قضية “أخرى”، بل قضية “نحن”.

الطلاب، الأطباء، الفنانون، ورجال الدين، وحتى الأطفال، يعبّرون عن تضامنهم بطرقهم الخاصة، ليؤكدوا أن فلسطين في القلب، وأن دعمها ليس خيارًا بل واجبًا.

دبلوماسية نشطة ورؤية طويلة المدى

تعتمد القيادة المصرية نهجًا دبلوماسيًا فعالًا لا يكتفي بإصدار بيانات الشجب، بل يسعى لبناء جسور مع القوى الدولية، ويمارس ضغوطًا سياسية حقيقية من أجل وقف الاعتداءات، وتحقيق تهدئة دائمة، تُمهد لحل عادل ومستدام.

هذه الدبلوماسية تستند إلى رؤية واقعية تفهم تعقيدات المشهد، لكنها لا تحيد عن الهدف النهائي: تحقيق العدالة والكرامة للشعب الفلسطيني.

صوت المجتمع المدني… ونبض الجماهير

المجتمع المدني المصري، من منظمات إغاثة ونقابات مهنية، يلعب دورًا مهمًا في دعم فلسطين، عبر تنسيق حملات الدعم، وتنظيم الفعاليات التضامنية، والمشاركة في منصات إقليمية ودولية تدافع عن الحقوق الفلسطينية.

وفي كل بيت مصري، تسمع اسم فلسطين. إنها ليست قضية عابرة، بل قصة متجذرة في الوعي الجمعي، تُروى جيلاً بعد جيل. هذا التلاحم بين القيادة والشعب هو ما يمنح الموقف المصري مصداقية وتأثيرًا حقيقيًا على الساحة الدولية.

رؤية نحو سلام عادل ومستقبل آمن

إن دعم القضية الفلسطينية لا يعني فقط الوقوف في وجه الظلم، بل السعي لبناء مستقبل أفضل لكل شعوب المنطقة. السلام الذي تسعى إليه مصر ليس سلامًا هشًا تُفرض فيه حلول مجتزأة، بل سلام يقوم على الحق والعدالة والكرامة الإنسانية.

والقيادة المصرية تعرف أن هذا الطريق طويل، مليء بالعقبات، لكنه يستحق أن يُسلك، فكل خطوة فيه تقرّبنا من غدٍ يستعيد فيه الفلسطينيون حقوقهم، وتُطوى فيه صفحة الألم.

ختامًا…

ليس من المبالغة القول إن الدور المصري في دعم فلسطين هو قصة شرف ووفاء، قيادة واعية تتحرك بحكمة وصبر، وشعب أصيل يحمل فلسطين في وجدانه، ولا يتخلى عنها في أصعب اللحظات.

وفي زمن تتبدل فيه المواقف، تظل مصر، بشعبها وقيادتها، صخرة ثابتة في وجه العواصف، تنحاز إلى الحق، وتقاتل بالكلمة والموقف والدعم الإنساني.

فلسطين ليست وحدها، لأن في مصر شعبًا لا ينسى، وقيادة لا تتخلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى