ثقافة وفنون

العندليب الأسمر الحاضر الغائب رغم مرور 39 عاما على رحيله

عبد الحليم 8

كتبت هويدا دياب

اليوم ذكرى وفاة العندليب عبد الحليم حافظ الـ39سنة ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن ذكرى “العندليب الأسمر” باقية في وجدان الأجيال المتعاقبة، تاركاً لجمهوره الحب الذى أسعد به أيام المحبين وأثلج صدورهم فهو أحد أبرز رموز الرومانسية، الذي عبر عن أشواق العشاق بكل مصداقية

( العندليب الأسمر الحاضر الغائب ) هو واحد من أشهر المطربين العرب على الإطلاق مطرب تميز  بصوته المعبر عن أحاسيس جيله، وأجيال بعده ، وكان أفضل من نقل المدرسة الجديدة في الطرب العربي التي تعتمد على الأحاسيس وارتباط اللحن بالمعنى إلى أذن المستمعين

كذلك كان عبد الحليم حافظ من أقوى الأصوات التي عبرت عن جيل ثورة 23 يوليو وما تلاها من تطورات سياسية كبرى في مصر والعالم العربي

عبد الحليم حافظ سمعه غالبيّة الناس البسطاء، لما يتمتّع به من صوتٍ جميل صادق فأغانيه تلامس القلوب لصدقها وجمالها، وتحمل ألحاناً مميّزة تداعب القلوب ولد عبد الحليم حافظ في محافظة الشرقيّة داخل قرية تسمّى بالحلوات في عام 1929 ميلاديّة، واسمه عبد الحليم علي شبانة، وله ثلاثة أخوة يكبرونه بالسن، توفّيت والدته وهو صغير بالسن، وبعدها بفترةٍ صغيره جداً توفّي عنه والده، فعاش يتيماً، وتربّى في منزل خاله.

وبسبب ما كان منتشراً من ألعاب في القرية والتي من أبرزها اللعب بالترعة، انتقل إليه مرض البلهارسيا الّذي لازمه طوال حياته، وهذا الأمر جعله مضطراً إلى إجراء ما يزيد على الستّين عمليّةً جراحيّة. وأظهر عبد الحليم حافظ حبّه للموسيقى منذ كان صغيراً في المدرسة. انضمّ عبد الحليم لـ ” معهد الموسيقى العربيّة ” في عام 1943 ميلاديّة، وهناك التقى بكمال الطويل، وكان كمال يدرس في قسم الأصوات، وعبد الحليم في قسم التلحين، وتخرّجا معاُ في عام 1948 ميلاديّة.

كما التقى عبد الحليم مع مجدي العمروسي في عام 1951 ميلاديّة. أما مكتشف عبد الحليم الحقيقي فهو حافظ عبد الوهاب والّذي منحه اسمه ليصبح اسمة عبد الحليم حافظ.

  نوعيّة الأغاني التي كان  يقدّمها عبد الحليم جديدة على الناس، الأمر الّذي دفعهم إلى رفضها، خاصّةً عندما سمعوا منه أغنية ” صافيني مرّة “، إلّا أنّه وعلى الرغم من فشل هذه الأغنيةفى البداية  فقد حقّقت نجاحاً منقطع النظير في فترة أخرى، لكن هذه المرة كانت في حفل إعلان الجمهوريّة، كما قدّم أغنية ” على قد الشوق ” ممّا دفع به إلى الأمام.

غنّى العندليب العديد من الأغاني، والّتي تزيد في عددها على المئتي أغنية منها: في يوم في شهر في سنة،اهواك، سواح، جانا الهوى، زي الهوى، على حسب وداد قلبي، بتلوموني ليه، قارئة الفنجان، رسالة من تحت الماء، أنا كل ما قول التوبة، موعود … إلخ )، وتعاون عبد الحليم حافظ مع العديد من الشعراء والملحّنين كي يخرج بهذه الأغاني.

توفّي عبد الحليم حافظ في يوم الأربعاء الموافق للثلاثين من شهر آذار لعام 1977 ميلاديّة في مدينة لندن، وكان عمره في وقت وفاته سبعةً وأربعين عاماً، وكانت جنازته  مهيبة جداً؛ حيث حضر تشييعه 2.5 مليون شخص تقريباً، وهذه الجنازة هي ثالث أكبر جنازة في مصر بعد جنازة كلٍّ من الرئيس المصري الرّاحل جمال عبد الناصر والمطربة أم كلثوم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى