الفدائي أبو الطاهر : عندي أستعداد وأنا في السن ده أشيل سلاح وأدافع عن بلدي

حوار .. ياسمين عادل .. بورسعيد
كنت أظن أنني سأحاور بطل من أبطال المقاومة الشعبية وفدائي من الدفاع عن أرض مصر فقط ولكنني وجدت نفسي أمام أسطورة بمعني الكلمه رجل علي مشارف المائة عام ولكنه مازال يتمتع بذاكرة مفعمة بالوطنية والأمل في غد أفضل لمصر التي تسكن داخله .
الفدائي فوزي أبو الطاهر رجل عاصر جميع الحروب التي مرت علي مصر في عصرها الحديث فهو وذاكرتة جزء من تاريخ مصر ومن حكاية شعب قرر أن يقاوم لأجل البقاء لأجل أن يحيا وطنة بحرية وكرامة .
وليس من الغريب علي رجل ينتمي إلي عائلة أغلبها من أبناء المؤسسة العسكرية المصرية حيث خدم والده وعمه وأخوه في أشرف مؤسسة وطنية ومن لم يكن منتمي كفرد بالمؤسسة العسكرية قرر أن يتطوع كفدائي، فحب الوطن يجري مجري الدم .
جلست أنظر إلي خطابات موجهة من رئاسة الجمهوريه وتكريمات تحمل أسم الفدائي وشهادات تقدير وتذكارات من حروب شنتها دول المستعمر علي مصر لم أكن أدري من إين أبدء .
حتي قررت أن أبدء بخبر قديم بجريدة الأهرام يحتفظ به أبو الطاهر فالدولة في ذلك الوقت كانت تحمل علي عاتقها مسؤلية دعم الأسر المهجرين من منازلهم ومدنهم تحديدا مدن القناة بمبلغ مالي قدرة عشرة جنيهات نظير إعاشة هذه الأسر يوميا ورغم أن الوضع الأقتصادي في هذا التوقيت كان من أصعب التوقيتات التي مرت علي المواطن المصري الا أنه عندما زار اللواء عبد التواب غنيم محافظ بورسعيد في ذلك الوقت أهالي بورسعيد الذين هجروا أثناء الحرب إلي سوهاج حيث كان التمركز والتكتل الإكبر للمهاجرين وبهذة المناسبة توجه أبو الطاهر بطلب للتبرع بمبلغ مالي يسخر في المجهود الحربي وبالفعل وافق الأهالي بالتبرع وقد كان هذا المبلغ هو الاعاشة اليومية للاسر كامله وتم تسليم المبلغ الخاص بالتبرع إلي عبد المنعم عفيفي مسؤل الشئون الإجتماعية في ذلك الوقت وبدورة قد سلمة إلي قائد القطاع الجنوبي بالقوات المسلحة .
قد تصاب الإجيال الجديدة التي لم تعاصر الحروب وتعاني من ويلاتها بالدهشة من فكرة تطوع مواطنين مدنيين كفدائيين للحفاظ علي الوطن بأرادتهم ولكن قد تزول هذة الدهشة عندما يعلم كل مصري أن أهالي القناة الأحرار وخاصة بورسعيد كانوا يتعرضوا لكافة المضايقات من قوات الإحتلال التي كانت منتشرة بمعسكرات مخصصة لهم في أماكن مختلفة منها بالكيلو 5 وبورتوفيق وسرابيوم حيث لم يتقبلوا الإهانة من الإحتلال الإنجليزي الموجهة ضد الأهالي فبالرغم من الإنسحاب من المحروسة إلا أنهم لم ينسحبوا في مدن القناه الأمر الذي جعل الأهالي تنضم إلي المقاومة الشعبية .
فعندما أتي جمال الدين حسين سنة 1954 للكتيبة 123 بمعسكر بورسعيد لقائد المعسكر في هذا الوقت سالم صقر قام شباب بورسعيد بالتطوع وعددهم 1200 فدائي من خيرة شباب بورسعيد المخلصين وقد تلقوا التدريبات والفرق المطلوبه حيث تولت القوات المسلحة مهمة تأهيلهم لحمل السلاح والتعامل وقد كان ذلك بالمعسكرات المخصصة لذلك في إنشاص والإسماعيلية فمدن القناة قدرها أن تكون حائط الصد الأول فالتاريخ لن يغفل كفاح شعب مصر متمثلة في أبناء القناة .
بعد أن أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارة بتأميم هيئة قناة السويس وإسترجعاها لمصر صدر أمر تكليف فوزي أبو الطاهر بأن يتولي قيادة قاطرة من قاطرات هيئة قناة السويس بعد أنسحاب القباطين الأجانب « إلانجليز والفرنسيين » فيما عادا اليونانين والقبارصه بهدف تعطيل الملاحة البحرية بالقناة لإظهار مصر أمام العالم عاجزة عن تسيير حركة الملاحة وأتي تكليف أبو الطاهر بالتزامن مع تكليف 28 ظابط بالقوات البحرية المصرية بالإسكندرية بمهمة تسيير العمل بالقناة بالتعاون مع ربباين سفن التاجات لإنهم علي دراية وذوي خبرة بالتعامل مع ملاحة القنال وإستمر الأمر علي ذلك الوضع لمدة 36 يوم ولكي يكون التحدي في أبرز صورة كانت ظباط البحرية المصرية تقوم بتسليم المركب العابرة بالقناة من بورسعيد للسويس وبالعكس لإبراز القدرة والتمكن لكل العالم الذي ينتظر فشل مصر في تسيير الملاحة وذلك علي عكس ما كان يحدث في وجود الفرنسيين فقد كانت القافلة تنتقل علي مرحلتين من بورسعيد للإسماعلية ويقوم بتسلمها ظابط أخر من الإسماعيلية لبورسعيد
ولم تتوقف البطولات عند ذلك الحد فقد تلقي الفدائي خطاب صادر من السيدة فايزة أبو النجا ( مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي) توجهت فيه بالشكر للبطل الفدائي لتقديمة 5 خرائط من الحرب العالمية الثانية لمساعدة الدولة للكشف عن الألغام وهذا علي حد تعبيرها يساعد الدولة علي تنمية الساحل الشمالي وحماية أرواح الأبرياء التي تواجهه مصير محزن سواء بالقضاء والقدر أو أثناء التنقيب عن هذه الإلغام لتنظيف هذه المنطقة .
الفدائي أبو الطاهر بطل المهمات الصعبة لم يكن يحمل السلاح فقط للمقاومة بل كان يكرس كل وقته لوطنة من حمل السلاح وقيادة قاطرات القنال وإرشاد الدولة عن حقول الغام إلي مستودعات ( البترول ) في بورسعيد حيث كان المسؤل عن المستودعات الخاصة بجميع شركات البترول ( أسو – موبيل – التعاون – وغيرها ) وكان مهمتة توفير البترول والتأكد من حصة كل شركة والمخزون لديها من البترول وإبلاغ المؤسسة بالقاهرة لتوفير ما ينقص عن طريق ناقلات بترول وفي عام 1969 نشب حريق هائل في صهاريج البترول وتولي ابو الطاهر ورجالة المدربين مهمة إخماد الحريق الذي إستمر علي مدار يومين وقد كرمهم محافظ بورسعيد في ذلك الوقت حسن رشدي وقدم لهم الشكر علي ما بذلوا من جهد في تدارك الموقف .
ومن كل هذا لأسر طيار أسرائيلي من طيران العدو الصهيوني كان يحلق في سمائنا سنة 1967 أستدعت القوات المسلحة الفدائين في قرية الرياح جنوب القنطرة وأثناء الإستدعاء تلقوا إشارة من الإسماعيلية من أن القوات الأرضية قد أسقطت طائرة من طائرات العدو وبالفعل قد أثر الطيار الأسرائيلي وقد تولي مهمة تأمين وتسليم الأسير وقد منع الأهالي من قتل الصهيوني بل عاملة بأنسانية وقدم له الطعام عندما طلب منه ذلك رغم أنه قاتل معتدي ولكن هذه أخلاق وإنسانية المواطن المصري .
وقد جاء سؤالي الأخير لأبو الطاهر هل الأن يمكن أن يخلق جيل جديد من الفدائيين للدفاع عن الوطن في حالة لا قدر الله تعرضت مصر لخطر كانت الإجابة صادمة أنة علي أتم الإستعداد إلي الأن في حالة تعرض مصر لإي خطر أن يحمل سلاحة مجددا ويحارب لإجلها وهو الرجل الذي علي مشارف المائة عام بل مستعد لإي أختبار لإوضاع إطلاق النار .
وقد أضاف أن المؤتمرات الشبابية عليها عامل كبير لرفع درجة الوعي لدي الشباب فقد وصفها بأنها أعظم وسيلة لتربية النشأ والشباب ولخلق شعور وترسيخ مبدأ أن هذا الوطن ملكا لنا ويجب الدفاع عنه بأرواحنا هذا ما كنا نؤمن به كفدائيين .
إن ما يميز المواطن المصري هو العقيدة القتالية في تكوين أبناء مصر، العقيدة القتالية هي التي تجعل رجال القوات المسلحة علي كل جبهه يستشهدون بنفس راضية دفاعا عن هذا الوطن جيل يسلم جيل ( منسي والشبراوي وخالد دبابة وغيرهم ) هي عقيدة المواطن المدني الذي أنضم لكتيبة الفدائيين ولم ينتظر مدد القوات المسلحة فقط بل شاركها في بطولات وكتابة التاريخ .
أحشدوا للوعي ..جملة قالها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الندوة التثقيفية رقم 29 القوات المسلحة كل ما قالة فوزي أبو الطاهر جزء من الحشد للوعي وعلينا جميعا بدورنا أن نحشد للوعي كلا في مكانة .