آراءشويّة دردشة

العيد فرحه | بقلم د. ضحي اسامه راغب

لكل امه من الأمم عيدا يأنسون فيه ويفرحون، وهذا العيد يتضمن عقيدة هذه الأمة وأخلاقها وفلسفة حياتها، فمن الأعياد ما هو منبثق من الأفكار البشريه البعيدة عن وحي الله تعالى، وهي أعياد العقائد غير الإسلاميه، و اما عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمه الإسلام، قال الله تعالى: (( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ))،
وعيد الفطر وعيد الأضحى يكونان بعدَ ركنٍ مِن أركان الإسلام، فعيد الفطر يكون بعدَ عبادة الصّوم وعيد الأضحى بعد عبادة الحج. 

والعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، والعيد في معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمه وعدالة من وحي السماء، عُنوانُها الزكاةُ، والإحسان، والتوسعة.

والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس، وتسكن إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له اللهوات، و تتنبه له الشهوات.

وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد، يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك .. فالتهنئة بالعيد مما يزرع الود في قلوب الناس، لذا اُستحب الذهاب لصلاة العيد من طريق والرجوع من طريق حتى يستطيع المسلم تهنئة أكبر عدد من المسلمين.

فالعيد، فرصة للفرح والسرور، ومنحة ربانية كي يشعر فيه المؤمنون بأنهم أدوا العبادات وفازوا برضى الله تعالى، ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طريقة للتعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، فإظهار الفرح في العيد سنه نبويه مطهرة، يجب على جميع المؤمنين العمل بها.

و تتجلى جميع معاني الإنسانية والعطاء، ويُغدق الأغنياء من مالهم علي الفقراء، فيشيع الفرح في قلوبهم، ويشترون به حاجاتهم التي تنقصهم، وتسمو مشاعر الرحمة والإخاء في النفوس، فـ للعيد أبعاد كثيرةً، منها أبعاد نفسية، وأبعاد دينيه، وأبعاد اقتصاديّة أيضاً، فمن أبعاده النفسية الجميلة أن الهموم والأحزان يتمّ نسيانها في العيد، كما يتجاوز الناس جميعا ما يعكر صفو حياتهم فيه، وينسونه ولو لفتره قصيره، اما أبعاده الدينيه، ففي إظهار الفرح في العيد، أجر وثواب عظيم من الله تعالى، اما أبعاده الاقتصادية، فتتمثل بما يقدمه المقتدرون للمحتاجين كعيديه وزكاة للفرح في نهار العيد.
ولكي يشعر المرء بفرحة العيد، عليه أن يقيم العبادات التي تسبقه على أكمل وجه، فلذة العيد تأتي بعد التعب والمشقة التي تتركها العبادة في النفس، مما يعزز من سمو الروح ويجعل للعيد معنى أكبر وأعمق، ويجعل لتبادل التهنئة فيه ما يشعل في النفس الفرح الغامر بأنّها أدّت ما عليها من واجب تجاه خالقها العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى