نظمت القوات المسلحة زيارة لطلاب الجامعات إلى مشروعات تنمية محور قناة السويس التى تشرف على تنفيذها الهيئة الهندسية بالتعاون مع عدد من شركات المقاولات الوطنية، شملت مجموعة أنفاق جنوب بورسعيد والإسماعيلية وميناء شرق بورسعيد ومناطق الاستزراع السمكى.
وأكد اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية خلال الزيارة، أن مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس يمثل جزءً رئيسيًا من مكونات مشروع تنمية محور قناة السويس، موضحًا أن الهدف من المشروع ليس قاصرًا على تطوير القناة كمجرى ملاحى فقط ولكن يستهدف تنمية المناطق المحيطة للمجرى الملاحى لقناة السويس.
وقال الوزير خلال جولة على أرض المشروع للوقوف على آخر المستجدات، إن عملية التطوير بدأت بالفعل على أرض الواقع والعمل يجرى على قدم وساق بسواعد رجال هيئة قناة السويس بالتعاون مع رجال وضباط الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتنفيذ مشروع تنمية قناة السويس بدءً من منطقة بورسعيد ومنطقة القنطرة ومنطقة الإسماعيلة ثم منطقة السويس وخليج السويس بما فى هذه المناطق من إنشاء موانىء ومناطق صناعية ولوجستية وطرق ومناطق استزراع سمكى.
3 أنفاق أسفل قناة السويس:
وأضاف الوزير أن حفر الأنفاق أسفل قناة السويس فى هذا المشروع يعد أكبر مشروع يتم تنفيذه حاليًا فى مصر والشرق الأوسط بل فى إفريقيا كلها، مشيرًا إلى أن منطقة الكيلو متر 19/150 جنوب بورسعيد تشهد حاليًا حفر ٣ أنفاق أسفل قناة السويس، ٢ نفق للسيارات ونفق للسكة الحديد، إجمالى أطوالهم ١٥ كيلو مترًا، ٨.٥ كيلو متر تقريبًا لنفقى السيارات، و٧ كيلو مترات طول نفق السكة الحديد، ليكون الإجمالى ١٥ كيلو مترًا طولى للأنفاق تقريبًا، وأوضح أن القطر الداخلى للنفق سيقدر بـ ١٣.٦ متر، مشيرًا إلى أن لدينا ٤ شركات مصرية وطنية تتعاون مع القوات المسلحة فى مشروع الأنفاق، منهم شركتين فى الإسماعيلة والأخرى فى بورسعيد.
وأضاف الوزير أنه خلال أسبوع سيتم الانتهاء من صب الكمرة العلوية للنفق فى مدخله الشمالى بعد الانتهاء من وضع الخرسانة فيه بالكامل، وجارى أيضًا العمل فى المدخل الجنوبى للنفق، موضحًا أن العمل على أرض الموقع يتم كفريق واحد مع استشاريين مصريين أو الشركات المصرية المتعاونة معنا.
وأضاف: “تعهدنا بتنفيذ مشروعًا عملاقًا لبلادنا ينقل الحركة من الغرب من الوادى وبورسعيد إلى الشرق فى سيناء بكل سهولة وسلاسة، وسنقضى على تكدس الطوابير والسيارات المنتظرة على المعديات”، موضحًا أنه تم التأخير فى تنفيذ الأنفاق ١٥ سنة ماضية، لأن حركة التنمية الرهيبة التى تتم على أرض سيناء كان لابد من خدمتها والتحرك عليها بسهولة، مؤكدًا أن تنفيذ هذا المشروع الآن سيحل كل المشاكل المرورية فى هذه المنطقة سواءً فى المعديات أو كوبرى السلام أو فى نفق الشهيد أحمد حمدى، والتى من المتوقع أن تزيد الحركة عليها أيضًا بعد تشغيل ميناء بورسعيد الجديد.
الميناء البحرى والأرصفة:
وأضاف أن الميناء البحرى سيكون ميناءً بحريًا عالميًا، يضم الآن ٢.٤ كيلو متر أرصفة ــ موجودة بالفعل ــ تديرها شركة عالمية، بالإضافة إلى ١٠ كم أرصفة جارى إنشائها حاليًا تم البدء فى تنفيذها منذ أن أعلن الرئيس السيسى فى ٢٨ / ١١ /٢٠١٥ عن تدشين هذا المشروع، موضحًا أن كل المعدات المطلوبة لتنفيذ الأرصفة كانت موجودة بالفعل وجاهزة يوم الافتتاح، وكانت الخطة الزمنية معدة وجاهزة أيضًا وتم البدء فى العمل الفعلى فور تلقى الأمر بالبدء فى التنفيذ من ١٢/١ الماضى.
وتابع رئيس الهيئة الهندسية: “لدينا ١٠ شركات وطنية خالصة تقوم بتنفيذ الأرصفة بمعاونة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تكون الهيئة مسئولة عن التصميم والإشراف ومتابعة التنفيذ بالإضافة إلى توفير المعدات والخامات والأدوات غير المتوفرة للشركات المتعاونة معها”، موضحًا أن من أهم هذه المعدات النادرة ماكينات تنفيذ الأساسات العميقة حيث تم توفير ٢٢ ماكينة بالإضافة إلى ٤ ماكينات أخرى على وصول عن طريق البحر حاليًا.
وفيما يتعلق بالخامات المستخدمة فى عملية إنشاء الأرصفة، أضاف الوزير أن الحديد والأسمنت يعتبران من المكونات الرئيسية لعملية إنشاء الأرصفة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات من خامات الأسمنت أو الحديد يتم توفيرها مرة واحدة بسعر الجملة، بحيث لا يتوقف تدبير الحديد والأسمنت على شركة واحدة وإنما يتم تدبيره من خلال التعامل مع كل الشركات المصرية فى السوق المصرية.
المنطقة الصناعية:
وفيما يتعلق بالمنطقة الصناعية قال الوزير إنه جارى العمل على ما يقرب من ٤٠ مليون متر مربع، من حيث تمهيد هذه الأرض للعمل، وسيتم تجهيز ١٦ مليون متر مربع كأسبقية أولى، وبدأنا نقل كميات رهيبة من الرمال تصل إلى ٤٠ مليون متر مربع حتى تغطى المناطق السبخية والطينية التى لا تصلح للتحرك عليها أساسًا، وأيضًا جارى نقل كميات رهيبة من الرمال فى شمال سيناء عن طريق شركات مصرية ووطنية معظمهم من أبناء شمال سيناء الشرفاء.
وتابع الوزير: “بدأنا تنفيذ أساسات المصنع النموذج والمبنى الإدارى للمنطقة الصناعية، وخططنا بالتعاون مع وزارة الإسكان لإنشاء ١٠ آلاف وحدة سكنية لصالح منطقة شرق بورسعيد بعد تعليمات الرئيس بإنشاء مدينة شرق بورسعيد أو بورسعيد الجديدة، موضحًا أنه تم الانتهاء من التخطيط والرسومات الهندسية وسيتم التنفيذ الشهر القادم”، مشيرًا إلى أن الـ٤٠٠ ألف وحدة سكنية من الإسكان الاجتماعى التى كلفهم بها الرئيس مؤخرًا، سيخصص جزء كبير منها لمدينة بورسعيد الجديدة ومنطقة الإسماعيلية الجديدة، بالإضافة إلى مناطق العريش وبئر العبد فى سيناء.
المنطقة اللوجستية والاستزراع السمكى:
أما المنطقة اللوجستية فقد تم البدء فى تأهيل الأرضى وإعدادها، بالإضافة إلى منطقة المزارع السمكية حيث بدأ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة “شركة الثروة السمكية والأحياء المائية” العمل فى هذا الجزء من المشروع أيضًا، مشيرًا إلى أن العمل فى تنفيذ هذا المشروع العملاق بالكامل يسير على ما يرام طبقًا للخطة الزمنية المقدرة للتنفيذ، وسيتم الانتهاء منه خلال عامين وذلك اعتبارًا من ١٢/١.
فرص العمل للشباب:
وعن فرص العمل فى هذه المشروعات الضخمة أكد الوزير أن الشركات لديهم تحتاج عمال تشغيل معدات هندسية وخلطات خرسانة وماكينات الأساسات العميقة و”دق الخوازيق”، موضحًا أن لديهم عجز شديد فى العمالة لهذه المعدات الدقيقة، حيث إنه جارى العمل فى تنفيذ ١٠ كيلو أرصفة فى وقت واحد بالإضافة إلى تنفيذ أرصفة فى العين السخنة وفى دمياط وفى الأدبية.
وجدد الوزير دعوته للشباب الراغب فى العمل قائلًا: “أى شاب حاصل على دبلوم صنايع أو معهد فنى صناعى أو مؤهل آخر ويجيد الكتابة والقراءة وقادر على قيادة معدة ولديه الإرادة، سندربه ونؤهله”.
تنمية الساحل الشمالى ومدينة العلمين الجديدة:
قال الوزير إنه ق انتهينا حاليًا من كل الأعمال المساحية وأعمال التصميم وجسات التربة بمنطقة العلمين الجديدة، مضيفًا إنها ستكون مدينة تقع فى مواجهة الكيلو ١٤ على ساحل البحر المتوسط غرب مارينا مباشرةً، مشيرًا إلى إنها ستحتوى على مدينة سكنية متكاملة لكافة المستويات، حيث إن أى مشروعات جديدة مهما كان مستواها ومنطقتها، سيكون فيها جزءً للإسكان الاجتماعى وشاطئ عام سواءً فى العلمين الجديدة أو بورسعيد الجديدة أو منتجع الجلالة.
استعراض المشروع على طلاب الجامعات:
وفى خلال الجولة التقى اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة، بعدد من طلاب كلية الهندسة بجامعة الأزهر وآخرين، فى إطار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى وتوجيهاته بتوعية جيل الشباب بالمشاريع العملاقة التى تقوم بها الدولة فى إطار عملية التنمية الشاملة، حيث استعرض الوزير للطلاب مكونات المشروع وأهدافه وحجم الإنجاز والجهد المبذول فى تنفيذه، مؤكدًا حرص القوات المسلحة والشركات المتعاونة معها على تنفيذ المشروع بأقل تكلفة ممكنة وأسرع وقت ممكن فى كل مراحله.
